ارتفعت اسعار الذهب اليوم إلى أعلى مستوى في ثلاث اشهر وذلك بفعل المخاوف التي تنتاب المستثمرين من جراء توجيه ضربات عسكرية من قبل الحكومة الأمريكية إلى حكومة بشار الأسد على إثر استخدام اسلحة كيماوية ضد الشعب. منذ بداية هذا الاسبوع والاسواق تنتابها المخاوف بشأن توجيه تلك الضربات العسكرية وهو الأمر الذي انعكس على معنويات المستثمرين وبالتالي العزوف عن المخاطرة واللجوء إلى أصول الملاذ الآمن مثل الذهب والذي لاقى دعما من تلك المخاوف. اسعار الذهب ارتفعت إلى مستوى 1433.45$ للأونصة في المعاملات المبكرة قبل ان تتداول حول مستويات 1426.60$ للأونصة مقارنة بسعر فتح اليوم عند مستويات 1415.47$ للأونصة. على الرغم من ضعف الاقبال على الذهب من قبل المستثمرين في الآونة الأخيرة على إثر تكهنات باقتراب البنك الاحتياطي الفيدرالي بسحب سياسات التخفيف الكمي من الاسواق الامر الذي زج بأسعار الذهب إلى أدنى مستوى في ثلاث اعوام بنهاية يونيو/حزيران السابق عند مستويات 1180.00$ للأونصة إلا ان التحركات التصحيحية و مخاوف التوتر السياسي صبت في مصلحة الذهب. الذهب ارتفع حتى الآن بنحو 20% منذ ان سجل مستوى 1180.00$ للأونصة لكن لايزال متراجعا بنحو 15% منذ بداية العام الحالي. وربما اسعار الذهب ستعتمد الآن على مدى التوتر السياسي الحاصل في منطقة الشرق الأوسط خاصة مع معارضة روسيا والصين لأي تدخل عسكري من قبل الدول الغربية، وبالتالي ينصرف نظر المستثمرين قليلا عن اية بيانات اقتصادية هامة في الولايات المتحدة والتكهن بموعد سحب البنك الفيدرالي لخطط التحفيز. لكن على الجانب الآخر فإن البنوك المركزية تستمر في عمليات شراء للذهب وتنويع الاحتياطي لديها، وعلى حسب ما صدر عن صندوق النقد الدولي فإن البنك المركزي التركي اشترى نحو 22.5 طن من الذهب في الشهر السابق وكذا تخطت مشتريات البنك المركزي الروسي الألف طن في نفس الفترة.