- المشاركات
- 82,631
- الإقامة
- قطر-الأردن
الاسواق لا تزال في مزاج حسن. البورصات الاوروبية انهت يومها بالامس في الاخضر، مطمئنة الى تنامي القطاع الخاص الالماني، كما ظهر من خلال مؤشرات مديري المشتريات يوم امس. وول ستريت بدوره مرتاح جدا ومؤشر " اس اند بي 500" سجل قمة قياسية جديدة غير مسبوقة في سعيه لتحقيق ال 2000 نقطة، وهو لا يزال بعيدا عنها باقل من 4.0% عليه تحقيقها. جاء كل هذا بعد صدور حفنة بيانات الامس على ايجابية بالغة فاقت كل التوقعات.
البطالة في الولايات المتحدة تراجعت بحسب طلبات الاعانة التي سجلت مجددا رقما سيكولوجيا جيدا دون ال 300 الف طلب، مبيعات البيوت ارتفعت وفاقت التوقعات، ومؤشر التصنيع لمنطقة فيلادلفيا سجل المستوى الغير مسبوق منذ مارس العام 2011 على 28 نقطة بينما توقعه السوق على تراجع.
تبقى الاشارة الى ان الارتفاعات المتحققة في الاسواق تبقى حساسة جدا ،في فترة تشهد فيها التبادلات احجاما ضعيفة بفعل استمرار العطل الصيفية وغياب قطاعات واسعة من المتداولين عنها. هذا يبقي مساحة عريضة للمفاجآت ارتفاعا وتراجعا ولاسباب لا تكاد تكون على اهمية تُذكر.
كل هذا بانتظار اطلالة رئيسة الفدرالي الاميركي اليوم في ندوة رؤساء البنوك المركزية والاقتصاديين في " جاكسون هول " وبمواقف قد يكون فيها الجديد المؤثر المختلف عن مواقفها الهادئة السابقة. الكل ينتظر والاسواق متشوقة للسماع. الجديد سيعني التبكير برفع الفائدة، ما سينعكس - ان تم - فائدة كبيرة للدولار وضررا غير يسير ل "وول ستريت " وعبره للاسواق العالمية.
بالانتظار فان اليورو استعاد جزءا يسيرا من خسائر مني بها هذا الاسبوع. الارتفاع جاء على خلفية التوقعات بان تكون كلمة "جانيت يللين " هادئة غير خارجة عن النطاق العام السابق من حيث عدم استعجالها لرفع الفائدة على الدولار، ما أنشأ بعضا من الضغوط على الاخير وافاد اليورو جزئيا. لا ننسى على هذا الصعيد ان رؤساء الفدرالي السابقين ( بن برنانكي - الان جرنسبن ) قد استغلا وجودهما في مؤتمر " جاكسون هول " لاطلاق مواقف مثيرة كانت دوما تحرك الاسواق وتؤثر في مسارها . هل تسير اليوم " جانيت يللين " على خطى سلفيها، أم تراها تخط لنفسها مسارا جديدا وتتهرب من الالتزام بخط واضح تنوّر الاسواق من خلاله وتوضح وجهة الطريق المستقبلية؟ الجواب على هذا السؤال يجيب كليا عن الوجهة التي ستسلكها فلا بد اذا من السماع والتدقيق في ما سيقال قبل التموضع النهائي بيعا او شراء .
الخشية كبيرة في اوساط المراقبين من بقاء رئيسة الفدرالي على وضعيتها السابقة وتقليلها من اهمية الاشارة التي صدرت في محضر اجتماع الفدرالي الاخير ، والتي نبّه فيها المجتمعون الى ان الفائدة قد ترتفع باسرع مما يتوقع الجميع ان تابع سوق العمل تقدمه.
برودة مستمرة في مواقف رئيسة الفدرالي ستعني مباشرة بيعا للدولار وافادة لكل ما هو سواه...!
وان وضعت الخط الازرق العريض تحت عبارة تحسن سوق العمل فان ذلك سيكون بمثابة الجرس الرنان للبدء بشراء الدولار الذي سيحقق ، بهذه الحالة قفزات محترمة...!
اليورو بهذه الحالة سيتدحرج مجددا باتجاه ال 1.3100 او حتى ال 1.3000...!
ايضا بيانات الامس من المانيا اشاعت جوا اوروبيا جديدا من الطمانينة النسبية ودفع البعض الى اعادة التموضع في عملياتهم الضاغطة على العملة الموحدة.
اذا بانتظار " جانيت يللين " في ال 14:00 جمت.
و " ماريو دراجي " في ال 18:30 جمت.