- المشاركات
- 82,631
- الإقامة
- قطر-الأردن
بعد الإعلان عن إلغاء الإستفتاء اليوناني تنفست الأسواق الصعداء، وانتهت ساعات الرعب. الخشية كانت على اليورو جديّة، والمركزي الأوروبي نشط جاهدا في سوق السندات لحماية إيطاليا، ومعها مشروع اليورو كاملا، من المصير الأسود.
*
الأسبوع الفائت انتهى على أمل أن نكون في مرحلة استقرار ضمن مساحة عريضة بين ال 1.3550 وال 1.3900. تحقق هذا الأمل يبقى مرتبطا بما سيكون من أمر الحكومة اليونانية، وانعكاس ذلك تهدئة او توتيرا على جبهة السندات الإيطالية. إرتفاع هذه السندات الى 6.4% لم يكن مقبولا، ولم يمر دون قلق ومراقبة. البلد الذي يحمل ديونا تقارب ال 2000 مليار لن يكون باستطاعته خدمتها قريبا، فيما لو لم تُجتَرَح الحلول سريعا، وتتراجع الفوائد بصورة ملموسة.
رئيس الحكومة اليونانية يتحضر للإستقالة. من المُفترض ان يخدم قراره اليورو.
الفائدة الأوروبية تراجعت الأسبوع الماضي الى 1.25% . من المنتظر ان تسجل تراجعات إضافية في الأشهر القادمة. هذا سوف لن يكون خبرا مفرحا للمراهنين على اليورو.
برامج التيسير الكمي مجمدة حاليا في الولايات المتحدة. لن تكون مجمدة الى ما لا نهاية ولكن البيانات الاقتصادية الأخيرة لا تشكل ضغطا على الفدرالي للتعجيل في خطوة الدعم الإقتصادي الثالثة. في أوروبا الضغط على المركزي الأوروبي مستمر طالما ان صندوق الإنقاذ الاوروبي لم يباشر عمله جديا على صعيد دعم السندات للبلدان المهددة بالإنهيار. هذا يبقي المركزي متأهبا، ما يشكل مصدر ضغط مستمر على اليورو.
*
سوق العمل الأميركي ساعد نسبيا على تعميم إشارات التهدئة، فنسبة البطالة تراجعت في أوكتوبر الى 9.0%، ونسبة التوظيف استقرت حتى ولو انها على مستويات منخفضة.
وان أخَذَنا الحديث الى سوق العمل الأميركي، فهذا لا يعني انه صاحب التأثير الأول على الأسواق. السياسة تتحكم بكل شيء، وإنه لمن المثير للغرابة أن تكون المسألة اليونانية هي التي تتصدر الإهتمام في ال وول ستريت. من الواضح ان السوق يتحرك إيجابا او سلبا مع كل نبأ يرِد من هذا البلد الأوروبي الذي لا يشكل أكثر من 2% من اقتصاد منطقة اليورو. الخشية من عدوى الفيروس اليوناني كبيرة. العدوى إن انتقلت فستكون الكارثة والكل يعلم ذلك.
*
ضمن هذه الأجواء الضبابية لا يصح الرهان على مجال صعودي قوي لأسواق الأسهم. سيكون من الخطأ الدخول في استثمارات ضخمة وسط حالة البلبلة والضياع. لن يكون ذلك ممكنا طالما أن أمرا من مثل استقالة الحكومة اليونانية، أو إجراء استفتاء شعبي، أو تقرير انتخابات مبكرة، كفيل بتحريك مؤشرات الاسهم في ال وول ستريت بنسبة لا تقل عن ال 3.0%، وفي اوروبا بنسبة تتجاوز ال 5.0%. فقط المستثمرون ذوو الرؤية البعيدة المدى والنَفَس الطويل لهم أن يدخلوا في السوق في مثل هذه الحالات، والنصيحة لهم ألا يُثقلوا الهمّ على أنفسهم، والحِمل على أكتافهم.
*
والذهب؟
من الواضح انه مستفيد مجددا من ظاهرة الهروب الى الأمان. ارتباط حركته بالسياسة أيضا غير منكورة. 28 من 32 خبير في قطاع المعادن أجابوا على أسئلة "بلومبرج" معتبرين أن الذهب الى ارتفاع. والنحاس الى تراجع بالمدى القريب.. والى ان تنقشع آفاق المرحلة القادمة.
وزراء مالية مجموعة اليورو يجتمعون غدا الاثنين في بروكسل للتباحث في موضوع دفعة ال 8 مليار يورو المقررة لليونان. في حال التخلف عن تحقيق الهدف من التقشف، فمن المؤكد ان القرار سيكون: لا مساعدات.
*
*
هذا الأسبوع قليلة هي المواعيد الأوروبية. نتائج الشركات تأخذ أولوية من حيث الأهمية. بانتظار نتائج دوتشيه بنك - أليانز - سيمنس - هينكل - ميونخنر روك - .
*
من الولايات المتحدة الأميركية يُصغي السوق الى رئيس الفدرالي " برنانكي " يوم الأربعاء. ميزان التجارة يصدر يوم الخميس.*ثقة المستهلك يصدر يوم الجمعة.
*
من الصين تصدر يوم الأربعاء بيانات التضخم والإنتاج الصناعي الى جانب الإستثمارات ومبيعات التجزئة.