شهدت مؤشرات الأسواق الأوروبية تراجعاً ملحوظاً خلال جلسة تداولات اليوم، قاطعة بذلك سلسلة مكاسب لمؤشر يورو ستوكس 600 دامت لأربع جلسات متتالية. جاء هذا الانخفاض مدفوعاً ببيانات مالية ضعيفة وأقل من التوقعات لعدد من الشركات، بالإضافة إلى ترقب المستثمرين لتطورات السياسات التجارية الأمريكية ومشروع قانون الضرائب في الكونغرس الأمريكي.
تراجع جماعي للمؤشرات الأوروبية
سيطر اللون الأحمر على المؤشرات الأوروبية الرئيسية، حيث لم تسجل المفاوضات بين واشنطن والاتحاد الأوروبي بشأن التعريفات الجمركية أي انفراجة تذكر حتى الآن، مما أضاف إلى حالة عدم اليقين. كما فاجأت بيانات التضخم في المملكة المتحدة المستثمرين، لتزيد من الضغوط.
يورو ستوكس 600: هبط بنسبة 0.4% (2.6 نقطة) إلى 551.4 نقطة.
فوتسي 100 (بريطانيا): تراجع بنسبة 0.1% إلى 8778 نقطة.
كاك 40 (فرنسا): انخفض بنسبة 0.7% (51 نقطة) إلى 7891 نقطة.
داكس (ألمانيا): هبط بنسبة 0.3% (70 نقطة) إلى 23970 نقطة.
فوتسي إم آي بي (إيطاليا): نزل بنسبة 0.2% (60 نقطة) إلى 40460 نقطة.
إيبكس 35 (إسبانيا): تراجع بنسبة 0.1% (10 نقاط) إلى 14321 نقطة.
محركات السوق: قلق تجاري وتضخم بريطاني
يشعر المستثمرون بقلق متزايد إزاء عدم إحراز تقدم على صعيد إبرام اتفاقات تجارية، خاصة مع اقتراب انتهاء فترة تعليق الرسوم الجمركية التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والبالغة 90 يوماً. وفي الوقت ذاته، يراقب المتداولون عن كثب مشروع قانون الضرائب الشامل الذي أثار مخاوف بشأن القوة المالية للولايات المتحدة.
ومما زاد من قلق المستثمرين، أظهرت بيانات مكتب الإحصاءات الوطنية اليوم الأربعاء ارتفاع معدل التضخم السنوي في بريطانيا بأكثر من المتوقع في أبريل، حيث قفزت أسعار المستهلك بنسبة 3.5% مقارنة بـ 2.6% في مارس. يمثل هذا أعلى معدل سنوي منذ فبراير 2024، ويقترب من أعلى توقعات الاقتصاديين، مما قد يصعب مسار بنك إنجلترا نحو التخفيضات التدريجية لأسعار الفائدة.
وفي هذا السياق، حذر كبير الاقتصاديين في بنك إنجلترا، هيو بيل، من أن البنك خفض أسعار الفائدة "بسرعة كبيرة" بعد أن خفضها 4 مرات في أقل من عام. وأشار بيل إلى أن وتيرة التخفيضات منذ أغسطس من العام الماضي كانت سريعة جداً بالنظر إلى توازن المخاطر التي تهدد التضخم في المملكة المتحدة. وحالياً، لا تقدر أسواق المبادلات التخفيض التالي لأسعار الفائدة من بنك إنجلترا بمقدار 25 نقطة أساس إلا قبل اجتماع البنك في نوفمبر المقبل.
قفزة الإسترليني
صعد الجنيه الإسترليني بعد بيانات التضخم سريعاً، مما أدى إلى تحول شهية المخاطر مع تلاشي توقعات حدوث خفض قريب لأسعار الفائدة من جانب بنك إنجلترا. وارتفع الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي إلى 1.3412 دولار أمريكي صباح الأربعاء، وقَفَز بأكثر من 7.1% منذ بداية العام، ليحوم قرب أعلى مستوى منذ يناير 2024.
أداء أبرز أسهم الشركات الأوروبية
تأثرت أسهم بعض الشركات الأوروبية بشكل مباشر بالبيانات المالية أو التطورات الخاصة بها:
جوليوس باير: انخفض سهم البنك السويسري بنسبة 6% بعد إعلانه عن رسوم قدرها 130 مليون فرنك سويسري (156.36 مليون دولار) ناتجة عن مراجعة محفظة الائتمان، بالإضافة إلى تغيير كبير مسؤولي المخاطر.
جيه. دي سبورتس: هبط سهم شركة بيع الملابس الرياضية البريطانية بنسبة 9% بعد تسجيلها انخفاضاً بنسبة 2% في مبيعات الربع الأول الأساسية، وتحذيرها من أن ارتفاع الأسعار في سوقها الرئيسي بالولايات المتحدة قد يؤثر في طلب العملاء.
ماركس آند سبنسر: تراجعت أسهم شركة التجزئة البريطانية بنسبة 4% بعد أن قالت إن هجوماً إلكترونياً متطوراً للغاية سيكلفها نحو 300 مليون جنيه إسترليني (403 ملايين دولار) من الأرباح التشغيلية.
إنفينيون: ارتفعت أسهم شركة صناعة الرقائق الألمانية بنسبة 2% بعد أن أعلنت أنها ستعمل مع "إنفيديا" لتطوير رقائق لأنظمة توصيل الطاقة الجديدة داخل مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي.