- المشاركات
- 82,631
- الإقامة
- قطر-الأردن
الأسواق الأوروبية بعد الانهيار الذي حدث أمس
انهارت الأسواق العالمية أمس بشكل حاد بعد موجة الذعر التي نشرتها أزمة الديون العامة في اليونان التي بدأت بالانتشار في أرجاء أخرى في القارة الأوروبية, يواصل التشاؤم سيطرته على الأسواق فلا تزال العملات ذات العائد المرتفع تواصل انخفاضها , و لاتزال مؤشرات الأسهم العالمية تواصل انخفاضها بشكل متسارع , و لا تزال السندات ذات الأمد الطويل و القصير تواصل انخفاضها في اليونان و البرتغال.
قامت مؤسسة ستاندر أند بور أمس بتخفيض التصينف الائتماني للديون السيادية قصيرة و طويلة الأمد في كل من البرتغال و اليونان و مع توقعات مستقبلية متشائمة, بدء الأمر بتخفيض التصنيف الائتماني للديون السيادية طويلة وقصيرة الأجل في اليونان من bbb+ و a-2 إلى bb و b على التوالي، مما بعث تطلعات مستقبلية متشائمة, بهذا تصبح اليونان صاحبة سندات معدمة أي دون الحد الأدنى الذي وضعه البنك المركزي الأوروبي لشروط ضمانات القروض عند –bbb.
تلى هذا الأعلان تخفيض التصنيف الائتماني للبرتغال وسط تسجيلها مستويات ديون عالية، مشيرين إلى أن التخفيض وصل إلى a- من خلال خطوتين متتاليتين, هذه الانباء نشرت الذعر عند المستثمرين بأن عدوى أزمة الديون العامة ستنتشر في أوروبا كاملة و منها إلى العالم.
بعد تخفيض التصنيف الائتماني للديون السيادية في اليونان تتزايد التوقعات بأن حاملي السندات اليونانية سوف يخسرون ما يقارب 200 بليون يورو , هذه التوقعات حسب ما ذكرت مؤسسة ستاندر اند بورو المؤسسة عن التصنيف الأئتماني.
تفاقمت مشكلة الديون العامة في اليونان إلى حد أن الحل الوحيد لحل الأزمة هو تقديم خطة انقاذ و التي لا تزال ألمانيا حتى الوقت الراهن لم تعطي اليونان الضوء الأخضر عليها مما يزيد التوقعات بان صندوق النقد الدولي سيزيد من مساهمة بالخطة, من الجدير بالذكر بأن مساهمة الصندوق بالخطة 15 بليون يورو أما القروض الأوروبية فهي 30 بليون يورو و ستكون ألمانيا صاحبة المساهمة الأكبر بالخطة.
نعم, خطة الانقاذ هي الحل الوحيد لأزمة الديون العامة في اليونان و التي بدأت تنتشر في أرجاء القارة الأوروبية فها هي البرتغال على شفى حفرة من نار, و الأمرنفسه ينطبق على أسبانيا , ايطاليا, ايرلندا , و هنغاريا , حيث تواجه هذه البلدان توسعا كبيرا بالعجز في الموزانة العامة , و يلاحظ التراجع الحاد لسندات المترافق مع ارتفاع تكلفة الاقتراض و علاوة تأمين خطر عدم القدرة على السداد الديون.
خطة الانقاذ ضروربة جدا الآن حتى تعود الثقة للمستثمرين بالسندات اليونانية, و ليرتفع التصنيف الائتماني لليونان و يعود فوق المستويات المسموحة من البنك المركزي الأوروبي, لينعش اليورو الذي انخفض أمام الدولار الأمريكي اليوم لأدنى مستوى منذ أيار العام الماضي.
انخفض اليورو مقابل الدولار الامريكي خلال تداولات اليوم ليصل إلى أدنى مستوياته عند 1.3140 دولار منذ أيار الماضي و يتداول حاليا حول مستويات 1.3190 ، كما من المحتمل أن أن يكمل الزوج هبوطه مع تفاقم هذه الأزمة، وهذا ما قد يقودنا إلى الإشارة أن اليورو قد يصل إلى أدنى مستوياته التي سجلها خلال العام الماضي.
عزيزي القارئ, الفوضى تعم الأسواق و لا أحد يعلم مصير أزمة الديون في اليونان التي بدأت بالانتشار في القارة الأوروبية , و بناءا على المعطيات المطروحة في المقالة نرى بأن خطة الانقاذ هي السبيل الوحيد لحل الأزمة الاقتصادية حتى لا تتفاقم بشكل أكبر يصل لايقاع الاقتصاديات العالمية في ركود اقتصادي جديد.