- المشاركات
- 19,998
- الإقامة
- تركيا
الأسواق المالية متأهبة انتظاراً لبيانات الوظائف الأمريكية
استطاعت مؤشرات الأسهم الأمريكية يوم أمس الارتفاع وسط انتظار المتداولين لبيانات الوظائف الأمريكية والتي تشير توقعاتها إلى أن أسواق العمل سوف تستمر في التحسّن للشهر الثاني عشر على التوالي. لم تشهد الولايات المتحدّة الأمريكية تحسّنا متواصلاً مثل الذي شهدته خلال الأشهر الماضية طوال القرن الـ 21، حيث أن التحسّن في الوظائف الذي تحقق خلال عام 2014 وما زال مستمراً لم نشهد له مثيلاً منذ عام 1995.
تشير التوقعات إلى أن الاقتصاد الأمريكي شهد إضافة 236 ألف وظيفة جديدة خلال شهر يناير الماضي 2015 في القطاعات عدا الزراعية، ولو تحقق ذلك، سوف يكون الشهر الثاني عشر على التوالي الذي تشهد فيه أميركا نمواً في أعداد الوظائف بأكثر من 200 ألف. كذلك، تشير التوقعات إلى أن مستوى البطالة سوف يبقى مستقراً عند 5.6%، وهذا قريب جداً من مستوى الحد الأعلى للتوظيف الكامل بحسب قراءات الفيدرالي الأمريكي عند 5.5% تقريباً.
ما هي السيناريوهات المحتملة؟
خلال الفترة الماضية، لم يتم النظر إلى مستويات التحسّن في الوظائف الأمريكية فقط، بل اتجه المتداولون والمحللون لدراسة تأثير البيانات على قرارات الفيدرالي الأمريكي المستقبلية. حالياً، تُظهر التوقعات أن الفيدرالي الأمريكي سوف يبدأ برفع سعر الفائدة خلال النصف الثاني من هذه السنة 2015، وذلك بحسب إعلانات سابقة منه. لكن، هل سوف يكون التحسّن في الوظائف الأمريكية كافياً لذلك؟
ظهور قيمة نمو في الوظائف للقطاعات الغير زراعية بأقل من نتائج شهر ديسمبر/2014 يعتبر إشارة إلى أن النمو ربما بدأ يفقد عزمه رغم استمراره، وفي هذه الحالة تعتبر أي قيمة ما دون 252 ألف وظيفة مؤشراً على بداية تصحيح سلبي في معدّلات نمو الوظائف المستحدثة. لكن، بما أن هذه الأمور متوقعة، قامت الأسواق المالية بتسعير الدولار الأمريكي وفقاً على ذلك وانخفض الدولار الأمريكي خلال هذا الأسبوع مقابل سلّة العملات، ومنه قد تكون نتائج بين 252 و235 ألف سبب لحصول تذبذب حاد في الأسواق المالية دون وضوح للاتجاهات بدايةً في ظل تضارب الآراء الذي قد ينشأ عندها من تفسير نتائج اليوم.
من الناحية الأخرى، إن جاءت النتائج الحقيقية ما دون 235 ألف وظيفة، هنا قد يخيب أمل الأسواق المالية وتبدأ الأسواق في التفكير في احتماليات عدم قيام الفيدرالي برفع الفائدة مبكّراً، وعندها قد يشهد الدولار الأمريكي انخفاضاً ربما يكون كبيراً.
في المقابل، يجب أن نشير إلى أن قيماً لنمو الوظائف المستحدثة في القطاعات عدا الزراعية بأكثر من 252 ألف قد يكون داعياً لحصول ارتفاع سريع وربما قوي في سعر صرف الدولار الأمريكي أمام سلّة العملات الأجنبية. سبب الارتفاع في سعر صرف الدولار في حال تحقق هذا السيناريو هو أن تُظهر نتائج اليوم قيماً فوق 252 ألف وظيفة، سوف تتجه الأسواق المالية إلى الاعتقاد بأن الفيدرالي بالفعل سوف يقوم برفع أسعار الفائدة المرجعية البالغة حالياً مستويات حول الصفر.
مستويات البطالة الأمريكية وتأثيرها على الأسواق
مستوى نسبة بطالة عند 5.6% يعتبر جيد بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية مقارنة في مستويات الأزمات الاقتصادية التي مرّت بها منذ سنوات. لكن، هذا ليس جيداً كفاية! فالحد المقبول للفيدرالي الأمريكي لإطلاق مصطلح التوظيف الكامل هو أن يكون الحد الأعلى للبطالة 5.55%.
الأسواق المالية تتحرّك وفق تسعير منطقي لمستوى البطالة الحالي 5.6% والمتوقع أيضاً عند نفس النسبة. لكن المفاجأة سوف تكون لو انخفضت نسبة البطالة إلى مستوى ما دون 5.6% وما دون مستوى التوظيف الكامل. عندها، سوف يبدأ الاعتقاد عندها أن الفيدرالي سوف يكون حرّاً في رفع الفائدة في وقت مبكّر.
على العكس من ذلك، ارتفاع نسبة البطالة قد يشير إلى احتمالية تأجيل الفيدرالي لرفع الفائدة. لكن سيناريو ارتفاع البطالة يبدو أنه مستبعد حالياً لدى الأسواق. بما أن هذا الخيار مستبعد، يجب اتخاذ تدابير الحيطة والحذر في حال ارتفاع البطالة لمستويات فوق 5.6%، إذ أن ذلك قد يؤثر سلباً وبشكل قوي في سعر صرف الدولار الأمريكي.
تحضير الأسواق المالية للبيانات الاقتصادية الأمريكية
قامت الأسواق المالية خلال هذا الأسبوع بتحضير نفسها وتسعير السلع والعملات والأصول الاستثمارية والسندات بحسب توقعات البيانات هذا اليوم. في حال جاءت القراءات قريبة من التوقعات، قد نشهد استمرارية في انخفاض سعر صرف الدولار، لكن بشكل بطيء وربما تحصل تصحيحات صاعدة لموجة الهبوط التي حصلت للدولار. بالنسبة لأسواق السلع والأسهم، قد يكون تأثرها محدوداً وتستمر الاتجاهات الأصلية التي بدأت مع بداية الأسبوع.
لكن، ابتعاد القراءة الحقيقية عن المتوقعة وعن القيم السابقة قد يكون ذو تأثير واضح في الأسواق. لذلك عزيزي القارئ، نحن نود أن نشير إلى أهمية مراقبة بيانات اليوم، إذ أننا اعتدنا أن تكون ذات تأثير كبير في الأسواق، خصوصاً عندما تكون النتائج الحقيقية بعيدة عن التوقعات.
استطاعت مؤشرات الأسهم الأمريكية يوم أمس الارتفاع وسط انتظار المتداولين لبيانات الوظائف الأمريكية والتي تشير توقعاتها إلى أن أسواق العمل سوف تستمر في التحسّن للشهر الثاني عشر على التوالي. لم تشهد الولايات المتحدّة الأمريكية تحسّنا متواصلاً مثل الذي شهدته خلال الأشهر الماضية طوال القرن الـ 21، حيث أن التحسّن في الوظائف الذي تحقق خلال عام 2014 وما زال مستمراً لم نشهد له مثيلاً منذ عام 1995.
تشير التوقعات إلى أن الاقتصاد الأمريكي شهد إضافة 236 ألف وظيفة جديدة خلال شهر يناير الماضي 2015 في القطاعات عدا الزراعية، ولو تحقق ذلك، سوف يكون الشهر الثاني عشر على التوالي الذي تشهد فيه أميركا نمواً في أعداد الوظائف بأكثر من 200 ألف. كذلك، تشير التوقعات إلى أن مستوى البطالة سوف يبقى مستقراً عند 5.6%، وهذا قريب جداً من مستوى الحد الأعلى للتوظيف الكامل بحسب قراءات الفيدرالي الأمريكي عند 5.5% تقريباً.
ما هي السيناريوهات المحتملة؟
خلال الفترة الماضية، لم يتم النظر إلى مستويات التحسّن في الوظائف الأمريكية فقط، بل اتجه المتداولون والمحللون لدراسة تأثير البيانات على قرارات الفيدرالي الأمريكي المستقبلية. حالياً، تُظهر التوقعات أن الفيدرالي الأمريكي سوف يبدأ برفع سعر الفائدة خلال النصف الثاني من هذه السنة 2015، وذلك بحسب إعلانات سابقة منه. لكن، هل سوف يكون التحسّن في الوظائف الأمريكية كافياً لذلك؟
ظهور قيمة نمو في الوظائف للقطاعات الغير زراعية بأقل من نتائج شهر ديسمبر/2014 يعتبر إشارة إلى أن النمو ربما بدأ يفقد عزمه رغم استمراره، وفي هذه الحالة تعتبر أي قيمة ما دون 252 ألف وظيفة مؤشراً على بداية تصحيح سلبي في معدّلات نمو الوظائف المستحدثة. لكن، بما أن هذه الأمور متوقعة، قامت الأسواق المالية بتسعير الدولار الأمريكي وفقاً على ذلك وانخفض الدولار الأمريكي خلال هذا الأسبوع مقابل سلّة العملات، ومنه قد تكون نتائج بين 252 و235 ألف سبب لحصول تذبذب حاد في الأسواق المالية دون وضوح للاتجاهات بدايةً في ظل تضارب الآراء الذي قد ينشأ عندها من تفسير نتائج اليوم.
من الناحية الأخرى، إن جاءت النتائج الحقيقية ما دون 235 ألف وظيفة، هنا قد يخيب أمل الأسواق المالية وتبدأ الأسواق في التفكير في احتماليات عدم قيام الفيدرالي برفع الفائدة مبكّراً، وعندها قد يشهد الدولار الأمريكي انخفاضاً ربما يكون كبيراً.
في المقابل، يجب أن نشير إلى أن قيماً لنمو الوظائف المستحدثة في القطاعات عدا الزراعية بأكثر من 252 ألف قد يكون داعياً لحصول ارتفاع سريع وربما قوي في سعر صرف الدولار الأمريكي أمام سلّة العملات الأجنبية. سبب الارتفاع في سعر صرف الدولار في حال تحقق هذا السيناريو هو أن تُظهر نتائج اليوم قيماً فوق 252 ألف وظيفة، سوف تتجه الأسواق المالية إلى الاعتقاد بأن الفيدرالي بالفعل سوف يقوم برفع أسعار الفائدة المرجعية البالغة حالياً مستويات حول الصفر.
مستويات البطالة الأمريكية وتأثيرها على الأسواق
مستوى نسبة بطالة عند 5.6% يعتبر جيد بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية مقارنة في مستويات الأزمات الاقتصادية التي مرّت بها منذ سنوات. لكن، هذا ليس جيداً كفاية! فالحد المقبول للفيدرالي الأمريكي لإطلاق مصطلح التوظيف الكامل هو أن يكون الحد الأعلى للبطالة 5.55%.
الأسواق المالية تتحرّك وفق تسعير منطقي لمستوى البطالة الحالي 5.6% والمتوقع أيضاً عند نفس النسبة. لكن المفاجأة سوف تكون لو انخفضت نسبة البطالة إلى مستوى ما دون 5.6% وما دون مستوى التوظيف الكامل. عندها، سوف يبدأ الاعتقاد عندها أن الفيدرالي سوف يكون حرّاً في رفع الفائدة في وقت مبكّر.
على العكس من ذلك، ارتفاع نسبة البطالة قد يشير إلى احتمالية تأجيل الفيدرالي لرفع الفائدة. لكن سيناريو ارتفاع البطالة يبدو أنه مستبعد حالياً لدى الأسواق. بما أن هذا الخيار مستبعد، يجب اتخاذ تدابير الحيطة والحذر في حال ارتفاع البطالة لمستويات فوق 5.6%، إذ أن ذلك قد يؤثر سلباً وبشكل قوي في سعر صرف الدولار الأمريكي.
تحضير الأسواق المالية للبيانات الاقتصادية الأمريكية
قامت الأسواق المالية خلال هذا الأسبوع بتحضير نفسها وتسعير السلع والعملات والأصول الاستثمارية والسندات بحسب توقعات البيانات هذا اليوم. في حال جاءت القراءات قريبة من التوقعات، قد نشهد استمرارية في انخفاض سعر صرف الدولار، لكن بشكل بطيء وربما تحصل تصحيحات صاعدة لموجة الهبوط التي حصلت للدولار. بالنسبة لأسواق السلع والأسهم، قد يكون تأثرها محدوداً وتستمر الاتجاهات الأصلية التي بدأت مع بداية الأسبوع.
لكن، ابتعاد القراءة الحقيقية عن المتوقعة وعن القيم السابقة قد يكون ذو تأثير واضح في الأسواق. لذلك عزيزي القارئ، نحن نود أن نشير إلى أهمية مراقبة بيانات اليوم، إذ أننا اعتدنا أن تكون ذات تأثير كبير في الأسواق، خصوصاً عندما تكون النتائج الحقيقية بعيدة عن التوقعات.