- المشاركات
- 19,998
- الإقامة
- تركيا
قال متحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية الاثنين إن 200 من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية استسلموا بعد معركة شرسة في منطقة باغوز في محافظة دير الزور التي تعد آخر جيب تبقى لهم في شرق سوريا.
وأضاف المتحدث باسم القوات، التي تحظى بدعم من الولايات المتحدة، أن نحو ألف مقاتل آخرين لا يزالون متحصنين في بعض الجيوب في مناطق نائية على مسافة أبعد تجاه الغرب، حيث نفذوا عدة هجمات على مناطق أخرى كانوا فقدوا السيطرة عليها.
وتقع منطقة باغوز التي تضم عددا من القرى والمزارع بالقرب من الحدود العراقية، وتشكل آخر جيب من المناطق المأهولة التي ظلت تحت سيطرة التنظيم الذي أعلن دولة الخلافة في عام 2014.
وقالت قوات سوريا الديمقراطية إنها أبطأت وتيرة هجومها لأنها اكتشفت وجود عدد من المدنيين لا يزالون عالقين في هذا الجيب، وكانت تتوقع أن عمليات الإجلاء شملت جميع المدنيين هناك، لكنها تعهدت بأن تحرر المنطقة في وقت قريب.
وشوهد رتل من الشاحنات أثناء اتجاهه إلى باغوز صباح الاثنين الماضي، في الوقت الذي صرح فيه مصطفى بالي، مدير المكتب الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية، بأن حوالي 200 من مقاتلي تنظيم الدولة انفصلوا عن الجماعة الإرهابية، ويعتقد أنهم خلفوا وراءهم حوالي 3000 شخص بعد أن فتحت القوات السورية ممرا آمنا لهروبهم.
وأضاف: "قبل بداية الاشتباكات، اعتقدنا أن هناك ما يتراوح بين 1000 و1500 إرهابي. لكن في الأيام الثلاثة الماضية، تكبد الإرهابيون خسائر كبيرة مع استسلام 200 منهم، لذلك نعتقد أن هناك حوالي 1000 مقاتل، بالإضافة إلى المدنيين العالقين هناك."
ومن بين المقاتلين أجانب ينتمون إلى دول مثل أوزبكستان وتركمانستان، وفقا لفصيل من قوات سوريا الديمقراطية، وزع صورا لرجال انفصلوا عن نسائهم وأطفالهم.
ونزل تنظيم الدولة إلى منطقة باغوز بعد أن تراجع مقاتلوه من ضفاف الفرات بضغط من الهجوم المستمر من قبل قوات محلية ودولية بعد استعراض لأعمال وحشية أثارت غضبا واسع النطاق على مستوى العالم.
ولا يزال التنظيم، رغم الهزائم المتوالية، يشكل تهديدا خطيرا، إذ بدأ في تبني بدائل لدولة الخلافة تمتد من الهجوم على المدن إلى الهجمات التفجيرية التي ينفذها موالون له في المنطقة وخارجها، وفقا لمسؤولين حكوميين.
تباطؤ وتيرة القتال
وكانت قوات سوريا الديمقراطية استأنفت هجومها على باغوز على مدار نهاية الأسبوع الماضي استكمالا للعمليات العسكرية التي أسفرت عن تحرير الرقة في 2017 الذي تزامن مع تحرير عدد من المدن الكبرى بما فيها مدينة الموصل العراقية.
وأوقفت القوات السورية هجماتها في الأسابيع القليلة الماضية حتى تسمح للآلاف بمغادرة المنطقة، ومن بينهم أنصار لتنظيم الدولة ومقاتلون وأطفال وسكان محليون، علاوة على بعض الأسرى لدى التنظيم.
وأفادت مصادر في قوات سوريا الديمقراطية في وقت سابق بأن المنطقة لم يعد بها سوى الجهاديين فقط، وأغلبهم من الأجانب، لكن الجماعة السورية المدعومة من الولايات المتحدة ترجح الآن أنه لا تزال هناك أعداد من المدنيين.
وشوهدت عشرات من الشاحنات، التي تشبه المركبات التي استخدمت في إجلاء المدنيين من هذا الجيب في الأسابيع القليلة الماضية، وهي في طريقها إلى باغوز الاثنين الماضي.
وقال شون رايان، المتحدث باسم التحالف الأمريكي الذي يدعم قوات سوريا الديمقراطية، إنه من الصعب تحديد من كانوا أسرى في أيدي التنظيم، لكنه يأمل في أن يغادروا المنطقة بسلام.
وقد واجهت قوات سوريا الديمقراطية عقبات عدة أثناء الهجوم الذي شنته الأحد الماضي، من بينها ألغام أرضية، وسيارات مفخخة، وكمائن، وتفجيرات انتحارية، أثناء محاولة اجتياح هذا الجيب، وهي الأساليب التي تبناها مقاتلو التنظيم أثناء تقهقرهم أمام الهجوم العنيف.
وأظهرت صور لوكالة أنباء رويترز أعمدة من الدخان تتصاعد أعلى المنازل وأشجار النخيل الأحد الماضي، بينما كان مقاتلو قوات سوريا الديمقراطية يطلقون النيران داخل المنطقة مستهدفين مقاتلي التنظيم.
ورغم أن تحرير هذا الجيب المتبقي تحت سيطرة التنظيم في المنطقة يُعد علامة فارقة في قتال التنظيم، فإنه يتوقع أن تظل هذه الجماعة خطرا يهدد المنطقة، إذ لا يزال لديها خلايا نائمة وبعض الجيوب في المناطق النائية.