اسواق العملات: الهدوء السمة الغالبة و الدولار الأمريكي لايزال محتفظا بقوته

[mohammad-k]

   

 

 

هيمن الهدوء على اسواق العملات مطلع معاملات هذا الاسبوع في الوقت الذي فضل فيه المستثمرين الترقب و الحذر بعد تباين البيانات الاقتصادية، في الوقت الذي جاءت فيه بيانات سوق العمل في الولايات المتحدة لأفضل من المتوقع يوم الجمعة السابق، إلا أن تجدد المخاوف بشأن ايطاليا و منطقة اليورو بجانب ضعف البيانات من الصين ساهمت في حياد المستثمرين داخل الاسواق.
الدولار الأمريكي استفاد من تحسن البيانات الأمريكية بعد أن اظهر تقرير الوظائف الشهري في الولايات المتحدة الأمريكية اضافة الاقتصاد الأمريكي لنحو 236 الف وظيفة في فبراير شباط و تراجع معدل البطالة إلى 7.7% من 7.9% للقراءة السابقة.
مؤشر الدولار بدوره ارتفع إلى أعلى مستوياته في ستة اشهر مسجلا مستويات 82.88 يوم الجمعة السابق و مازال مقتربا من تلك المستويات اليوم الاثنين مسجلا ساعة إعداد التقرير مستويات 82.78 بعد ان حقق الأعلى عند 82.84 والأدنى 82.64 .
الدولار الامريكي لاقى دعما من تحسن تلك البيانات في وقت يرى فيه البعض بأن انخفاض معدل البطالة من شأنه ان يدفع بالبنك الفيدرالي إلى تقليص حجم خطط التحفيز في وقت مبكر من العام، و إن كان في واقع الامر البنك الفيدرالي في آخر تصريحات رئيسه بن برنانكي اكد على التزام البنك بخطط التحفيز حتى ينخفض معدل البطالة إلى 6.5% طالما لم يترفع التضخم إلى 2.5%.
على اية حال الاسواق تريد التقاط انفاسها في بداية معاملات اليوم لاسيما في ظل القلق المتزايد ازاء الوضع في ايطاليا حيث قامت مؤسسة فيتش بخفض التصنيف الائتماني للبلاد بسبب نظرة سلبية ازاء تعمق الركود و ارتفاع مخاطر عدم مقدرة الحكومة الايطالية على سداد الديون و خفض الدين العام الذي قد يصل إلى مستويات 130% من الناتج المحلي الاجمالي.
خفض التصنيف الائتماني جاء بالتوازي مع حالة عدم التأكد بشان ما أفرزته نتائج الانتخابات الأخيرة و ما تواجهه البلاد من غموض بشأن الوضع السياسي على المدى القريب، في ظل عدم تمكن أيا من الاحزاب في الحصول على اغلبية تمكنه من تشكيل الحكومة بمفرده، و عدم تفاهم الاحزاب الفائزة مما قلص فرص تكوين حكومة ائتلافية. وما يدفع بالأمر الآن في ملعب رئيس الحكومة الحالي.
و لاختبار مدى تأثر الأسواق بما يحدث في ايطاليا تنسب الانظار على المزاد الذي ستقوم به الحكومة الايطالية يوم الاربعاء المقبل لطرح سندات في الاسواق وكيفية انعكاس تلك الأحداث على العائد عليها.
اليورو مازال يرضخ تحت الضغوط السلبية من ضعف منطقة اليورو و الاضطراب السياسي في ايطاليا – ثالث أكبر اقتصاد في المنطقة- ليظل بالقرب من أدنى مستوياته في ثلاث اشهر التي وصل إليها بنهاية معاملات الجمعة عند مستويات 1.2954 دولار فيما يتداول اليوم ضمن نطاق عرضي و ضيق للغاية مسجلا مستويات 1.2994 بعد ان حقق الأعلى عند 1.3023 والأدنى 1.2978 .
على الجانب الآخر فإن التصريحات الأخيرة من قبل المرشح من قبل الحكومة اليابانية لرئاسة البنك الياباني ابقت على الين عند أدنى مستوياته امام الدولار الأمريكي منذ الثلاث أعوام ونصف، فمن ناحية الدولار الأمريكي يلقى اقبالا في الوقت الراهن مقابل الين الياباني الذي يتخلى عنه المستثمرين مع تزايد التكهنات باتخاذ سياسات توسعية حادة لدعم الاقتصاد الياباني من قبل البنك المركزي الياباني و ما أكد عليه رئيس البنك الجديد اليوم بأن البنك بصدد اتخاذ خطوات سريعة وهذا يؤكد أن الاجتماع في اوائل الشهر المقبل سيشهد قرارات جديدة بشأن السياسة النقدية.
زوج الدولار/ين سجل اليوم مستويات 96.13 بعد أن حقق الأعلى عند 96.24 والأدنى 95.94 حتى الآن.
لايوجد ما يحفز المستثمرين للاحتفاظ بالين الياباني أو اليورو في الوقت الراهن إذا ما قورنت اوضاع تلك الاقتصاديات بالاقتصاد الأمريكي الذي لايزال يظهر تحسنا حتى الآن سواء من ناحية النمو أو على مستوى سوق العمل. لذا فإن الدولار الأمريكي كان هو الرابح الأكبر في الاسبوع السابق على حساب العملات الأخرى و إن كان الولايات المتحدة تواجه مخاطر أزمة مالية تتمثل في خفض الانفاق العام الذي من شأنه ان يقلص من وتيرة نمو الاقتصاد الأكبر في العالم.