الخطوات الصغيرة لا تكفي. السوق يريد أكثر

[طارق جبور]

   

 

 

ثقة الاسواق في مالية ايطاليا على تراجع مستمر بالرغم من نجاح حكومة برلوسكوني في اقرار سلة متكاملة من الاجراءات التقشفية الناجعة. السندات التي تم اصدارها يوم امس لم يتقبلها المستثمرون الا بفائدة مرتفعة وهي الاعلى منذ تحول البلد الى اليورو. وزارة المالية الايطالية طرحت في السوق سندات بقيمة 9 مليار يورو ولم تنجح ببيع الا 7.9 مليار فقط بفائدة متوسطة بلغت 5.86%.
*
ليست فقط ايطاليا ولكن اوروبا لا زالت تخبط في الظلام. وكالة " اس اند بي " تخشى - بحسب تقرير صادر عنها - ان يكون سوق الائتمان الاوروبي أمام أزمة خانقة ستنتج عن ضعف السيولة في البنوك وهذا سينعكس حتما برأيها على البيئة الاقتصادية مستقبلا.
*
جدية الازمة وعدم اقتناع الاسواق بما يتم تسريبه من أخبار عن محاولات اصلاح ظهرت بعد نهاية التصويت في مجلس النواب الالماني على قرار تعزيز صندوق الاستقرار المالي الاوروبي. السوق ترقب الحدث حتى حين صدور نتيجته، فلم يتجاوب مع ايجابيته الا بمحدودية ضيقة وسريعة الأمد..هذا يثبت بوضوح ان الخطوات الصغيرة لا تكفي. السوق يطالب بمعالجات جذرية ومتكاملة.
*
اسواق الاسهم عرفت جلسة متطيرة شهدت تقلبات معبرة عن ضبابية المرحلة وانعدام الوضوح في أفقها، بالرغم من معطيات ايجابية شهدها يوم امس من على جبهة البيانات التي حملت ارقاما مريحة جدا عن سوق العمل الاميركي وعن نسبة النمو المتحقق، ولعل هذه الايجابيات أنقذت ال وول ستريت في الساعة الاخيرة فاقفل في اللون الأخضر مستردا خسائر سابقة.
*
اليورو من جهته لم يختلف وضعه عما ميّز بقية قطاعات السوق. التطير والتقلب ميزة المرحلة. الترحيب بالتصويت الايجابي في البرلمان الالماني كان سريعا وهزيلا. السوق يتجاوب مع المستجدات الايجابية ولكنه يخشى كثرة التفاؤل فسرعان ما يتراجع خشية من الانكشاف على مفاجآت غير محسوبة.
​