الرد على مقال الراديونكس

رضا البطاوى

عضو فعال
المشاركات
2,877
الإقامة
مصر
الرد على مقال الراديونكس
الراديونكس تعبير يشير إلى العلاج عبر البث الاذاعى وقد عرفه صاحب المقال فقال :
"المعالجة بالراديونكس:
هو تقنية لتعزيز وتحسين الصحة لكل من الإنسان والحيوان باستخدام طاقات الطبيعة الدقيقة. وهي خالية من العقاقير الكيميائية، وآمنة."
إذا التقنية المذكورة هى عبارة عن الشد من أزر المريض بالكلام معه عبر البث الاذاعى المرسل والمستقبل
ولكن صاحب المقال وأمثاله يجدون هذا نوع من العلاج الذى تجاهله الطب التقليدى فيقول :
"ينشد ممارس العلاج بالراديونكس تعزيز القدرات الشفائية الذاتية للمريض مستخدماً توجيه قدرته الفطرية "الحدسية" الموجّهة بالبحث والتنبؤ، وبواسطة الشفاء عن بعد، كما أن العلاج الموجّه إلى المريض لا يستدعي تواجد المريض أمام المعالج غالباً. إن تأثيراته غير موجهة كثيراً إلى الجسم المادي المحسوس الكثيف ولكنها موجهة أكثر إلى حقول الطاقة الرقيقة " الأجسام الباطنية " التي تدعم الحياة ولا يمكن الوصول إليها بواسطة الوسائل التقليدية.
إن علم البيولوجيا برؤيته التقليدية أنكر وتجاهل هذه الحقول الطاقية لفترة طويلة والتي لا يمكن كشفها والتحري عنها بواسطة الحواس الطبيعية، وذلك بالرغم من دلائل وجودها المثبتة."
وهو كلام وهمى فالحديث المتبادل عبر موجات الاذاعة يعطى راحة نفسية ولكنه أبدا لا يعالج المرض الجسدى الذى يحتاج إلى أدوات ليست متواجدة لا مع المريض ولا مع المعالج المزعوم كأجهزة قياس الضغط والحرارة ولا يمكن من خلال رؤية العينين أو عينات من الجلد أو البول
تحدث الرجل عن كون التسمية قديمة لكونها علاج عن بعد فقال :
"اسم" الراديونكس" أُعطي من قبل روّاد هذه التقنية باكراً هذا العصر كنتيجة لعملهم على الشفاء عن بعد باستخدام آلات مساعدة."
ويدخلنا الرجل متاهة كون الآلات المساعدة للمعالجين مشحونة بشكل قوي بالطاقة المشتقة من التركيز على فكرة " النية "أو الصلاة (الدعاء) بقوله :
"يعتبر هؤلاء الروّاد أن هذه الآلات كانت مماثلة جدا لجهاز إرسال الراديو وتُعرف الآلات اليوم بأنها غير مشحونة بالطاقة الكهرومغناطيسية كما كنّا نفهمها سابقا، ولكنها (حسب فهمنا البسيط حالياً عنها) مشحونة بشكل قوي بالطاقة المشتقة من التركيز على فكرة " النية "أو الصلاة (الدعاء)."
قطعا هذا الكلام ليس حديثا وإنما قديم قدم ألديان الضالة وما أضيف لعلم الحديث من آلاف الروايات عن الشفاء بالدعاء وقراءة القرآن وحده أو على ماء أو غيره وكلها روايات تناقضات الوحى الإلهى الذى أمرنا بالأخذ بأسباب القوة حيث قال :
" واعدوا لهم ما استطعتم من قوة "
ومن تلك القوى الذهاب لل"باء لعلاج المرضى فالدعاء لا يشفى ولا القرآ’ن يشفى الأمراض الجسدية فهو علاج للكفر والنفاق لمن أراد شفاء صدره وهو نفسه كما قال تعالى :
"يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ"
وتحدث الرجل عن مضمون المعالجة حيث قال :
"ماذا تتضمّن المعالجة بالراديونكس:
الراديونكس عبارة عن جزئين:1 - التحليل 2 - المعالجة
1 - التحليل: فيه يتناغم الممارس مع المريض، وهذا يجعل المعالج والمريض قادرين على الاتصال بانسجام مشترك عند مستوى الوعي الفائق بتحديد جواب سلسلة الأسئلة المطروحة عقلياً مستخدما البحث والتنبؤ \ dowsing \ والخرائط لكل من الجسم المادي ولما هو معروف بحقول الطاقة الغير مرئية " الأجسام الباطنية "؛ يحاول الممارس أن يكتشف ما الذي يسبب مشكلة المريض و ما هو مطلوب لحلها.
2 - المعالجة: قد تُعطى بواسطة العلاج عن بعد باستخدام الآلات، أو بواسطة دواء الراديونكس على شكل حبوب السكر النقي التي لا تحوي مواد طبية، والتي وضعت في آلة الراديونكس."
ومن الكلام السابق يتضح أن العلاج المذكور عبارة عن عملية إيحاء أو ايهام للمريض ولكنها لا تقدم علاجا حقيقيا لأن الآلات المتصلة لا يمكن أن تدخل إلى داخل الجسم وحتى ما يتم وصفه ليس إلا طعام يعطى إحساسا كاذبا بالانتعاش
وتحدث الرجل عن الأدوات المستخدمة في هذا الوهم فقال عن الرقاص وغيره :
"الأدوات المستخدمة:
يستخدم معظم الممارسين "" بندولاً "" للتحليل وكذلك أدوات أخرى متنوعة كثيرة تستخدم لكل من التشخيص والمعالجة بما فيها من تحضير علاجات بواسطة أجهزة بسيطة إلى أنظمة الكمبيوتر. قد تحتوي آلات الراديونيكس التقليدية وأشهرها الصندوق الأسود أجزاء مختلفة مثل الأسلاك أو الأدوات الالكترونية،"كل هذه الأشياء لا تعني شيئا للطب التقليدي".
طُوّرت هذه الآلات خلال الزمن باستخدام الفيزياء التقليدية والبحث والتجريب والخطأ.
يستغني بعض الممارسين عن هذه الآلات كلها ويستطيعون إجراء كامل العملية في عقولهم، ولكن معظمهم وجدوا أنهم حصلوا على نتائج أفضل باستخدامهم الآلات. وبطريقة لا يمكن شرحها لغاية الآن فإن آلات الراديونيكس يبدو أنها تساعد على تركيز " تكثيف" الطاقة المولّدة ذهنياً."
وكل هذا الكلام السابق هو عملية نصب ودجل فلا يوجد علاج يمكن بثه من الخارج إلى داخل الجسم عن بعد وأما عن قرب كما في عمليات الليزر وهى الشعاع المعالج فهو أمر مقبول وثابت
وتحدث عن طرق العلاج التى يتبعها المعالجون المزعومين فقال :
"طرق المعالجة:
تجرى المعالجة عادة بوضع شيفرات عددية (كود على بطاقة) تُعرف بالدرجات (أو النسب) لمفاهيم الطاقة التي يحتاج إليها المريض، توضع في الجهاز.
يفحص المرضى بانتظام والنسب تُستبدل عند الضرورة.
إن التواصل بين الممارس والمريض ضروري من أجل أن يُحافظ على سرعة الشفاء. أو بشكل بديل تنقل النسب المحتاج إليها إلى وسيط غير طبي مثل حبات السكر التي يمكن أن تؤخذ عن طريق الفم.
تعمل معالجة الراديونكس بشكل جيد على الحيوان والأطفال مما يشير إلى أن هناك شيء أكثر من الإيحاء في تعليل تأثيراته.
يختبر المريض بشكل متكرر إثارة واضطرابات مؤقتة على حالته قبل أن يحدث تحسّن على حالته، مثل المعالجات الطبية الأخرى أو المعالجة بالأعشاب ..
هذا يدل أن التدخّل بالبداية حرّك شيئاً ما وأثاره، وهي ملاحظة جديرة بالاعتبار بالنسبة لأطباء وظائف الأعضاء لأن هذه الطرق في المعالجة أخذ مكانها وأصبحت معروفة."
وكل ما قاله هو مجرد كلام لا يمكن إثبات شىء منه سوى هو وجوب أن تكون علاقة المريض بالطبيب وثيقة لأن هذه العلاقة تسرع بعملية الشفاء وهى علاقة تشبه علاقة الشيخ بالمريد حيث يعتقد المريد أن شيحه ينفعه بينما الواقع أن النافع وهو الشافى هو الله من خلال الأخذ بالأسباب كما قال تعالى :
" وإذا مرضت فهو يشفين"
وتحدث عن طرق عمل العلاج بالبث عن بعد فقال :
"كيف يعمل الراديونكس:
ليس من الواضح حتى الآن كيف يعمل الراديونكس ولكن التطورات في الفيزياء الحديثة وعلم النفس تشير إلى أننا جميعاً متصلين على مستوى (حقل) دقيق خارج الزمان والمكان، ونقل الطاقة أيضاً مهما كانت طبيعتها قد تكون عن طريق هذه القناة. إنه اختبار شائع لممارسي الراديونيكس أن يستطيعوا إن يتصلوا مع المرضى بصرف النظر عن البعد الجغرافي بينهم.
على كل حال نعتقد أن الطاقة اللازمة من أجل الشفاء تأتي من مصدر خارج الممارس \المعالج\، وهو وراء إدراكنا. إن الطاقة تنتقل وتُعبّأ فقط عند الحاجة الحقيقية والعاطفة الحقيقية الخالية من التكلّف."
قطعا إذا كان أهل هذا العلم المزعوم لا يعرفون كيفية عمل البث عن بعد فكيف يمكن للإنسان أن يثق بهم وهم جهلة بعلمهم ؟
وتحدث عن الأمراض التى يعالجها العلم المزعوم فقال :
"لأي الحالات يفيد الراديونكس:
أثبت الراديونكس فائدته لحالات متنوعة وكثيرة لكل من الحالات الحادة والمزمنة ولكن تكون فائدتها واضحة فعالة إذا ما استخدم لفترة طويلة كنظام دعم. كثير من الناس أصحاب العمر يعزون صحتهم الجيدة في السنوات الأخيرة إلى المعالجة المنتظمة بالراديونيكس."
وهذا كلام عام لا يسمن ولا يغنى من جوع فلم يحدد مرضا واحدا جلب فيه العلم المزعوم نتيجة تشجع على الاقبال عليه
ويعترف الكاتب أن هذا العلاج لا يغنى عن الطبيب أبدا فقال :
"الراديونكس ليس استبدالاً للعناية الطبية التقليدية:
لا يستبدل الراديونكس العناية الطبية التقليدية والبيطرية دائماً راجع طبيبك أولاً إنْ كنت مريضاً وتسير حسب مشورته."
والسؤال إن هذا الاعتراف ينسف كل ما سبق عن دور العلم المزعوم في العلاج لأنه يعيد المريض إلى الطب المعروف
وحدثنا عن التاريخ الحديث للنصب من خلال تاريخ أمريكا وأوربا فقال :
"تاريخ الراديونكس:
كانت المهارات البشرية التي تُستغلّ في الراديونكس قليلة مع الزمن. إن أصل الراديونيكس كنظام شفاء حديث يُنسب إلى الطبيب الأميركي د. ألبرت آدمز \ 1924 - 1863 \ وطوّر لاحقاً بواسطة الطبيب الفيزيائي (روث درون). أحرز (أبرامز) نتائج مع آلات راديونيكس جلبت السخرية من قبل الأجهزة الطبية الكلاسيكية، وفي عام 1924 انعقدت لجنة برئاسة اللورد \هوردر\ للنظر في ادعاءات أبرامز وأتباعه.
بالرغم من البراهين الجيدة رفضت اللجنة عمله على أساس لا وجود أساس علمي لها وهي غير مبررة عقلياً ثم تبع ذلك مناقشة حامية وفي افتتاحيه صحفيه لصحيفة الطبيعة 1925 حيث علقت على أن القضية ليس لها مصداقية التحقيق العلمي.
تبع ذلك خلاف كبير في أميركا أدى إلى منع الراديونيكس بواسطة FDA ، لذلك انتقل التركيز على هذا الموضوع إلى بريطانيا 1942 حيث تأسست جمعية الراديونيكس في بريطانيا العظمى. ثم طّور المهندس دي لاورّ في أكسفورد مجموعة من أنواع جديدة من الآلات.
ثم طوّر مالكوم هذه الأدوات عام 1960.
حركة موازية نشأت في بريطانيا وسط بعض من ممارسي طب\ PSIONIC \ الذي يستخدم تقنيات حدسية بديهية لتشخيص الأمراض ووضع العلاجات.
طوّر ديفيد تانسلي وآخرون أفكار حول حقول الطاقة الافتراضية ثم انجرّوا إلى عمل عالم الانتروبولوجيا (رودولف شتاينر).
بالرغم من سخرية جماعات الطب التقليدي تابع الراديونكس تواجده وأصبح مطلوباً.
إن رؤية علماء البيولوجيا أن شريط DNA ليس هو المقرر الأولي الرئيسي للحياة، ولكنه فقط وسيلة لنقل التعبير عنها، قد تجلب أخيراً منافع الراديونكس وتقنيات العلاج المتعلقة به وتقدّمها على مجال أوسع للجميع."

وكل ما سبق يدل على أن العملية كلها قائمة على النصب الذى يعطى الأمل الخادع للمرضى خاصة مرضى الأمراض التى لا يعرف لها علاج حتى الآن فهى متاجرة بآلام المرضى يجب منعها
 
عودة
أعلى