- المشاركات
- 82,631
- الإقامة
- قطر-الأردن
ألأنظار كلّها الآن هي إذا الى الثنائي" ميركل ساركوزي" والأمل معقود عليهما في الأيام الفاصلة عن القمة الأوروبية يومي الخميس والجمعة القادمين.
بعد اختصار أوروبا في الجهود المبذولة للبحث عن الحل النهائي ببلدين اثنين فقط هما فرنسا وألمانيا، وبعد اختصار الزعماء الأوروبيين بشخصيهما في المساعي الثنائية الكبيرة التي يبذلانها معا من أجل بلوغ النهاية السعيدة، إستحقا دمج إسميهما - تندرا - ليصيرا معروفين في اللغة المالية والإقتصادية باسم واحد هو: " ميركوزي " .
حل لمأزق الديون الأوروبية يقترب من البلورة. تحول في الوقف الألماني تجاه السندات الأوروبية المشتركة يزداد اقترابا من التحقق. شرط الحكومة الألمانية للقبول بهذا المخرج ينحصر في تعديل الإتفاقيات الأوروبية وفرض مراقبة مشددة على الأعضاء في تعاطيهم مع الديون، إضافة الى التزام صارم ببرامج التقشف التي أقرت. إجتماع " ميركوزي" اليوم الإثنين في باريس محطة مهمة جدا على هذا الصعيد في محاولة لرسم الأطر العامة لما سوف يتم الإتفاق عليه في القمة الاوروبية نهاية الاسبوع.
بدء العمل على تحويل الإتحاد النقدي الإوروبي الى اتحاد مالي حلّ مطلوب إذا، وسيكون على طاولة البحث الألماني الفرنسي، ولو ان بلوغ النهاية السعيدة بهذا الخصوص يحتاج الى سنوات من العمل والجهد.
المستشارة الألمانية تعرضت لانتقادات واضحة من داخل ألمانيا متهمة إياها بالمخاطرة بزعزعة الاستقرار الأوروبي وانهيار منطقة اليورو بعنادها المستمر. أبرز المنتقدين كان المستشار الألماني السابق " هيلموت شميدت ".
"ميركل" بدت متفائلة بالنسبة للحل عندما أكدت أمام مجلس النواب نهاية الأسبوع الماضي " نحن لا نتحدث عن وحدة مالية فقط. نحن على وشك تحقيقها. هي ستكون وحدة مالية ذات قواعد صارمة، على الأقل بالنسبة لمنطقة اليورو". ثم أضافت: " يجب احترام القواعد والمعاهدات. إحترامها ينبغي الإشراف عليه. ألإخلال بها يجب أن تترتب عليه عواقب".
هذه هي الأفكار التي ستحملها المستشارة الألمانية الى بروكسل في الثامن والتاسع من ديسمبر الجاري، لوضعها على طاولة الرؤساء الأوروبيين، طبعا بعد ان تكون قد نسّقت وربما اتفقت على تفاصيلها مع الرئيس الفرنسي في اجتماع يوم الإثنين.
الرئيس الفرنسي " نيكولا ساركوزي" مهّد أيضا لهذا الجو التوافقي الناشئ في كلمة له في " طولون " الفرنسية حين قال: " فرنسا في طريق نضالي مع ألمانيا من أجل الوصول الى معاهدة أوروبية جديدة تنظم أوروبا وتعيد صياغتها. هدفنا أن تتحمل حكومة إقتصادية أوروبية حقيقية المزيد من المسؤوليات أمام الشعوب. هذه هي نظرتنا المشتركة الى مستقبل منطقة اليورو".
هل يعني ما تقدم ان الوقت قد حان لإشاعة جوٍ من التفاؤل والعمل على أساسه؟
برأينا العمل على هذا الأساس لا يزال في دائرة الرهانات على النجاح. البناء على قاعدة صلبة ومؤكدة مبنية على تصميم أوروبي جماعي على مخرج من الأزمة، حتى ولو كان مؤلما لبعض الدول، لا زال مبكرا، ولا بد من المزيد من الحيطة. هذه المرة أيضا قد لا تخرج القمة الأوروبية بحل نهائي مبني على الخطوة الكبرى التي يُصرّ عليها الألمان ويتحفظ عليها العديد غيرهم. جهود الثنائي " ميركوزي" قد تثمر، ولكنها أيضا قد تصطدم بعقبات وعراقيل...
البريطانيون قلقون مما يجري بين برلين وباريس. رئيس الوزراء " كاميرون " سارع الى باريس للإجتماع بالرئيس الفرنسي ومن هناك حذر بأن اية تعديلات في المعاهدات الاوروبية لن تمر دون الأخذ بالإعتبار المصالح البريطانية، وتعهد بالدفاع عن هذه المصالح بالمقام الأول. الموقف البريطاني هذا سيكون العقبة الأولى أمام إقرار مخطط تعديل المعاهدات الأوروبية، ما يبرر القول إن الطريق سيكون طويلا جدا، فيما لو بدأ الآن.
ألأميركيون يدركون جيدا أنه ليس من مصلحتهم أن يبقوا متجاهلين للأزمة الأوروبية. تفجرها لن يبقي اقتصادهم بمنأى عن شظاياها. وزير المالية " تيموثي جايثنر " سيكون في أوروبا هذا الأسبوع للتداول مع معظم المسؤولين البارزين في موضوع الساعة قبل انعقاد القمة الأوروبية.
بيانات سوق العمل الأميركي أراحت الإدارة الأميركية كما الفدرالي الأميركي - ولو مرحليا -. تراجع البطالة بنسبة 0.4% في شهر واحد من 9.0 الى 8.6% مؤشر طيب جدا يبشر بكون الخويف من الركود الإقتصادي كان مبالغة وبات وراءنا. المراهنون على حتمية قرار التيسير الكمي الثالث بردوا حماسهم وأعادوا النظر برهاناتهم. الدولار تنفس الصعداء مرحبا بخبر تأجيل دوران مطابع الفدرالي.
ألأجواء التوافقية هذه رحبت بها أسواق السندات الأوروبية نهاية الأسبوع الماضي بتراجع ملموس جدا لفائدة السندات التي شهدت لاسبوعين متتاليين ضغوطا هائلة. فائدة السندات الإيطالية لفئة العشر سنوات سجلت تراجعا الى 6.40% بعد ان كانت قد تعدت ال 7.40% في وقت سابق من الأسبوع.
اليورو ودّع الأسبوع على تراجع ، ولكنه تراجع الحرص لا تراجع الهلع. المراوحة هي السمة الطبيعية للمرحلة الراهنة بانتظار جلاء المواقف في المرحلة الفاصلة عن التاسع من الشهر الجاري موعد القمة الأوروبية.
التحسب لمؤثرات سلبية على اليورو من ناحية الفائدة واجب أيضا. تراجع الفائدة الى 1.0% في اجتماع المركزي هذا الأسبوع أو في اجتماع الشهر المقبل على أبعد تقدير محتمل جدا. الرهانات هذه ستكون عامل حاد من ارتفاعات جديدة تكون طاغية على التعاملات.
نتوقف هذا الأسبوع باهتمام أمام المحطات التالية:
الاثنين: مؤشر ISM الخدماتي الاميركي.
الخميس: قرار الفائدة الاوروبي والبريطاني.+ ( بدء القمة الاوروبية ).
الجمعة: بيانات التضخم والانتاج الصناعي الصيني.+ ( نهاية القمة الأوروبية ). ثقة المستهلك الأميركي.
أيضا على صعيد الفائدة تصدر يومي الثلاثاء والاربعاء قرارات الفائدة على الدولارات الثلاثة: الاسترالي والكندي والنيوزلندي.
بعد اختصار أوروبا في الجهود المبذولة للبحث عن الحل النهائي ببلدين اثنين فقط هما فرنسا وألمانيا، وبعد اختصار الزعماء الأوروبيين بشخصيهما في المساعي الثنائية الكبيرة التي يبذلانها معا من أجل بلوغ النهاية السعيدة، إستحقا دمج إسميهما - تندرا - ليصيرا معروفين في اللغة المالية والإقتصادية باسم واحد هو: " ميركوزي " .
حل لمأزق الديون الأوروبية يقترب من البلورة. تحول في الوقف الألماني تجاه السندات الأوروبية المشتركة يزداد اقترابا من التحقق. شرط الحكومة الألمانية للقبول بهذا المخرج ينحصر في تعديل الإتفاقيات الأوروبية وفرض مراقبة مشددة على الأعضاء في تعاطيهم مع الديون، إضافة الى التزام صارم ببرامج التقشف التي أقرت. إجتماع " ميركوزي" اليوم الإثنين في باريس محطة مهمة جدا على هذا الصعيد في محاولة لرسم الأطر العامة لما سوف يتم الإتفاق عليه في القمة الاوروبية نهاية الاسبوع.
بدء العمل على تحويل الإتحاد النقدي الإوروبي الى اتحاد مالي حلّ مطلوب إذا، وسيكون على طاولة البحث الألماني الفرنسي، ولو ان بلوغ النهاية السعيدة بهذا الخصوص يحتاج الى سنوات من العمل والجهد.
المستشارة الألمانية تعرضت لانتقادات واضحة من داخل ألمانيا متهمة إياها بالمخاطرة بزعزعة الاستقرار الأوروبي وانهيار منطقة اليورو بعنادها المستمر. أبرز المنتقدين كان المستشار الألماني السابق " هيلموت شميدت ".
"ميركل" بدت متفائلة بالنسبة للحل عندما أكدت أمام مجلس النواب نهاية الأسبوع الماضي " نحن لا نتحدث عن وحدة مالية فقط. نحن على وشك تحقيقها. هي ستكون وحدة مالية ذات قواعد صارمة، على الأقل بالنسبة لمنطقة اليورو". ثم أضافت: " يجب احترام القواعد والمعاهدات. إحترامها ينبغي الإشراف عليه. ألإخلال بها يجب أن تترتب عليه عواقب".
هذه هي الأفكار التي ستحملها المستشارة الألمانية الى بروكسل في الثامن والتاسع من ديسمبر الجاري، لوضعها على طاولة الرؤساء الأوروبيين، طبعا بعد ان تكون قد نسّقت وربما اتفقت على تفاصيلها مع الرئيس الفرنسي في اجتماع يوم الإثنين.
الرئيس الفرنسي " نيكولا ساركوزي" مهّد أيضا لهذا الجو التوافقي الناشئ في كلمة له في " طولون " الفرنسية حين قال: " فرنسا في طريق نضالي مع ألمانيا من أجل الوصول الى معاهدة أوروبية جديدة تنظم أوروبا وتعيد صياغتها. هدفنا أن تتحمل حكومة إقتصادية أوروبية حقيقية المزيد من المسؤوليات أمام الشعوب. هذه هي نظرتنا المشتركة الى مستقبل منطقة اليورو".
هل يعني ما تقدم ان الوقت قد حان لإشاعة جوٍ من التفاؤل والعمل على أساسه؟
برأينا العمل على هذا الأساس لا يزال في دائرة الرهانات على النجاح. البناء على قاعدة صلبة ومؤكدة مبنية على تصميم أوروبي جماعي على مخرج من الأزمة، حتى ولو كان مؤلما لبعض الدول، لا زال مبكرا، ولا بد من المزيد من الحيطة. هذه المرة أيضا قد لا تخرج القمة الأوروبية بحل نهائي مبني على الخطوة الكبرى التي يُصرّ عليها الألمان ويتحفظ عليها العديد غيرهم. جهود الثنائي " ميركوزي" قد تثمر، ولكنها أيضا قد تصطدم بعقبات وعراقيل...
البريطانيون قلقون مما يجري بين برلين وباريس. رئيس الوزراء " كاميرون " سارع الى باريس للإجتماع بالرئيس الفرنسي ومن هناك حذر بأن اية تعديلات في المعاهدات الاوروبية لن تمر دون الأخذ بالإعتبار المصالح البريطانية، وتعهد بالدفاع عن هذه المصالح بالمقام الأول. الموقف البريطاني هذا سيكون العقبة الأولى أمام إقرار مخطط تعديل المعاهدات الأوروبية، ما يبرر القول إن الطريق سيكون طويلا جدا، فيما لو بدأ الآن.
ألأميركيون يدركون جيدا أنه ليس من مصلحتهم أن يبقوا متجاهلين للأزمة الأوروبية. تفجرها لن يبقي اقتصادهم بمنأى عن شظاياها. وزير المالية " تيموثي جايثنر " سيكون في أوروبا هذا الأسبوع للتداول مع معظم المسؤولين البارزين في موضوع الساعة قبل انعقاد القمة الأوروبية.
بيانات سوق العمل الأميركي أراحت الإدارة الأميركية كما الفدرالي الأميركي - ولو مرحليا -. تراجع البطالة بنسبة 0.4% في شهر واحد من 9.0 الى 8.6% مؤشر طيب جدا يبشر بكون الخويف من الركود الإقتصادي كان مبالغة وبات وراءنا. المراهنون على حتمية قرار التيسير الكمي الثالث بردوا حماسهم وأعادوا النظر برهاناتهم. الدولار تنفس الصعداء مرحبا بخبر تأجيل دوران مطابع الفدرالي.
ألأجواء التوافقية هذه رحبت بها أسواق السندات الأوروبية نهاية الأسبوع الماضي بتراجع ملموس جدا لفائدة السندات التي شهدت لاسبوعين متتاليين ضغوطا هائلة. فائدة السندات الإيطالية لفئة العشر سنوات سجلت تراجعا الى 6.40% بعد ان كانت قد تعدت ال 7.40% في وقت سابق من الأسبوع.
اليورو ودّع الأسبوع على تراجع ، ولكنه تراجع الحرص لا تراجع الهلع. المراوحة هي السمة الطبيعية للمرحلة الراهنة بانتظار جلاء المواقف في المرحلة الفاصلة عن التاسع من الشهر الجاري موعد القمة الأوروبية.
التحسب لمؤثرات سلبية على اليورو من ناحية الفائدة واجب أيضا. تراجع الفائدة الى 1.0% في اجتماع المركزي هذا الأسبوع أو في اجتماع الشهر المقبل على أبعد تقدير محتمل جدا. الرهانات هذه ستكون عامل حاد من ارتفاعات جديدة تكون طاغية على التعاملات.
نتوقف هذا الأسبوع باهتمام أمام المحطات التالية:
الاثنين: مؤشر ISM الخدماتي الاميركي.
الخميس: قرار الفائدة الاوروبي والبريطاني.+ ( بدء القمة الاوروبية ).
الجمعة: بيانات التضخم والانتاج الصناعي الصيني.+ ( نهاية القمة الأوروبية ). ثقة المستهلك الأميركي.
أيضا على صعيد الفائدة تصدر يومي الثلاثاء والاربعاء قرارات الفائدة على الدولارات الثلاثة: الاسترالي والكندي والنيوزلندي.