تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، بأن تفعل بلاده كل ما يلزم لـ"إعادة بناء سوريا الجديدة"، قائلاً إن أنقرة ستحاول مساعدة الإدارة السورية الجديدة في تشكيل "هيكل دولة ودستور جديد"، مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة القضاء على "التنظيمات الإرهابية"، وعلى أن أنقرة لن تقبل وجود أي "تهديد" على حدودها الجنوبية.
وقال في تصريحات للصحافيين على متن رحلة العودة من اجتماع مجموعة الدول الثماني النامية في مصر، إن أنقرة على اتصال بدمشق وقائد العمليات العسكرية في سوريا أحمد الشرع، المعروف بـ "أبومحمد الجولاني"، معرباً عن سعادته بأن الدول الغربية والإسلامية تتواصل مع الجولاني.
وأكد أروغان أن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، سيزور سوريا قريباً لمناقشة "الهيكل الجديد".
وأعرب أردوغان عن أمله في نقل العلاقات التركية السورية إلى "مستوى جديد"، مع تشكيل حكومة جديدة في دمشق، معتبراً أن رفع العقوبات المفروضة خلال حكم الرئيس السابق بشار الأسد "سيساعد في إعادة إعمار سوريا".
وقال إن مسألة الإسكان في سوريا يجب أن تحل من أجل العودة الطوعية للاجئين.
"لن نترك سوريا تقاتل الإرهاب وحدها"
وشدد أردوغان على ضرورة القضاء على "الجماعات الإرهابية مثل تنظيم داعش، وحزب العمال الكردستاني من أجل إقامة سوريا جديدة آمنة ومستقرة".وأكد أن أنقرة "لا يمكنها قبول وجود أي تهديد على الجهة الجنوبية من حدودنا"، وشدد على أن "أشقائنا السوريين هم من سيقررون مستقبلهم في الفترة المقبلة".
وقال: "لا أعتقد أن أي قوة ستواصل العمل مع الجماعات الإرهابية في سوريا"، مؤكداً أن تركيا "لن تترك سوريا الجديدة تقاتل بمفردها تنظيم داعش، وحزب العمال الكردستاني، ووحدات حماية الشعب الكردية".
وأضاف أن "تركيا وسوريا ستتعاونان في مجالات الدفاع والطاقة والتعليم، وسوف نعزز علاقاتنا التجارية مع سوريا والعراق، وستقدم وزارة الطاقة التركية الدعم لحل مشكلات الطاقة في سوريا".
وحمل أردوغان، أميركا والقوى الغربية مسؤولية وقف غزو إسرائيل للأراضي السورية.
قمة تركية إيرانية بالقاهرة
وكان أردوغان قد أعرب عن رغبة بلاده في "رؤية سوريا خالية من الإرهاب"، خلال قمة جمعته بنظيره الإيراني مسعود بيزشكيان في القاهرة الخميس.
وذكر أردوغان أن "تركيا ترغب في رؤية سوريا يسودها الأمن والاستقرار، وخالية من الإرهاب، ويعود إليها اللاجئون بكرامة وبشكل طوعي، داعياً إلى حماية سلامة أراضيها ووحدتها".
وقال أردوغان إن تحقيق الاستقرار في سوريا سيخدم استقرار وأمن المنطقة برمتها، وأن تعافي سوريا في أقرب وقت، يمكن تحقيقه بمساهمة جميع الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية، بحسب ما نقلته وكالة "الأناضول" عن بيان للرئاسة التركية.
وتوسطت واشنطن في وقف مؤقت لإطلاق نار بين فصائل مدعومة من تركيا في المعارضة السورية المسلحة، وقوات سوريا الديمقراطية، الأسبوع الماضي، بعد اندلاع مواجهات في وقت سابق من الشهر الجاري مع تقدم فصائل المعارضة نحو دمشق.
وتشارك قوات سوريا الديمقراطية في تحالف أميركي ضد تنظيم "داعش". وتقود القوات وحدات حماية الشعب الكردية، وهي مجموعة تعتبرها أنقرة امتداداً لحزب العمال الكردستاني.
وشنت تركيا منذ عام 2016، أربع عمليات عسكرية في شمال سوريا، وأرجعتها إلى تهديدات للأمن القومي.
ولدى قوات سوريا الديمقراطية علاقات وطيدة بدول غربية منها الولايات المتحدة وفرنسا. وقالت باريس في وقت سابق، إن قوات سوريا الديمقراطية يجب أن يكون لها دور في الانتقال السياسي في سوريا.
وتراقب واشنطن عن كثب أي تحركات من جانب تركيا أو القوات المدعومة من تركيا على بلدة كوباني التي يسيطر عليها الأكراد، وتقول الولايات المتحدة إنها تتفهم المخاوف التركية بشأن حزب العمال الكردستاني.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، في إفادة صحيفة، الثلاثاء: "نحن نتفهم المخاوف المشروعة للغاية لدى تركيا بشأن وجود مقاتلين أجانب داخل سوريا، لذلك نتحدث معهم بشأن هذه المخاوف ونحاول إيجاد طريق للمضي قدماً".