تراجعت أسعار العملة الرقمية "البتكوين" خلال تعاملات يوم الاثنين لتواصل خسائرها لليوم الخامس على التوالي ،وسط أجواء سوق التشفير السلبية ،والتي تفاقمت بشدة الفترة الأخيرة عقب انهيار إف تي إكس ،حيث أدى إفلاس الشركة إلى هزة عنيفة بمستويات الثقة بسوق الأصول الرقمية.
حيث لا تزال المخاوف تسيطر على المستثمرون ،بشأن احتمال حدوث انهيارات أخرى بين مجموعات الأصول الرقمية الكبرى ، بما قد يقضي على مستقبل الصناعة تماما ،ويزيد من عمليات خروج السيولة الاستثمارية من السوق المشفرة إلى أسواق مالية أخرى.
سعر البتكوين اليوم
فى بورصة "بتستامب" انخفضت العملة الرقمية "البتكوين" بنحو 368$ بما يعادل قرابة 2.25% إلى 16,052$ ، وسعر افتتاح تعاملات اليوم عند 16,420$ ، و سجلت أعلى مستوى عند 16,477$.
عند تسوية الأسعار يوم الأحد على بورصة بتستامب ،فقدت أسعار البتكوين نسبة 0.25% ، فى رابع خسارة يومية على التوالي ،بفعل العزوف عن المخاطرة فى الأصول الرقمية.
انخفضت القيمة السوقية للعملات الرقمية يوم الاثنين بأكثر من 30 مليار$ إلى إجمالي 813 مليار$ ، فى ظل التراجع المستمر حاليا فى أسعار البتكوين والايثريوم وعملات رئيسية أخرى .
أجواء سلبية
لا يزال انهيار منصة إف تي إكس أحد أكبر منصات تداولات العملات المشفرة العالم يلقي بظلاله السلبية على أجواء سوق الأصول الرقمية ومستقبل صناعة التشفير.
حيث يحاول الآلاف من المتعاملون الخروج من عالم العملات المشفر،دون تكبد المزيد من الخسائر ومواجهة المستقبل المجهول ،وسط صعوبات كبيرة فى استرداد قيمة الرموز.
والإقبال على سحب الأموال ،أمر يلقي بظلال الشك على مستقبل مشروعات الإقراض التي ساعدت على النمو هائل السرعة فى التكهنات المتعلقة بالأصول الرقمية وصناعة التشفير.
انهيار الصناعة
انهيار صناعة التشفير خلال العام الجاري كان أكثر حدة من أغلب الأزمات الأخرى التي مرت على الصناعة خلال السنوات السابقة ،خاصة الأزمة المتعلقة باختفاء مليارات الدولارات بين عشية وضحاها فى سلسلة من انهيارات أنشطة الأعمال.
وكان أبر تلك الانهيارات الخاصة بتبخر أصول بورصة العملات المشفرة إف تي إكس هذا الشهر ،والتي سببت أيضا سلسلة من الافلاسات المرتبطة بالشركة المنهارة.
فقد الثقة
أدت التطورات الأخيرة فى سوق الأصول الرقمية إلى تقلص الثقة فى صناعة التشفير ، فى أمر يشبه تماما ما حدث فى فقدان الثقة فى عالم المال عقب انهيار قطاع البنوك العالمية عام 2008.
تلك التطورات أدت أيضا إلى مطالبات كثيرة بقوانين جديدة صارمة تحمي صناعة وسوق التشفير من الانهيار ،وسط اقتراحات بضرورة سرعة الانتقال إلى منصات لا مركزية بصورة أكبر من تلك الموجودة حاليا.