التوتّر يعم أسواق العملات الأجنبية
توتّر كبير يعم أسواق صرف العملات الأجنبية هذا اليوم في انتظار بيانات الوظائف الأمريكية. تشير توقعات بيانات الوظائف إلى أن مستوى البطالة قد يكون استقر عند مستوى 9.2% خلال الشهر الماضي فيما التوقعات أيضاً تشير إلى أن الاقتصاد الأمريكي اكتسب حوالي 85 ألف وظيفة جديدة خلال نفس الشهر. إن التشاؤم في الأسواق المالية حالياً سببه توقعات أن تتجه الولايات المتحدة و كذلك الاتحاد الأوروبي إلى ركود جديد، حيث أن البيانات الاقتصادية التي صدرت مؤخراً أظهرت بأن كل من الاقتصاد الأمريكي و الأوروبي يتباطأ بشكل واضح، وأكد تريشيه ذلك يوم أمس، فيما البنك المركزي الأوروبي يتجّه لضخ سيولة في الأسواق من خلال شراء أدوات الدين.
لكن ما أقلق المتداولين هو أن البنك المركزي الأوروبي لم يقم بشراء أدوات الدين الإيطالية و الإسبانية، و يقول المتداولون بأن البنك الأوروبي قام بدخول أسواق السندات الأيرلندية و البرتغالية و بعض الدول الأخرى، و هذا أقلق المتداولين فعلاً، حيث أن هنالك من يقول " إذا لم يشتري بنككم المركزي سنداتكم، فلماذا نشتريها نحن؟!! " و هذا ما زاد القلق تجاه أزمة الديون الأوروبية.
البيانات الاقتصادية التي صدرت اليوم من ألمانيا أظهرت انكماشاً غير متوقع في الإنتاج الصناعي خلال شهر حزيران بمقدار 1.1%، و هذا الاقتصاد الأكبر في الاتحاد الأوروبي قد يكون مؤثراً في عامة الاقتصاد بشكل كبير مشيراً حقاً إلى أن الاتحاد الأوروبي يتباطأ بشكل كبير و مهدد في الاتجاه نحو الركود الاقتصادي.
رغم كل هذه السلبية التي تحيط في الاقتصاد الدولي و اليورو على وجه الخصوص، إلا أننا نرى بعض المتداولين قاموا بالتخلّص من بعض المراكز المالية التي اتجهت نحو البيع على المكشوف، مما وفّر لليورو قليلاً من العزم الصاعد. فلا يريد العديد من المتداولين البقاء في الأسواق المالية حالياً في ظل انتظار بيانات الوظائف الأمريكي. بذلك، ارتفع سعر صرف اليورو هذا اليوم بعد أن لامس الأدنى له عند سعر 1.4055 ليحقق الأعلى عند مستوى 1.4176 دولار لليورو الواحد. لكن، هذا الاتجاه الصاعد ما زال يعتبر تصحيحاً للهبوط الحاد الذي حصل يوم أمس. تداولات اليورو هذا اليوم سوف ترتبط بحسب التحليل الفني في مستويات 1.4125، فالثبات فوق هذا المستوى قد يكون سبباً لأن نرى محاولات لاختبار مستوى 1.4205 لكن، الفشل في الثبات فوق هذا المستوى، يعتبر سلبي و قد يعيد الضغوط السلبية من جديد.
ارتفع سعر صرف الجنيه الإسترليني قليلاً مقابل الدولار الأمريكي هذا اليوم، لكن العزم الصاعد الذي يمتلكه الجنيه الإسترليني قليل جداً مقارنة في الانخفاض الحاد الذي حصل يوم أمس. البيانات الاقتصادية البريطانية أظهرت اليوم ارتفاعاً أقل من المتوقع في أسعار المنتجين، و هذه البيانات تظهر انخفاض مخاطر التضخم التصاعدية رغم بقاءها. لكن، استطاع الجنيه الإسترليني الاستفادة من الانخفاض الذي شهده سعر صرف الدولار الأمريكي هذا اليوم ليرتفع مقابل الدولار من مستوى 1.6227 وصولا ً إلى سعر 1.6304 دولار للجنيه الإسترليني الواحد.
ما زال مستوى 1.6250 يمثّل فاصلاً هاماً للجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي، حيث أن هذا المستوى يمثّل مستوى خط الرقبة لنموذج فني سلبي قد يكون الثبات ما دونه سبباً لاستمرار الضغوط السلبية وصولاً إلى مستويات قد تلامس 1.6025، لكن في المقابل، الفشل في الثبات تحت ذلك المستوى يفشل النموذج الفني السلبي و يبقي على الميل الصاعد لبعض الوقت للجنيه الإسترليني.
بعد الارتفاع الحاد في سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني، يحق للدولار هذا اليوم أخذ استراحة ! فنرى بأن الدولار الأمريكي انخفض قليلاً مقابل الين الياباني بعد أن لامس الأعلى له هذا اليوم عند سعر 79.41 و اتجه بعدها نحو سعر 78.30 ين للدولار الأمريكي الواحد. إن تداولات الزوج الهابطة الحالية تعتبر حتى الآن تصحيح هابط، فالاتجاه الصاعد للدولار الأمريكي مقابل الين الياباني متوقع استمراره بما أن الزوج ثابت فوق الدعم 76.95 لحظياً، فيما العودة للثبات فوق سعر 79.55 قد يكون سبباً لتأكيد الاتجاه الصاعد للدولار بحسب التحليل الفني.
إننا نعيش اليوم حالة من التوتّر الكبير، فالعملات الأجنبية تتداول في اضطراب، و يبدو على العزم الصاعد الذي اتخذته العديد من العملات الأجنبية مقابل الدولار الأمريكي هذا اليوم باهتاً و لا تبدو عليه ملامح القوّة، و الأنظار موجّهة حالياً إلى بيانات الولايات المتحدة و التي لا يجب أن نهملها أبداً، فهذه البيانات قد تكون فاصلة و هامة أمام حركة الدولار و يجب متابعتها بحذر كبير.