- المشاركات
- 82,631
- الإقامة
- قطر-الأردن
قيل الكثير عما حدث نهاية الاسبوع الفائت. عن يومين من الاضطراب واللامنطق الذي ساد وول ستريت، ومعه بقية المسارح العالمية التي يلعب عليها محترفون باتوا على دراية بالتنكيل بصغار التجار والايقاع بهم.
ما حدث يوم الخميس كان طبيعيا. ندر ان يقف السوق موقف المتفرج حيال حدث جلل من مثل اسقاط الطائرة الماليزية بصاروخ ، وفي مرحلة تعمّ فيها التوترات الجيوسياسية، ويبحث فيها السوق عن مبرر لتصحيح ارتفاعات باتت جدّ متطرفة.
ما حدث يوم الخميس كان طبيعيا، ولكن ما حدث يوم الجمعة لم يكن كذلك بالمنطق العام. كان طبيعيا بمنطق السوق الذي يجانب كل منطق - أحيانا - . ان يستعيد وول ستريت اكثر من 80% من خسارة اليوم السابق لمجرد سماعه كلمات هادئة من على منابر الخطابات العالمية المهمة أمر يجانب الواقع بالنسبة للنظرة الى سوق بات يحتاج بقوة الى مسبب للتصحيح، وهو تجاهله بعد ان أتاه.
ان نحن أدركنا ان التجار باعوا يوم الجمعة وسط ارتفاع مؤشر التطير - المسمى ايضا مؤشر الخوف - بنسبة 30% ، وانهم ليسوا هم من اشترى يوم الجمعة، بل المستثمرين الذين لا يزالون ينتظرون كل مناسبة ليصبوا أموالهم في أسهم باتت على ارتفاع فاق كل الحدود، وتجاوزت قيمتها قيمة الارباح التي حققتها. ان نحن أدركنا ذلك بلغنا سرّ الحركة ومفهومها الرئيس: إن المستثمرين لا يلمسون بعد أية إشارة واثقة حول نية الفدرالي المباشرة برفع الفائدة في وقت قد يسبق الموعد الذي يعملون على أساسه: منتصف العام القادم.
ان نحن أدركنا ذلك فهمنا ان موضوعي الفائدة ونتائج الشركات لا زالا هما المحرك الاساس لرساميل تبحث عن الكسب ،وهي على استعداد للمخاطرة استغلالا للحظات حرجة يهلع فيها الكثيرون ويختارون الهروب من المخاطرات الى الامان. هذا يفسر لنا ارتفاع مؤشر الخوف بنسبة 30% يوم الخميس ، وتراجعه بنسبة 16% يوم الجمعة.
هذا الارتفاع وهذا التراجع يكتسبان، برأينا ( بورصة انفو ) معنى آخر ، ان وضعناهما في حيزهما الحقيقي: الذين خافوا يوم الخميس ليسوا هم أنفسهم الذين هجموا يوم الجمعة. اللعبة إذا مستمرة . وماذا الآن؟
ألآن، نخشى ان يكون الفدرالي قد خلق وضعا صعبا، وأن فقاعة ما في طريقها للتكوّن. خلق هذا الوضع بسياسته المالية الفائقة الليونة، وتجاهله لكل التحذيرات بكون الاسراف في طباعة العملة، وإطالة أمد الفائدة المنخفضة قد تخلق حالة صعبة. صوتا عضوي الفدرالي " بولارد " و " فيشر " ( تحدثا عن البدء برفع الفائدة في موعد سابق لتقديرات السوق - وقد يكون نهاية العام الحالي ) لم يصغ لهما من قرر دفع السوق الى الارتفاع يوم الجمعة.. ولعل عدم الاصغاء هذا كان لخاتم ختمه الله على بصيرة هؤلاء.
وهل لا يستند الشراة هؤلاء على قاعدة ما، يعتبرونها صلبة؟
بل يفعلون. يستندون قبل كل شيء الى ما ستمطره الشركات هذا الاسبوع على وول ستريت من نتائج جديدة تقديراتها مريحة. ( ايبل - ماك دونالد - كوكاكولا - كاتر بيلر - ستقدم نتائجها هذا الاسبوع من بين شركات اخرى تشكل نسبة 60% من الشركات المسجلة في مؤشر اس اند بي 500 ) الاكثرية الساحقة من هذه الشركات ستقدم نتائج ربحية جيدة، ولكن لا يجب ان ننسى ان هذه النتائج - وان كانت مطابقة لتقديرات حالية - فهي دون التقديرات التي نسجت لها في ابريل الماضي. كل نصر على هذا الصعيد سيكون نصرا مؤقتا ولعله خادع، على أساس انه مستوعب في الاسعار الحالية.
وان سلمنا جدلا ان نتائج الشركات ممتازة، فكيف يتم تفسير هذا الوضع؟
نتائج ممتازة تعني اقتصاد مزدهر ، او هو فيا لطريق لا يكونه. اقتصاد مزدهر سيعني للكثيرين سوق عمل متحسن. سوق عمل متحسن سيعني مخاطر تضخم طارئة. كل هذا يعني العجيل في رفع الفائدة. الخلاصة: ما لم يحدث الاسبوع الماضي من ارتفاع واثق للدولار وتراجع تصحيحي متتابع ل وول ستريت ( حتى حدود ال 10% ) ،سيحدث آجلا، وعلى الأرجح عاجلا...
ولا ننسى..
ان ارتدادات حادثة الطائرة الماليزية لم تنته بعد. عقوبات جديدة على روسيا لن تكون دون وقفة تامل من السوق، ودون سؤال جوهري: ألن تؤثر ايضا على الاقتصاديات الغربية وتؤخر النمو العالمي؟هذا السؤال سيكون مطروحا امام المستثمرين من جديد.
رئيس الوزراء البريطاني دعا الى الثقة بالاقتصاد الاوروبي والبريطاني وعدم التردد في مواجهة الرئيس الروسي خشية من نكسة اقتصادية. من المانيا نسمع صوتا حازما على هذا الصعيد. الايام القليلة القادمة لن تكون دون مستجدات مؤثرة.
الى كل ذلك فقناعتنا بانه من الخطأ الان الرهان على قفزة صعودية كبيرة في وول ستريت مدعومة بواقع تاريخي إحصائي يظهر ان المرات ال 22 التي شهد فيها مؤشر الخوف قفزة سريعة بنسبة 30% ( كما كان عليه الحال يوم الخميس الماضي ) ، في المرات ال 2 هذه ارتفع مؤشر اس اند بي 500 بنسبة 0.77% في الاسبوع التالي. الملاحظ حاليا ان مؤشر اس اند بي حقق هذه النسبة من الارتفاع في اليوم التالي ( اي يوم الجمعة ) . هذا يدعو الى الحذر من رهان على ارتفاع واثق وثابت هذا الاسبوع.
والسؤال يبقى: هل تتكفل بيانات التضخم الاميركية - يوم الثلاثاء - بفعل ما لم تقوَ عليه حادثة الطائرة المنكوبة وتقنع المستثمرين بان الاوان قد آن للخوف على استثماراتهم من ارتفاع الفائدة؟
مؤشر التضخم من استراليا يصدر يوم الاربعاء.
المركزي النيوزلندي يجتمع ايضا يوم الاربعاء.
مؤشر مديري المشتريات لقطاعات التصنيع يصدر يوم الخنميس من الصين. ومن اوروبا. ومن الولايات المتحدة.
التضخم يصدر من اليابان.
مؤشر " اي ف و " الالماني يصدر يوم الجمعة.
من بريطانيا نكون مع الناتج المحلي الاجمالي.
من الولايات المتحدة مع طلبيات السلع المعمرة.
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
ما حدث يوم الخميس كان طبيعيا. ندر ان يقف السوق موقف المتفرج حيال حدث جلل من مثل اسقاط الطائرة الماليزية بصاروخ ، وفي مرحلة تعمّ فيها التوترات الجيوسياسية، ويبحث فيها السوق عن مبرر لتصحيح ارتفاعات باتت جدّ متطرفة.
ما حدث يوم الخميس كان طبيعيا، ولكن ما حدث يوم الجمعة لم يكن كذلك بالمنطق العام. كان طبيعيا بمنطق السوق الذي يجانب كل منطق - أحيانا - . ان يستعيد وول ستريت اكثر من 80% من خسارة اليوم السابق لمجرد سماعه كلمات هادئة من على منابر الخطابات العالمية المهمة أمر يجانب الواقع بالنسبة للنظرة الى سوق بات يحتاج بقوة الى مسبب للتصحيح، وهو تجاهله بعد ان أتاه.
ان نحن أدركنا ان التجار باعوا يوم الجمعة وسط ارتفاع مؤشر التطير - المسمى ايضا مؤشر الخوف - بنسبة 30% ، وانهم ليسوا هم من اشترى يوم الجمعة، بل المستثمرين الذين لا يزالون ينتظرون كل مناسبة ليصبوا أموالهم في أسهم باتت على ارتفاع فاق كل الحدود، وتجاوزت قيمتها قيمة الارباح التي حققتها. ان نحن أدركنا ذلك بلغنا سرّ الحركة ومفهومها الرئيس: إن المستثمرين لا يلمسون بعد أية إشارة واثقة حول نية الفدرالي المباشرة برفع الفائدة في وقت قد يسبق الموعد الذي يعملون على أساسه: منتصف العام القادم.
ان نحن أدركنا ذلك فهمنا ان موضوعي الفائدة ونتائج الشركات لا زالا هما المحرك الاساس لرساميل تبحث عن الكسب ،وهي على استعداد للمخاطرة استغلالا للحظات حرجة يهلع فيها الكثيرون ويختارون الهروب من المخاطرات الى الامان. هذا يفسر لنا ارتفاع مؤشر الخوف بنسبة 30% يوم الخميس ، وتراجعه بنسبة 16% يوم الجمعة.
هذا الارتفاع وهذا التراجع يكتسبان، برأينا ( بورصة انفو ) معنى آخر ، ان وضعناهما في حيزهما الحقيقي: الذين خافوا يوم الخميس ليسوا هم أنفسهم الذين هجموا يوم الجمعة. اللعبة إذا مستمرة . وماذا الآن؟
ألآن، نخشى ان يكون الفدرالي قد خلق وضعا صعبا، وأن فقاعة ما في طريقها للتكوّن. خلق هذا الوضع بسياسته المالية الفائقة الليونة، وتجاهله لكل التحذيرات بكون الاسراف في طباعة العملة، وإطالة أمد الفائدة المنخفضة قد تخلق حالة صعبة. صوتا عضوي الفدرالي " بولارد " و " فيشر " ( تحدثا عن البدء برفع الفائدة في موعد سابق لتقديرات السوق - وقد يكون نهاية العام الحالي ) لم يصغ لهما من قرر دفع السوق الى الارتفاع يوم الجمعة.. ولعل عدم الاصغاء هذا كان لخاتم ختمه الله على بصيرة هؤلاء.
وهل لا يستند الشراة هؤلاء على قاعدة ما، يعتبرونها صلبة؟
بل يفعلون. يستندون قبل كل شيء الى ما ستمطره الشركات هذا الاسبوع على وول ستريت من نتائج جديدة تقديراتها مريحة. ( ايبل - ماك دونالد - كوكاكولا - كاتر بيلر - ستقدم نتائجها هذا الاسبوع من بين شركات اخرى تشكل نسبة 60% من الشركات المسجلة في مؤشر اس اند بي 500 ) الاكثرية الساحقة من هذه الشركات ستقدم نتائج ربحية جيدة، ولكن لا يجب ان ننسى ان هذه النتائج - وان كانت مطابقة لتقديرات حالية - فهي دون التقديرات التي نسجت لها في ابريل الماضي. كل نصر على هذا الصعيد سيكون نصرا مؤقتا ولعله خادع، على أساس انه مستوعب في الاسعار الحالية.
وان سلمنا جدلا ان نتائج الشركات ممتازة، فكيف يتم تفسير هذا الوضع؟
نتائج ممتازة تعني اقتصاد مزدهر ، او هو فيا لطريق لا يكونه. اقتصاد مزدهر سيعني للكثيرين سوق عمل متحسن. سوق عمل متحسن سيعني مخاطر تضخم طارئة. كل هذا يعني العجيل في رفع الفائدة. الخلاصة: ما لم يحدث الاسبوع الماضي من ارتفاع واثق للدولار وتراجع تصحيحي متتابع ل وول ستريت ( حتى حدود ال 10% ) ،سيحدث آجلا، وعلى الأرجح عاجلا...
ولا ننسى..
ان ارتدادات حادثة الطائرة الماليزية لم تنته بعد. عقوبات جديدة على روسيا لن تكون دون وقفة تامل من السوق، ودون سؤال جوهري: ألن تؤثر ايضا على الاقتصاديات الغربية وتؤخر النمو العالمي؟هذا السؤال سيكون مطروحا امام المستثمرين من جديد.
رئيس الوزراء البريطاني دعا الى الثقة بالاقتصاد الاوروبي والبريطاني وعدم التردد في مواجهة الرئيس الروسي خشية من نكسة اقتصادية. من المانيا نسمع صوتا حازما على هذا الصعيد. الايام القليلة القادمة لن تكون دون مستجدات مؤثرة.
الى كل ذلك فقناعتنا بانه من الخطأ الان الرهان على قفزة صعودية كبيرة في وول ستريت مدعومة بواقع تاريخي إحصائي يظهر ان المرات ال 22 التي شهد فيها مؤشر الخوف قفزة سريعة بنسبة 30% ( كما كان عليه الحال يوم الخميس الماضي ) ، في المرات ال 2 هذه ارتفع مؤشر اس اند بي 500 بنسبة 0.77% في الاسبوع التالي. الملاحظ حاليا ان مؤشر اس اند بي حقق هذه النسبة من الارتفاع في اليوم التالي ( اي يوم الجمعة ) . هذا يدعو الى الحذر من رهان على ارتفاع واثق وثابت هذا الاسبوع.
والسؤال يبقى: هل تتكفل بيانات التضخم الاميركية - يوم الثلاثاء - بفعل ما لم تقوَ عليه حادثة الطائرة المنكوبة وتقنع المستثمرين بان الاوان قد آن للخوف على استثماراتهم من ارتفاع الفائدة؟
مؤشر التضخم من استراليا يصدر يوم الاربعاء.
المركزي النيوزلندي يجتمع ايضا يوم الاربعاء.
مؤشر مديري المشتريات لقطاعات التصنيع يصدر يوم الخنميس من الصين. ومن اوروبا. ومن الولايات المتحدة.
التضخم يصدر من اليابان.
مؤشر " اي ف و " الالماني يصدر يوم الجمعة.
من بريطانيا نكون مع الناتج المحلي الاجمالي.
من الولايات المتحدة مع طلبيات السلع المعمرة.
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*
*