ارتفعت أسعار الذهب بالسوق الأوروبية يوم الجمعة لتوسع مكاسبها لليوم الثاني على التوالي ،لتتداول فوق 2,800 دولارًا للأونصة لأول مرة في التاريخ ،بصدد تحقيق أكبر مكسب شهري منذ مارس 2024 ،بسبب تسارع الطلب على المعدن كملاذ آمن في ظل تصاعد المخاوف حيال الرسوم الجمركية الأمريكية.
بعدما أبقي مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة ثابتة دون أي تغيير، بدأت الأسواق في البحث عن أدلة جديدة تخص احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية في مارس القادم.وفى هذا الإطار يترقب المستثمرون في وقت لاحق اليوم صدور بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة.
نظرة سعرية
•أسعار الذهبـ اليوم: ارتفعت أسعار معدن الذهب بحوالي 0.25% إلى (2,800.95$) كأعلى مستوي على الإطلاق ، من مستوى افتتاح التعاملات عند (2,794.76$) ، وسجلت أدنى مستوي عند (2,792.28$).
•عند تسوية الأسعار يوم الخميس، حققت أسعار الذهب ارتفاع بنسبة 1.3% ، في ثاني مكسب يومي في غضون الثلاثة أيام الأخيرة ،وسجلت مستوي قياسي جديد ،بسبب مخاوف الرسوم الجمركية ،وبعدما خفض البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة لأدنى مستوى منذ ديسمبر 2022.
التعاملات الشهرية
على مدار تعاملات يناير ،والتي تنتهي رسميًا عند تسوية الأسعار اليوم ، فأسعار الذهب مرتفعة حتى اللحظة بنحو 6.75% ،على وشك تحقيق أول مكسب شهري في غضون الثلاثة أشهر الأخيرة ،وبأكبر مكسب شهري منذ مارس 2024.
الرسوم الجمركية الأمريكية
قال الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" يوم الخميس: إن الولايات المتحدة ستفرض رسومًا جمركية بنسبة 25% على الواردات من المكسيك وكندا اعتبارًا من الأول من فبراير المقبل ، مكررًا تحذيره للبلدين.
وأشار ترامب إلى أن الولايات المتحدة لا تحتاج إلى المنتجات القادمة من هذين البلدين. كما ذكر أنه سيتخذ قرارًا بشأن استثناء واردات النفط من هذه الرسوم بناءً على الأسعار والمعاملة من الدول المصدرة.
بالإضافة إلى ذلك، انتقد ترامب كلاً من كندا والمكسيك لممارساتهما التجارية غير العادلة، مؤكدًا على اكتفاء الولايات المتحدة الذاتي في مجالات مثل النفط و الأخشاب.
تُظهر هذه التصريحات التزام ترامب بسياسات تجارية حمائية تهدف إلى حماية الصناعات الأمريكية، على الرغم من الانتقادات والمخاوف بشأن التأثيرات السلبية المحتملة على الاقتصاد العالمي.
مجلس الاحتياطي الفيدرالي
في ختام أول اجتماع سياسة نقدية لعام 2025، وطبقًا لمعظم التوقعات، أبقي مجلس الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء أسعار الفائدة دون أي تغيير يذكر، لتظل ضمن النطاق المستهدف بين 4.25% و4.50%. تأتي هذه الخطوة بعد ثلاث تخفيضات متتالية لتكاليف الاقتراض بين سبتمبر وديسمبر 2024.
وأشار البيان الصادر عن اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة إلى استقرار سوق العمل والسيطرة النسبية على التضخم، مع استمرار حالة عدم اليقين بشأن سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة، بما في ذلك القيود المحتملة على الهجرة والتعريفات الجمركية.
ويعتبر هذا الاجتماع هو الأول بعد تنصيب "دونالد ترامب" رئيساً للولايات المتحدة، مما يمنح الاحتياطي الفيدرالي المزيد من الوقت لتقييم تأثير سياسات الرئيس الأمريكي على الاقتصاد.
في أبرز تعديل ببيان السياسة النقدية، حذف البنك المركزي الأمريكي الإشارة إلى أن التضخم يحقق تقدمًا نحو الهدف الذي حدده عند 2% ،وورد فى البيان أن المخاطر التي تواجه تحقيق أهداف التوظيف والتضخم "متوازنة تقريباً".
وأبقي الفيدرالي الأمريكي على رؤيته بأن التوقعات الاقتصادية غير مؤكدة. وأشار إلى أن النشاط الاقتصادي استمر في النمو بوتيرة قوية.وأن معدل البطالة استقر عند مستوى منخفض في الأشهر الأخيرة، كما أن ظروف سوق العمل قوية. ولا يزال التضخم "مرتفعاً إلى حد ما".
وأكدت لجنة السوق المفتوحة استعدادها لتعديل موقف السياسة النقدية حسب الحاجة "إذا ظهرت مخاطر قد تعيق تحقيق أهداف اللجنة".
جيروم باول
قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي "جيروم باول" أنه لا توجد حاجة ملحة لإجراء تخفيضات إضافية في أسعار الفائدة في الوقت الحالي، وأن السياسة النقدية ستعتمد على البيانات الاقتصادية المستقبلية، مع التأكيد على التزام الاحتياطي الفيدرالي بهدف تضخم يبلغ 2%.
شدد باول على التوازن في السياسة النقدية، وأشار إلى أن خفض القيود على السياسة النقدية بسرعة قد يعرقل التقدم في خفض التضخم، في حين أن الخفض ببطء قد يزيد مستويات البطالة وضعف النشاط الاقتصادي.
رفض رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول التعليق على ضغوط الرئيس "دونالد ترامب" لخفض الفائدة، مؤكداً أنه لم يحدث أي تواصل مع الرئيس الجديد.
الفائدة الأمريكية
•عقب الاجتماع ووفقًا لأداة "فيد ووتش" التابعة لمجموعة"CME" : تراجع تسعير احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية بنحو 25 نقطة أساس فى اجتماع مارس من 30% إلى 17% ، وارتفع تسعير احتمالات الإبقاء على أسعار الفائدة دون أي تغيير من 70% إلى 83%.
•ومن أجل إعادة تسعير تلك الاحتمالات يترقب المستثمرون فى وقت لاحق اليوم ،صدور بيانات هامة من الولايات المتحدة ،عن نفقات الاستهلاك الشخصي لشهر ديسمبر ،مقياس التضخم المفضل لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.
توقعات حول أداء الذهب
•قال محلل السوق فى آي جي "ياب جون رونج": لقد أدت التهديدات المتكررة بالرسوم الجمركية إلى تغذية تدفقات الملاذ الآمن إلى الذهب.
•وأضاف رونج: أي مفاجأة سلبية في قراءة التضخم قد تشير إلى مرونة سياسية أكبر لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، مما قد يؤدي إلى تقدم توقعات خفض أسعار الفائدة وتوفير المزيد من الدعم للذهب.
•قال كبير محللي السوق في كيه سي إم تريد "تيم ووترر": إن المزيد من المكاسب قد تكون في انتظار الذهب إذا تحولت التهديدات بالتعريفات من مجرد مفهوم للمساومة إلى حقيقة اقتصادية، مضيفًا أن الأسعار قد ترتفع إلى مستويات مرتفعة جديدة فوق مستوى 2,800 دولار.
صندوق SPDR
حيازات الذهب لدى صندوق SPDR Gold Trust اكبر صناديق المؤشرات العالمية المدعومة ،انخفضت أمس الخميس بنحو 1.15 طن متري ، لينزل الإجمالي إلى 864.19 طن متري.