- المشاركات
- 82,631
- الإقامة
- قطر-الأردن
انظار الاوروبيين كلها الى كييف و مينسك. سياسة اللحاق الاعمى بالاميركيين في سياستهم المتبعة تجاه الازمة الاوكرانية تشهد المزيد من الانتقادات في الاوساط الاقتصادية الاوروبية. يبدو ان السياسيين - لاسيما في المانيا - بدأوا يستشعرون خطأ اعتماد العقوبات على روسيا بدل البحث عن حل حواري.
اعتماد العقوبات على روسيا يعني التقليل من أهمية الارتباطات الروسية التجارية والاقتصادية بدول خارج الاتحاد الاوروبي. يعني ايضا تجاهل ، او نكران ، الضرر الذي قد يلحق بالاقتصاد الاوروبي من جراء هذه العقوبات. القطاع الزراعي كان الضحية الاولى.
الاقتصاديون الاوروبيون يطمحون لرؤية السياسيين الجبناء - العقلاء - في سدة الحكم ، لسبب بسيط ووجيه: الاتحاد الاوروبي ليس، ولم يكن يوما، اتحاذا عسكريا. هو قبل كل شيء منطقة اقتصادية متحدة.
المستشارة الالمانية كانت السبّاقة الى استدراك الامور وارسال رسائل التغيير ، بدعوتها الى حل حواري لا يتجاهل المصالح الروسية. الاسواق ستستقبل الدعوة هذه بالترحاب، وتبدأ أسبوعها مرتاحة نسبيا لمجرى الامور.
في الولايات المتحدة المناخ في وول ستريت ربيعي مريح. المؤشرات الثلاثة هناك ( داو جونز و اس اند بي وناسدك" تستمر بالتحرك صعودا تحت تاثير القناعات العامة السائدة بان الاقتصاد الاميركي ينتعش والازمة الاوكرانية لن يكون لها انعكاسات خطرة عليه.
مؤشر اس اند بي 500 لم يعد بعيدا عن الهدف المباشر على ال 2000 نقطة. ليسوا قلة هم المراهنون على تجاوزه هذه المحطة قبل نهاية العام الحالي ( استفتاءات لرويترز تثبت هذا الواقع ) . التراجعات لن تكون الا تصحيحات عادية ومحدودة ما لم يستجد ما يغير الحال.
ال 2000 نقطة هذه لا تعني ثقلا، ومعنى، وأهمية اساسية بيانية محددة. هي ليست الا محطة سيكولوجية ذات سحر يتوق اللبعض للدفع باتجاهها وبلوغها،وينتظرها البعض الاخر لجني الارباح ان تم بلوغها.
حتى التصريحات الخارجة من اروقة الفدرالي والتي لا تنفي امكانية البدء برفع الفائدة قبل منتصف العام القادم لم تترك الاثر السلبي الداائم في وول ستريت، ولم تحذف من الأذهان تاكيدات سابقة لرئيسة الفدرالي " جانيت يللين " مفادها ان أسعار الأسهم ليست مرتفعة ( برايها). التراجعات مؤقتة وظرفية، وثمة من يقف دوما بالمرصاد للقفز الى القطار بمحطات تناسبه. هذا يعني استمرار تفضيل المستثمرين للاسهم على السندات الحكومية ايمانا منهم بان مردودها سيكون اعلى بالمدى المنظور.
ماذا عن الين الياباني؟
بنك اليابان سيكون مضطرا لاتباع نفس السياسة النقدية القائمة على التيسير الكمي لفترة اضافية من أجل بلوغ الهدف المرسوم لمستوى التضخم على 2.0%. . هذا ما صرّح به رئيس المركزي " هاروهيكو كورودا " في العطلة الاسبوعية وضمن نطاق ندورة البنوك المركزية المنعقدة في " جاكسون هول " في الولايات المتحدة الاميركية مضيفا ان هذا قد يأخذ وقتا. " كورودا " اكد من جهة أخرى ان سياسة البنك المركزي هذه أثبتت فعاليتها في الاشهر الماضية، حتى ولو ان الاوضاع في سوق العمل لا زالت غير مطمئنة..
هذه المواقف تعني ان الين معرض للبقاء تحت الضغط والدولار مؤهل لتحقيق المزيد من المكاسب تجاهه مستقبلا.
اليورو؟
لا معطيات داعمة له مستجدة. ال 1.3200 تم مقاسها، والارتفاعات تبقى مرحب بها فقط كمحطات توفر حظوظا للبيع. حتى ولو ان هذه الارتفاعات قد تأخذ طابع التحول فيما لو ظهر التغيير حقا في إدارة الازمة مع روسيا. أزمة اليورو هي الان إقتصادية أوروبية أيضا، وليست فقط جيوسياسية اوكرانية روسية. ماريو دراجي لم يفعل في " جاكسون هول " سوى تكرار نغمة الفائدة المنخفضة، والجهوزية للمزيد من اجراءات التيسير في السياسة النقدية.
على صعيد البيانات الاقتصادية لهذا الاسبوع نهتم ل:
مؤشر " اي ف و " الالماني اليوم الاثنين. التوقعات ليست وردية.
مبيعات البيوت الجديدة الاميركية.
الثلاثاء ننظر الى طلبيات السلع المعمرة الاميركية وثقة المستهلك.
الخميس نتطلع الى بيانات التضخم من المانيا . من الولايات المتحدة يصدر الناتج المحلي الاجمالي.
الجمعة بيانات التضخم من اوروبا. من الولايات المتحدة مؤشر التصنيع من شيكاجو وثقة المستهلك من جامعة ميشيجان.