- المشاركات
- 19,998
- الإقامة
- تركيا
انخفضت العملة الروسية (الروبل) إلى مستويات تاريخية هي الأدنى منذ أكثر من 16 عام أمام الدولار، يأتي هذا في ظل معاناة الاقتصاد الروسي من انخفاض أسعار النفط الخام والعقوبات المفروضة عليه من الولايات المتحدة وأوروبا بسبب أزمة أوكرانيا.
سجل الروبل انخفاض تاريخي اليوم مقابل الدولار عند 54.846 روبل لكل دولار، وذلك بعد أن شهد يوم أمس أكبر انخفاض في يوم واحد منذ الانهيار المالي عام 1998، كما شهد يوم الاثنين انخفاض آخر بنسبة 9%.
تلك التراجعات الحادة في قيمة الروبل دفعت العملة الروسية إلى أن تفقد أكثر من ثلث قيمتها خلال هذا العام لتنخفض بنسبة 60% مقابل الدولار، على خلفية العقوبات الاقتصادية التي تم فرضها على روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية إلى جانب انخفاض أسعار النفط الخام بنسبة 30%.
النفط والروبل
الفترة الماضية شهدت ارتباط كبير بين أسعار النفط الخام وقيمة العملة الروسية، فالتراجع الأخير في أسعار النفط والذي دفع أسعار الخام الأمريكي إلى أدنى مستوى منذ أكثر من خمس سنوات عند 63.72 دولار للبرميل؛ شهد في المقابل انخفاض حاد في الروبل الروسي.
يرجع هذا الارتباط إلى كون صادرات النفط والغاز تمثل المصدر الرئيسي لدخل الاقتصاد الروسي، حيث تمثل نصف عائدات الدولة الروسية سنوياً تقريباً.
القرار الأخير لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" خلال اجتماعهم الذي عقد الأسبوع الماضي أشار إلى تثبيت سقف الإنتاج عند 30 مليون برميل يومياً خلال الستة أشهر المقبلة.
هذا القرار أدى إلى تسارع كبير في انخفاض العملة الروسية خلال الأيام القليلة الماضية لتصل إلى مستوياها التاريخية.
الاقتصاد الروسي: هل تستمر المعاناة؟
الانتقادات تتزايد على السلطات الروسية بشأن تعنتها في التعامل مع القضية الأوكرانية بالرغم من معاناة الاقتصاد من العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
استطلاعات الرأي الأخيرة في روسيا أظهرت أن 50% من الشعب أشار أن انخفاض قيمة الروبل يؤثر بشكل سلبي على حياتهم اليومية نتيجة ارتفاع الأسعار ومعدلات التضخم بشكل يتسبب في تراجع الإنفاق من قبل المستهلكين.
هذا وقد صرح وزير المالية الروسي أن روسيا تفقد نحو 140 مليار دولار سنويا نتيجة العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا إلى جانب تراجع العائد من صادرات النفط الخام بسبب انخفاض الأسعار.
كل هذا دفع الاقتصاد الروسي إلى مستويات متدنية تراجعت معها فرص العمل وانسحبت العديد من رؤوس الأموال الأجنبية، وبدأ الروس أنفسهم في تحويل مدخراتهم إلى عملات أجنبية مثل الدولار واليورو لتجنب المزيد من الهبوط في العملة المحلية الروبل.
تزايدت التوقعات بإفلاس العديد من الشركات الصغيرة في روسيا، وهو ما سيؤثر سلبا على قطاع العمالة، حيث ارتفعت معدلات البطالة إلى أعلى مستوياتها في ستة أشهر عند 5.1% في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
يأتي هذا إلى جانب ارتفاع أسعار المستهلكين السنوي الذي يعد مؤشر التضخم في روسيا بنسبة 8.3% خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول وهو أعلى مستوى منذ أكثر من خمس سنوات.
أشار أيضاً وزير الاقتصاد الروسي أن اقتصاد بلاده البالغ 2 تريليون دولار في طريقه إلى الركود خلال العام المقبل لينكمش النمو بنسبة 0.8% على حد توقعاته. الجدير بالذكر أن الناتج المحلي الإجمالي – مقياس النمو – خلال الربع الثالث قد سجل نمو بنسبة 0.7% وهو أدنى معدل نمو منذ الربع الأخير من عام 2009.
البنك المركزي الروسي في دائرة مغلقة
البنك المركزي الروسي في دائرة مغلقة حيث استحكمت كل الظروف ضده خاصة مع قراره الأخير بتعويم العملة المحلية الروبل مقابل الدولار، ذلك القرار الذي اتخذه منذ شهر تقريباً والذي تسبب في تزايد عمليات البيع على العملة لتصل إلى أدنى مستويات تاريخية.
مكتب النائب العام الروسي صرح يوم الاثنين الماضي أن العديد من أعضاء البرلمان الروسي طلبوا بشكل رسمي إجراء تحقيق مع البنك المركزي نتيجة سياسته الأخيرة وعلى رأسها تعويم الروبل.
بداية أزمة البنك المركزي الروسي كانت خلال هذا العام مع الانخفاض المستمر لقيمة الروبل بسبب تراجع أسعار النفط والعقوبات الاقتصادية، وهو ما دفع البنك المركزي إلى التدخل بشكل يومي لدعم هذا الانخفاض.
ومع استمرار هذه التدخلات تكبد البنك المركزي الروسي تكلفة تبلغ قيمتها 350 مليون دولار يومياً للحفاظ على نطاق التداول للروبل الروسي أمام الدولار.
كانت النتيجة هي إلغاء نطاق التداول من قبل البنك المركزي الروسي وإعلانه عن تعويم العملة منذ شهر تقريباً وعدم تدخله في تقلبات أسعار الصرف مجدداً.
ولكن الانهيار المستمر للروبل أجبر البنك المركزي إلى الإعلان يوم الجمعة الماضية أنه على استعداد للتدخل مجدداً في أسواق الصرف إذا ما دعت الحاجة إلى ذلك.
الجدير بالذكر أن الاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية لدى البنك المركزي الروسي قد انخفض بمقدار 90 مليار دولار خلال هذا العام، نتيجة بيع البنك لرصيده من الدولار واليورو للمساعدة على دعم العملة المحلية الروبل في مواجهة الدولار الذي شهد ارتفاع هو الآخر بشكل كبير خلال هذا العام.
نظرة فنية للروبل الروسي
الرسم البياني اليومي لزوج الدولار/الروبل الروسي يظهر تسجيل الزوج لأعلى مستوى تاريخي عند 54.846 روبل لكل دولار، وذلك بعد موجة من الارتفاع شهدت دعم من مؤشر خطوط ريبون (المتوسطات المتحركة من 20 إلى 55 يوم).
مؤشر الاتجاه (Vortex) يظهر تباعد بين خطي المؤشر الأمر الذي يدل على قوة الاتجاه المسيطر حالياً وهو الاتجاه الصاعد.
مؤشر الزخم (RSI) يظهر تشبع كبير في الشراء الأمر الذي قد يدفع السعر إلى الهبوط في حركة تصحيحية.
في حالة استجابة السعر لضغوط التشبع في الشراء على مؤشرات الزخم واتجاهه إلى الهبوط يصبح الهدف على المدى القصير عند 48.650 روبل لكل دولار.
سجل الروبل انخفاض تاريخي اليوم مقابل الدولار عند 54.846 روبل لكل دولار، وذلك بعد أن شهد يوم أمس أكبر انخفاض في يوم واحد منذ الانهيار المالي عام 1998، كما شهد يوم الاثنين انخفاض آخر بنسبة 9%.
تلك التراجعات الحادة في قيمة الروبل دفعت العملة الروسية إلى أن تفقد أكثر من ثلث قيمتها خلال هذا العام لتنخفض بنسبة 60% مقابل الدولار، على خلفية العقوبات الاقتصادية التي تم فرضها على روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية إلى جانب انخفاض أسعار النفط الخام بنسبة 30%.
النفط والروبل
الفترة الماضية شهدت ارتباط كبير بين أسعار النفط الخام وقيمة العملة الروسية، فالتراجع الأخير في أسعار النفط والذي دفع أسعار الخام الأمريكي إلى أدنى مستوى منذ أكثر من خمس سنوات عند 63.72 دولار للبرميل؛ شهد في المقابل انخفاض حاد في الروبل الروسي.
يرجع هذا الارتباط إلى كون صادرات النفط والغاز تمثل المصدر الرئيسي لدخل الاقتصاد الروسي، حيث تمثل نصف عائدات الدولة الروسية سنوياً تقريباً.
القرار الأخير لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" خلال اجتماعهم الذي عقد الأسبوع الماضي أشار إلى تثبيت سقف الإنتاج عند 30 مليون برميل يومياً خلال الستة أشهر المقبلة.
هذا القرار أدى إلى تسارع كبير في انخفاض العملة الروسية خلال الأيام القليلة الماضية لتصل إلى مستوياها التاريخية.
الاقتصاد الروسي: هل تستمر المعاناة؟
الانتقادات تتزايد على السلطات الروسية بشأن تعنتها في التعامل مع القضية الأوكرانية بالرغم من معاناة الاقتصاد من العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.
استطلاعات الرأي الأخيرة في روسيا أظهرت أن 50% من الشعب أشار أن انخفاض قيمة الروبل يؤثر بشكل سلبي على حياتهم اليومية نتيجة ارتفاع الأسعار ومعدلات التضخم بشكل يتسبب في تراجع الإنفاق من قبل المستهلكين.
هذا وقد صرح وزير المالية الروسي أن روسيا تفقد نحو 140 مليار دولار سنويا نتيجة العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا إلى جانب تراجع العائد من صادرات النفط الخام بسبب انخفاض الأسعار.
كل هذا دفع الاقتصاد الروسي إلى مستويات متدنية تراجعت معها فرص العمل وانسحبت العديد من رؤوس الأموال الأجنبية، وبدأ الروس أنفسهم في تحويل مدخراتهم إلى عملات أجنبية مثل الدولار واليورو لتجنب المزيد من الهبوط في العملة المحلية الروبل.
تزايدت التوقعات بإفلاس العديد من الشركات الصغيرة في روسيا، وهو ما سيؤثر سلبا على قطاع العمالة، حيث ارتفعت معدلات البطالة إلى أعلى مستوياتها في ستة أشهر عند 5.1% في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
يأتي هذا إلى جانب ارتفاع أسعار المستهلكين السنوي الذي يعد مؤشر التضخم في روسيا بنسبة 8.3% خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول وهو أعلى مستوى منذ أكثر من خمس سنوات.
أشار أيضاً وزير الاقتصاد الروسي أن اقتصاد بلاده البالغ 2 تريليون دولار في طريقه إلى الركود خلال العام المقبل لينكمش النمو بنسبة 0.8% على حد توقعاته. الجدير بالذكر أن الناتج المحلي الإجمالي – مقياس النمو – خلال الربع الثالث قد سجل نمو بنسبة 0.7% وهو أدنى معدل نمو منذ الربع الأخير من عام 2009.
البنك المركزي الروسي في دائرة مغلقة
البنك المركزي الروسي في دائرة مغلقة حيث استحكمت كل الظروف ضده خاصة مع قراره الأخير بتعويم العملة المحلية الروبل مقابل الدولار، ذلك القرار الذي اتخذه منذ شهر تقريباً والذي تسبب في تزايد عمليات البيع على العملة لتصل إلى أدنى مستويات تاريخية.
مكتب النائب العام الروسي صرح يوم الاثنين الماضي أن العديد من أعضاء البرلمان الروسي طلبوا بشكل رسمي إجراء تحقيق مع البنك المركزي نتيجة سياسته الأخيرة وعلى رأسها تعويم الروبل.
بداية أزمة البنك المركزي الروسي كانت خلال هذا العام مع الانخفاض المستمر لقيمة الروبل بسبب تراجع أسعار النفط والعقوبات الاقتصادية، وهو ما دفع البنك المركزي إلى التدخل بشكل يومي لدعم هذا الانخفاض.
ومع استمرار هذه التدخلات تكبد البنك المركزي الروسي تكلفة تبلغ قيمتها 350 مليون دولار يومياً للحفاظ على نطاق التداول للروبل الروسي أمام الدولار.
كانت النتيجة هي إلغاء نطاق التداول من قبل البنك المركزي الروسي وإعلانه عن تعويم العملة منذ شهر تقريباً وعدم تدخله في تقلبات أسعار الصرف مجدداً.
ولكن الانهيار المستمر للروبل أجبر البنك المركزي إلى الإعلان يوم الجمعة الماضية أنه على استعداد للتدخل مجدداً في أسواق الصرف إذا ما دعت الحاجة إلى ذلك.
الجدير بالذكر أن الاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية لدى البنك المركزي الروسي قد انخفض بمقدار 90 مليار دولار خلال هذا العام، نتيجة بيع البنك لرصيده من الدولار واليورو للمساعدة على دعم العملة المحلية الروبل في مواجهة الدولار الذي شهد ارتفاع هو الآخر بشكل كبير خلال هذا العام.
نظرة فنية للروبل الروسي
الرسم البياني اليومي لزوج الدولار/الروبل الروسي يظهر تسجيل الزوج لأعلى مستوى تاريخي عند 54.846 روبل لكل دولار، وذلك بعد موجة من الارتفاع شهدت دعم من مؤشر خطوط ريبون (المتوسطات المتحركة من 20 إلى 55 يوم).
مؤشر الاتجاه (Vortex) يظهر تباعد بين خطي المؤشر الأمر الذي يدل على قوة الاتجاه المسيطر حالياً وهو الاتجاه الصاعد.
مؤشر الزخم (RSI) يظهر تشبع كبير في الشراء الأمر الذي قد يدفع السعر إلى الهبوط في حركة تصحيحية.
في حالة استجابة السعر لضغوط التشبع في الشراء على مؤشرات الزخم واتجاهه إلى الهبوط يصبح الهدف على المدى القصير عند 48.650 روبل لكل دولار.