- المشاركات
- 82,635
- الإقامة
- قطر-الأردن
*
في ايام قليلة خسر المعدن الاصفر ما يقارب ال 400$ من قيمة الاونصة. انها 20.3% من القمة المتحققة في 06 سبتمبر الجاري. الصدمة عند الكثيرين كانت كبيرة. فقدان الوضوح حول أسباب هذا التراجع المتهاوي زاد في حالة البلبلة، ولكن مهلا..لو تأملنا في صورة الرسم البياني وركزنا على الاندفاعة الصعودية السابقة فمن الطبيعي الا تكون مفاجأة التراجع كبيرة بهذا المقدار...
*
الكثيرون من المودعين ينظرون الى المعدن الاصفر على انه الملاذ الآمن بامتياز، وانه محصّن ضد التفاعل مع الخضات الاقتصادية العالمية التي تطرأ بين الحين والآخر. هذا المنطلق صحيح بوجه من وجوهه ولكنه يحتمل النقد بأوجه أخرى، اذ ان قيمة الذهب رمزية فقط، وما من قاعدة تفرض استقراره على وجهة معينة او تمنع تعرضه لمضاربات حادة تحصنه بوجه التراجعات التي قد تصل الى حد الانهيار احيانا.
*
*اسعار النفط التي ارتفعت في العام 2008*الى حدود *ال 150$ للبرميل ثم انهارت الى ال 30$ خلال أشهر وجيزة لم تكن فقط بفعل الركود الاقتصادي الذي أصاب الاقتصاد العالمي يومها. التراجع الذي حدث* - والارتفاع قبله*- هو ايضا - وقبل كل شيء - نتيجة لمضاربات حادة في أسواق بات من الصعب توقع حدود معينة لتفلتها .
اليوم ما من شيء يمنع ان تحكى حكاية الذهب بنفس اللغة، ومن ثم يصار الى تدوينها في نفس الكتاب. اذا الانتباه واجب. من الافضل الاحتراس من المشاركة في هذه اللعبة الكبيرة بمبالغ ضخمة !
*
والوضع التقني؟
*
تقنيا لا زال العالم بخير. النهاية ليست على الأبواب. كل ما حدث هو ان السوق عاود الانتظام ضمن القناة بين خطي الترند الصعودي البعيد المدى بعد ان كان قد غادر هذه المساحة في شهر يوليو الماضي. طالما ان خط الترند السفلي ( حول ال 1475 ) قادر على الصمود فالترند الصعودي سليم وقابل للنمو والصورة ليست دراماتيكية.
الارتفاع بلغ 35.2% هذا العام والصورة المتسارعة للارتفاع ملفتة. نظرة على الرسم البياني اليومي تظهر مقدار ابتعاد السوق عن خط ال 200 يوم*( وهو عاد ليلامسه في تراجعه الاخير بايام قليلة*) . جزء محترم من أرباح العام الحالي تبدد.
تقنيا واساسيا وسيكولوجيا ثمة مبررات للقول بان هذه الحركة التراجعية لم تكتمل بعد. الحركة الارتدادية الصعودية بداية الاسبوع أراحت المستثمرين الذين كانوا ينامون على حرير الطمأنة المتأتية من تعثر الاقتصاد العالمي. هي تعبّر في وجه من وجوهها عن حضور الفئة التي تريد مجددا الاحتماء بالذهب، ولكن ثمة من يقفز الى القطار مضاربة لا استثمارا، وهذا يمثل خطرا ما للمستقبل، لانه يضفي على الحركة التراجعية طابع الفقاعة أكثر من طابع التصحيح.. الراحة لا يجب ان تكون الان مطلقة. من المرجح ان نكون أمام أيام متطيرة في هذا السوق.
*
السؤال هو الان: فقاعة أم تصحيح؟
*
المراهنون على الذهب يرفضون طبعا*الحديث عن الاحتمال الاول، ويستمرون على موقفهم الداعم لارتفاع الاسعار بالمدى البعيد، والداعي الى استغلال التراجعات للدخول. هذا لا يغير شيئا في المعادلة ولا ينفي عنها صفة الفقاعة، اذ لا شيء يثبت ان هذه الفئة هي الاكثرية الساحقة القادرة على التحكم بمستقبل الاسعار وتوجيهها. في حالات الارتفاعات الطبيعية للسوق ضمن ترند صحي ومؤهل لاستعادة الانفاس بعد تراجع مماثل من الطبيعي ان تعقب انهيارات مماثلة فترة تردد وترقب في أوساط المستثمرين. هذا لم يحدث في حالة الذهب الراهنة.* الارتدادة الصعودية السريعة بداية الاسبوع ننظر اليها بحذر وهي لا تطمئننا. انها من فعل المضاربين لا المستثمرين...
*
ما تقدم لا يعني ان الاسعار القريبة من العمق المتحقق ليست جزما وتاكيدا هي الاسعار الجيدة للدخول في السوق للمدى البعيد، لأنه من الصعب تحديد أزمنة الفقاعات وتمييزها بدقة قبل اكتمالها. ما تقدم لا يعني اننا متأكدين بقوة ان هذا الانهيار أنهى سباق الذهب الصعودي وفتح مرحلة جديدة في مستقبل المعدن الاصفر.
ما تقدم لا يعني ان هذا الانهيار الذي شهدناه لا يمثل الخطوة الاولى من فقاعة الذهب، ولكنه ايضا لا يعني ان هذه الفقاعة لن تأتي - او لن تكتمل - في وقت ما قريب او بعيد.
ما تقدم لا يعني ان سعر الذهب لن يعاود ملامسة ال 1000$ للاونصة. من يريد الاستثمار لا المضاربة لعله من المفيد له أن يخاطر بانتظار مثل هذه الاسعار المريحة والجذابة.
*
*
*
*
*
*