
رفعت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط حتى 2050 بنحو 2.9 مليون برميل يومياً، مقارنة بتوقعاتها العام الماضي، استناداً إلى مراجعة شركات صناعة السيارات خططها لإنتاج المركبات الكهربائية، مع زيادة نهم الهند للطاقة، وارتفاع احتياجات قطاع الطيران للوقود.
حسب الإصدار السنوي لتقرير "آفاق النفط العالمي حتى 2050" الذي صدر اليوم في فيينا على هامش ندوة "أوبك"، فإن الطلب على الخام سيبلغ عند حلول 2050 حوالي 123 مليون برميل يومياً، ارتفاعاً من 104 ملايين برميل يومياً في الوقت الحالي، بينما كانت توقعات النسخة السابقة تقف عند 120.1 مليون برميل يومياً بحلول منتصف القرن.
الصورة المتفائلة لمستقبل النفط التي رسمها التقرير تستند إلى عدة عوامل مثل النمو الاقتصادي المتسارع في الهند، والتي ستضيف زيادة على الطلب قدرها 8.2 مليون برميل يومياً خلال الفترة حتى 2050، بزيادة 200 ألف برميل يومياً مقارنة بتوقعات التقرير السابق.
توقعات أوبك لمصادر نمو الطلب على النفط حتى 2050 - الشرق
وعلى العكس، خفض التقرير توقعاته لنمو الطلب من الصين حيث توقع أن تضيف 1.8 مليون برميل يومياً من 2024 ولغاية 2050 مقارنة بـ2.5 مليون برميل يومياً في التوقعات السابقة.
معظم الزيادة في الطلب العالمي على النفط ستأتي من قطاع النقل والطيران، الذي يتوسع بوتيرة متسارعة ونمو احتياجاته للوقود.
تباطؤ التحول للطاقة المتجددة
من جانب آخر، رجحت "أوبك" تباطؤ التحول نحو مصادر الطاقة المتجددة التي تمثل أهم منافسي النفط، حيث قالت إنها تتوقع أن تواجه أهداف الطاقة النظيفة الطموحة المزيد من الضغوط. ولفتت إلى خطط العديد من شركات صناعة السيارات العالمية لتقليص أهداف التحول نحو المركبات الكهربائية.كان وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان نوّه خلال الجلسة الافتتاحية للندوة إلى تزايد عدد الدول التي تتبنى "رؤى واقعية" إزاء برامج التحول إلى الطاقة المتجددة، مؤكداً أنه على الرغم من التوسع في مصادر الطاقة المتجددة والنووية والهيدروجين، فإن النفط والغاز سيظلان عنصرين أساسيين لا غنى عنهما.
رغم التحولات نحو مصادر الطاقة البديلة؛ سيظل النفط والغاز عنصرين أساسيين في مزيج الطاقة العالمي لعقود قادمة وسيكونان نسبة تفوق 50% من مزيج الطاقة حتى منتصف القرن الحالي - الشرق
وفق الأمين العام للمنظمة هيثم الغيص في مقابلة مع "الشرق" قبل يومين فإن احتمال تخلي العالم عن مصادر الطاقة التقليدية، غير قابل للتطبيق.
وقال إن دور النفط في دعم نمو الأنشطة الاقتصادية العالمية يجعل من الصعب التخلي عنه، خاصة أن مشتقات الخام تدخل في صناعات كثيرة تشمل الدواء والغذاء ومواد التجميل ووقود السيارات والطائرات، بل في صناعة الطاقات الجديدة مثل توربينات الرياح ومشتقاتها وبطاريات السيارات الكهربائية، وصناعات أخرى كثيرة.
الاستثمار في الصناعات النفطية
حول الاستثمار في الصناعة النفطية توقع التقرير أن يحتاج العالم لأكثر من 18 تريليون دولار حتى عام 2050، من أجل المحافظة على مستوى إنتاج النفط الحالي وزيادته لمواكبة تنامي الطلب.توقعات أوبك للطلب على النفط خلال الربع قرن المقبل - الشرق
وأشار الأمين العام للمنظمة هيثم الغيص في مقدمة التقرير إلى "أن الاستثمار في الصناعة النفطية ضروري جداً من قبل المنتجين والمستهلكين في كل مكان من العالم من أجل اقتصاد عالمي فعال". معتبراً أن الكثير من السياسات التي تدعو إلى التوقف عن استخدام الطاقة الأحفورية في المستقبل لم تأخذ بعين الاعتبار أمن الطاقة في عالم يزداد سكانه يوماً بعد يوم ويحتاج إلى جميع مصادر الطاقة.
وفق كلمة وزير الطاقة السعودي في الندوة فإن حوالي ملياري نسمة حول العالم يعانون من نقص الطاقة، وحذر الأمير عبدالعزيز من أن يأتي التحول في الطاقة على حساب النمو الاقتصادي وتكاليف المعيشة.
زيادة إنتاج النفط
وفيما يخص الإنتاج يتوقع التقرير أن يزداد إنتاج النفط خارج دول "أوبك+" إلى 58.9 مليون برميل يومياً حتى منتصف القرن مقارنة بتوقعات المنظمة في السنة الماضية حيث كانت عند 57.3 مليون برميل يومياً. وأكثر الزيادة في الإنتاج خارج دول "أوبك" ستأتي من الولايات المتحدة الأميركية، ثم المكسيك والبرازيل.أما دول تحالف "أوبك+" فرفع التقرير توقعاته لإنتاجها ليصل 64.1 مليون برميل كل يوم.