- المشاركات
- 7,533
- الإقامة
- عرب فوركس
تجاوز سعر الذهب حاجز 1900 دولار للأوقية لأول مرة منذ 2011، ليتمكن من تحقيق أعلى تسوية في تاريخه بنهاية جلسة الجمعة الماضية.
وتكاتف مؤخراً عدد من العوامل معاً لدعم سعر المعدن النفيس الذي بات قاب قوسين أو أدنى من تسجيل أعلى مستوى في تاريخه كونه الملاذ الآمن في أوقات التوترات والاضطرابات.
وكان الذهب سجل مستوى قياسي مرتفع عند 1910.73 دولار للأوقية يوم 5 سبتمبر/أيلول عام 2011، لكنه تجاوز يوم 24 يوليو/تموز عام 2020 حاجز 1900 دولار للأوقية لأول مرة منذ عام 2011 قبل أن يسجل تسوية قياسية لنفس الجلسة.
وبالإضافة إلى أزمة كورونا وتداعياتها، فإن هناك أمور أخرى تدفع المستثمرين نحو المعدن الأصفر باعتباره حصن الأمان، وعلى رأسها تفاقم العلاقات بين أكبر اقتصادين حول العالم نحو الأسوأ.
وشهدت العلاقات الأمريكية الصينية منحنى جديداً، عندما قررت بكين اتخاذ تدابير انتقامية رداً على طلب واشنطن بإغلاق القنصلية الصينية في مدينة هيوستن الأمريكية، حيث أعلنت الصين الأمر نفسه لكن في مدينة تشنغدو الصينية.
ولم يكن هذا الصراع الأول من نوعه الذي يثير القلق بين صفوف المستثمرين ويدفعهم لتفضيل الأصول الآمنة، حيث ينخرط كلا البلدين في مشاحنات تجارية وأخرى سياسية حول تقييد الحريات في مدينة هونج كونج وثالثة تتعلق بالتسبب في تفشي فيروس "كوفيد-19" عالمياً.
وأضفى تصاعد هذه الصدامات بين أكبر اقتصادين حول العالم مزيداً من الوقود في الطلب على الملاذ الآمن الأمر الذي يعزز جاذبية المعدن، ليكون عند مستوى مرتفع جديد في غضون تسعة أعوام.
وعلاوة على ذلك، يوجد المزيد من العوامل الدافعة لسعر الذهب مثل ضعف العملة الأمريكية والتي تتداول قرب أدنى مستوياته في 22 شهرا،ً فضلاً عن تدابير التحفيز عالمياً.
واستفاد الذهب من الأداء الضعيف للدولار، حيث يقف مؤشر الدولار الرئيسي والذي يتبع أداء الورقة الأمريكية مقابل 6 عملات رئيسية عند أدنى مستوياته منذ أواخر سبتمبر/أيلول عام 2018.
ومع حقيقة أن المعدن الأصفر يعتبر بمثابة أداة تحوط ضد التضخم وانخفاض قيمة العملة، فإن المستثمرين يلجأون إليه في ظل حزم التحفيز وضخ السيولة الهائل من جانب البنوك المركزية والحكومات حول العالم، وهو ما يفسر سر مكاسب الذهب رغم صعود أسواق الأصول الخطرة.
وأقر دول الاتحاد الأوروبي الـ27 عضواً مؤخراً صفقة تاريخية للتحفيز عبر ما يسمى بـ"صندوق التعافي" بقيمة 750 مليار يورو، في حين أن الولايات المتحدة تبحث تمرير حزمة تحفيزية جديدة.
ويعتقد مجلس الذهب العالمي أن استخدام المستثمرين للذهب كاستراتيجية تحوط في المحفظة الاستثمارية عزز أدائه خلال النصف الأول من العام الجاري، ومن المرجح أن يدعم التدافع نحو الملاذ الآمن في بقية العام الجاري.
وبحسب التقرير الأسبوعي لـ"بنك أوف أمريكا"، فإن صناديق الاستثمار المتداولة للذهب شهدت تدفقات استثمارية داخلة بقيمة 3.8 مليار دولار في الأسبوع حتى 22 يوليو/تموز الجاري، لتكون ثاني أكبر زيادة أسبوعية على الإطلاق.
وفي الأساس، يشهد الذهب اتجاهاً صعودياً في الآونة الأخيرة مدفوعاً بالمخاوف حيال الضربة الاقتصادية من فيروس كورونا، وسط علامات متزايدة على أن استمرار الوباء لفترة طويلة يعطل الانتعاش الاقتصادي.
Volume 0%
ويتوقع صندوق النقد الدولي أن ينكمش الاقتصاد العالمي بنسبة 4.9 بالمائة في العام الحالي بفعل تداعيات الفيروس، والتي من شأنها أن تكون أكبر وتيرة منذ فترة الكساد العظيم.
وكل ما سبق يؤكد الحقيقة الثابتة تاريخياً والمتمثلة في أن الذهب يعتبر بمثابة مخزن جيد للقيمة، بالنظر إلى التجربة خلال الأزمة المالية العالمية قبل عقد مضى.
وفي العام الجاري حتى الآن، بلغت مكاسب الذهب نحو 25 بالمائة أو ما يعادل 381 دولاراً، مع حقيقة أن سعر المعدن النفيس كان يبلغ 1523 دولاراً للأوقية في نهاية عام 2019.
أداء الذهب في غضون عام - (المصدر: وكالة بلومبرج)
وشهد الذهب مكاسب للمرة السابعة على التوالي في الأسبوع المنتهي يوم 24 يوليو/تموز الجاري، وهي أطول موجة مكاسب أسبوعية منذ عام 2011.
وفي واقع الأمر، تفصلنا بضعة دولارات عن تحقيق تكهنات بنك "سيتي جروب" بأن الذهب سيسجل مستوى قياسي مرتفع جديد في غضون 6 إلى 9 أشهر قادمة.
ويرى "سيتي جروب" أن أسعار الذهب تستفيد من السياسة النقدية التيسيرية وانخفاض العوائد الحقيقية والتدفقات القياسية الداخلة لصناديق الاستثمار المتداولة.
ويعتقد البنك الأمريكي أن الذهب سيتجاوز 2000 دولار للأوقية في غضون 3 إلى 5 أشهر، قائلاً: "إنها مسألة وقت فحسب".
وفي الوقت نفسه، رفع بنك "جولدمان ساكس" احتمالات صعود الذهب إلى مستوى 2000 دولار للأوقية في غضون عام.
وعلى المدى المتوسط، من المتوقع أن يصل سعر الذهب لـ5000 دولار للأوقية في غضون 3 إلى 5 سنوات القادمة على خلفية المخاوف التضخمية جراء طباعة البنوك المركزية للأموال، وفقاً لما قاله مدير صندوق للتحوط "دييجو باريلا".
ومن المرجح أن يستمر صعود الذهب حتى عام 2021 وسط تزايد المخاطر الجيوسياسية في ظل بيئة من معدلات الفائدة المنخفضة لفترة أطول، كما يوضح المحلل في بلومبرج إنتليجنس "إيلي أونج".
وفي نفس السياق، رفعت مجموعة "يو.بي.إس" توقعاتها على المدى القريب لسعر أوقية الذهب عند 2000 دولار بحلول نهاية سبتمبر/أيلول المقبل.