خفض البنك المركزي التركي أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ نحو عامين، اليوم الخميس، إلى 47.5% من 50%، متفوقاً على التوقعات، بعد الحفاظ عليها دون تغيير 8 أشهر على التوالي.
وكان أوسط تقديرات المحللين الذين شملهم مسح أجرته "بلومبرغ"، توقع أن يخفض "المركزي" التركي بقيادة المحافظ فاتح كارهان معدل الفائدة المرجعي لعملية الريبو لأجل أسبوع 175 نقطة أساس إلى 48.25%.
يأتي قرار البنك المركزي اليوم مع دخول اقتصاد تركيا في مرحلة ركود تقني خلال الربع الثالث من العام الجاري، متأثراً بارتفاع أسعار الفائدة الذي أضعف الإنتاج الصناعي والاستثمار في اقتصاد يقدر حجمه بـ1.3 تريليون دولار. كما أن النمو الضعيف في القوة الشرائية سيُبقي الطلب تحت السيطرة، ويسمح للبنك المركزي بخفض أسعار الفائدة بوتيرة منتظمة، حسب محللين اقتصاديين
وأظهرت بيانات صادرة عن هيئة الإحصاءات التركية أن الناتج المحلي الإجمالي للبلاد انكمش 0.2% على أساس فصلي، ما يمثل الانخفاض الثاني على التوالي ويشير إلى الركود التقني.
وعلى صعيد آخر، تباطأ التضخم السنوي إلى 47.1% في نوفمبر من ذروة تجاوزت 75% في وقت سابق من العام. وهو ما منح البنك المركزي مجالاً لخفض الفائدة.
أعلن البنك المركزي، أمس الأربعاء، عن خطط لخفض عدد اجتماعات تحديد سعر الفائدة العام المقبل من 12 إلى ثمانية فقط.
المركزي التركي يريد زيادة الدعم المالي للمساعدة في تقليل ارتفاع الأسعار. بالتالي، رحبت الأسواق بقرار الحكومة برفع الحد الأدنى للأجور بنسبة 30% في 2025.
رفع البنك المركزي تقديراته للتضخم الشهر الماضي، متوقعاً أن يسجل معدل نمو الأسعار السنوي 44% بنهاية 2024، و21% بنهاية 2025.
تباطأ نمو أسعار المستهلك إلى 47.1% في الشهر الماضي، وهو ما يعادل عشرة أضعاف الهدف الرسمي البالغ 5%. سيتم الإعلان عن بيانات التضخم لشهر ديسمبر في 3 يناير.
تجدر الإشارة إلى أن آخر مرة خفضت فيها تركيا سعر الفائدة المرجعي كانت في فبراير 2023. وكان ذلك خلال فترة من السياسة النقدية التيسيرية للغاية التي طبقها الرئيس رجب طيب أردوغان.