أسبوع حماسي جدا بانتظار المستثمرين من قرار الفائدة الأوروبي و الأمريكي و تقرير الوظائف الأمريكي
يترقب المستثمرون أسبوع حماسي جدا تتسلط فيه الأضواء على منطقة اليورو و الولايات المتحدة الأمريكي، فأننا على موعد مع قرار الفائدة الأوروبي و المؤتمر الصحفي الأول لدراغي وسط ترقب الجميع للإعلان عن تفاصيل خطة الإنقاذ التي أقرها قادة الاتحاد الأسبوع الماضي لاحتواء الأزمة، هذا و سوف يسرق اجتماع قمة العشرين بعضا من الأضواء المتمركزة على الولايات المتحدة مع انتظار تقرير الوظائف و قرار الفائدة.
نجحت قمة الاتحاد الأوروبي بتهدئة الأسواق المالية الأسبوع الماضي مع اتفاق قادة الاتحاد الأوروبي على الخطوط العريضة لاحتواء أزمة الديون السيادية و منع انتشارها إلى بلدان أوروبية عملاقة أخرى، فقد قرر قادة الاتحاد الأوروبي الـ27 تخفيض ما نسبته 50% من قيم السندات اليونانية الذي سيعمل على خفض دين اليونان السيادي بمقدار 100 مليار يورو.
أقر قادة الاتحاد الأوروبي رفع المستوى الأول من رأس المال للبنوك إلى 9%، مع الاتفاق على خطة لإعادة رسملة البنوك، و يتوقع أن يتم اتفاق سياسي شامل بشأن الخطة، إلا أن بعض التفاصيل قد تتطلب التدقيق، إلى جانب هذا قرر القادة توسيع نطاق صندوق الاستقرار المالي الأوروبي بواسطة الرافعة المالية لما يقارب 1 تريليون يورو في ضوء افتراضات معينة حسب الأوضاع الاقتصادية الراهنة للاقتصاديات المتعثرة.
تبقى أنظار المستثمرين مسلطة على قمة الدول العشرين في الثالث و الرابع من تشرين الثاني في باريس، إذ من المتوقع أن يقوم القادة بمناقشة السبل الذي أقرها قادة الاتحاد الأوروبي لاحتواء أزمة الديون الأوروبية و منع تطورها إلى مرض عالمي.
اجتمع الرئيس الفرنسي نيكولاس ساكوزي مع مثيله الصيني لعمل بشكل مكثف قبل اجتماع العشرين لتأكيد على الأسلوب الأمثل في دفع النمو الاقتصادي والاستقرار، وأشار رئيس الوزراء الصيني وين جياو باو إلى الرغبة الأكيدة لدى بلاده في مساعدة اوروبا وتغلبها على الصعوبات الاقتصادية، و يعتقد الكثيرين بأن الجدار الصيني سوف يُسارع لإنقاذ اليورو، ولو عبر صندوق النقد، كما سبق آن ساعد في إنقاذ الدولار.
تتسلط الأضواء هذا الأسبوع على قرار الفائدة من البنك المركزي الأوروبي ، إذ من المتوقع أن يبقى سعر الفائدة المرجعي عند مستويات 1.50% في ضوء الأوضاع الاقتصادية الراهنة، فقد انكمش أداء كلا من القطاع الصناعي و الخدمي بشكل ملحوظ خلال الأشهر الماضية و هذا ما يدعم التوقعات باحتمالية عودة المنطقة الأوروبية إلى دائرة الركود الاقتصادي من جديد.
يترقب المستثمرون خلال هذا الأسبوع المؤتمر الصحفي الأول لمحافظ البنك المركزي الأوروبي الجديد ماريو دراغي ، فأنفاس المستثمرين محبوسة لمعرفة مدى قدرته على تهدئة الأسواق كما كان يفعل قبله جون كلود تريشيت التي انتهت خلافته هذا الشهر، فقد أقر البنك المركزي الأوروبي الشهر الماضي إعادة العمل ببرنامج شراء السندات بما قيمته 40 مليار يورو بهدف دعم مستويات النمو المتباطئة.
مهمة دراغي هذا الأسبوع المضي قدما لتريشيت و إقناع المستثمرين بأن منطقة اليورو قادرة على تخطي الأزمة الاقتصادية الراهنة بأقل الخسائر، و لا بد له من التعقيب على المطلب الألماني بعدم إدراج البنك المركزي الأوروبي في خطة إنقاذ منطقة اليورو، و وقف تدخل البنك في الأسواق المالية) المتضمن وقف شراء البنك المركزي السندات من الأسواق الثانوية)، و كان دراغي قد ردّ على هذه المطالب و أكد بأن البنك المركزي سوف يواصل عمليات الشراء للسندات.
من المتوقع أن تسيطر حالة من التذبذب على الأسواق المالية هذا الأسبوع مع ترقب المستثمرين قرار الفائدة الفدرالي ، و تقرير الوظائف الأمريكي، فمن المتوقع أن يبقى البنك الفدرالي سعر الفائدة المرجعي عند مستويات 0.0-0.25% خلال الشهر الجاري ، و هذا كله دعما لمستويات النمو في البلاد ، وتخافت التكهنات في هذا الوقت بقيام البنك الفدرالي باللجوء إلى إقرار سياسات تخفيف كمي ثالثة خاصة بعد تسارع وتيرة النمو خلال الربع الثالث، و يبقى التركيز على تقرير الوظائف لتأكد المستثمرين بأن الاقتصاد الأمريكي سوف يواصل مسيرة بنفس الوتيرة للخروج من هذه المرحلة الحرجة.