رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,704
- الإقامة
- مصر
الرد على مقال ما هو المعنى الحقيقي للسارق والسارقة في القرآن العظيم
صاحب المقالة نسيم المصرىNasem Elmasry وقد استهل المقال بآية حد السرقة فقال :
"تفسير آية (٣٨) من سورة المائدة: وَٱلسَّارِقُ وَٱلسَّارِقَةُ فَٱقۡطَعُوٓاْ أَيۡدِيَهُمَا جَزَآءَۢ بِمَا كَسَبَا نَكَـٰلاً مِّنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ من خلال أحسن التفسير (القرءان العظيم)
ما هو المعنى الحقيقي لقطع أيدي السارق والسارقة؟
ومن هم السارق والسارقة (المعنى الظاهر والباطن)؟
أهدي مقالتي هذه إلى المؤمنين والمؤمنات فقط بكتاب الله جلَّ في علاه.
السلام على من حافظ على أمانة الله (كتاب الله) ولم يسرق منه كلمة واحدة."
وبعد هذه المقدمة ذكر لنا طرفا من معانى كلمة قطع فى المعاجم فقال :
"(١): إذا نظرنا في معنى قَطَعَ لُغويًّا، تجد أن قطع لها معاني معنوية كثيرة فمثلاً:
قطع الشيء يعني أبانه وفصَّلهُ.
وقطع الصلاة يعني أبطلها.
وقطع في القول يعني جزم، ويُقال إنّي أقطع بذلك قطعًا أي أجزمُ جزمًا.
وقطعهُ عن حقِّهِ يعني منعهُ.
وقطع الطريق يعني منع وخوَّف.
وقطع النهر يعني عبرَهُ.
وقطع لسانهُ يعني أسكته بالإحسان إليه.
وقطع الحبل يعني اختنق.
وقطع يده يعني منعه عن السرقة."
وتحدث الرجل عن أن الواجب حسب منطوق الآية هو قطع اليدين وهو ظاهر المعنى وباطنه فقال :
"ولقد قال الله تعالى "فاقطعوا أيدييهما" ولم يقُل "فقَطِّعوا أيديهما".
(٢): * سورة المائدة
وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿٣٨﴾ فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿٣٩﴾.
لقد قال الله تعالى في آية (٣٨): "... فاقطعوا أيديَهما..." أي أيدي السارق والسارقة (قطع اليدين الإثنتين للسارق، وقطع اليدين الإثنتين للسارقة).
وقال تعالى في الآية التالية آية (٣٩): "فَمَن تَابَ مِنۢ بَعۡدِ ظُلۡمِهِ وَأَصۡلَحَ فَإِنَّ ٱللَّهَ يَتُوبُ عَلَيۡهِ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ"."
وادعى الرجل أن لو كان القطع بمعنى فصل الكفوف فلا معنى لتوبة السارق فقال :
"إذا كان قطع الأيدي هو بتْر أو جزّْ الأيدي، فكيف يستطيع السارق والسارقة أن يتوبا عن السرقة إذا قُطِعت أيديهما، أي كيف يستطيع السارق والسارقة أن يتوبا ويتوقَّفا عن عمل السرقة وهُما أصلاً لا يوجد لديهما أيدي لكي يفعلا فعل السرقة لأنَّ أيديهما قد قُطِعت، فهل يسرقوا بأرجلهم؟
وإذا كانت التوبة هي قولاً وليست فعلاً كما يظن أكثر الناس، فماذا عن قول الله: "... وأصلح..."، فكيف يُصلِح السارق والسارقة وهما لم يعد لديهما أيدي لكي يُصلحا بواسطتها؟
وكيف يتوب الله على إنسان أصبح مُعاقًا وغير قادر أصلاً على السرقة ولا حتّى على فعل الإصلاح؟
هل عدم قدرة السارق على السرقة لأنه لم يعد يوجد لديه يدين هي توبة يقبلها الله؟
وهل هذا هو المعنى المُراد بالتوبة في القرءان الكريم؟
وإذا كان القطع هو بتر كما يفعل السفَّاحون والجزَّارون أئمَّة الكفر والإشراك وأتباعهم من الأنعام، أي الكبراء والضعفاء، فأين قال الله تعالى من أيّ مكان أو من أيّ جزء يجب إن تُقطع الأيدي؟"
وكل هذا الكلام عن أن معنى القطع ليس الفصل هو بدون أى دليل قرآنى قدمه الكاتب فالتوبة عملية تحتاج لأمور أولها قولى وهو الاستغفار كما قال تعالى :
" فاستغفروه لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله"
وقال :
" ومن يستغفر الله يجد الله الله غفورا رحيما "
وثانيها عملى وهو رد الشىء لأهله فإن لم يرده فلا توبة تقبل لأنه إصرار على الذنب كما قال تعالى " ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون "والرد يكون إما بارشادهم لمكان المسروق أو ترك الاستحواذ عليه بتسليم المسروق إن كان أرضا أو ما شابه والاستحواذ يكون بالقوة سواء كانت الشخص نفسه أو من يستعين بهم من المجرمين أمثاله
ومن ثم التوبة متحققة
الرجل يستفظع قطع اليدين بمعنى فصل الكفوف عن الأذرع وهو لا يستفظع أن السرقة قد تتسبب فى موت صاحب المال أو جوع أسرته أو تشردهم وموتهم وقد تتسبب فى أن يتهم برىء بها ويعاقب عليها وهو ما حكاه القرآن عن اتهام السارق برىء بالسرقة حتى أنه النبى(ص) والمسلمين عن الحقيقة فدافعوا عن السارق حتى بينها الله فقال :
"ها أنتم جادلتم عنهم فى الحياة الدنيا فمن يجادل عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا "ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما "ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه وكان الله عليما حكيما "ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شىء"
ولذا قبل أن تستفظع العقاب ادرس نتائج الجريمة فجريمة السرقة تؤدى فى الغالب إلى كوارث تستلزم عقوبة شديدة جدا
ودلف الرجل بنا إلى معنى بعيد يتنافى مع منطوق الآية وهو أن قطع اليدين يعنى منع السراق من السرقة فقال :
"إذًا وكما نرى، فإنَّ قطع يدين السارق والسارقة هو ليس تقطيع وجزّ اليدين، ولكنه قطع معنوي المراد بِهِ منع السارق والسارقة عن السرقة، وهذا المنع له عدة أساليب، فمثلاً قطع يدين الفقير عن السرقة يكون بمساعدته وسدّ حاجته لكي لا يعود إلى السرقة، إذًا فمنع السارق والسارقة عن السرقة يكون بإيجاد الأسباب الّتي أدَّت بالسارق والسارقة إلى هذه السرقة وإبطالها، إن كان هذا السارق قد سرق بالمعنى الظاهر أم بالمعنى الباطن."
والسؤال كيف نمنع السراقين من السرقة ؟
لا يوجد طرق تمنع السرقة حتى فى ظل وجود العدل المطلق ففى داخل كل منا شهوة حب المال وهو تصور له السرقة فى صور مختلفة كأكل أموال اليتامى وأكل أموال ورث الاخوة وألآخوات ....
لكى نمنع السرقة لابد أن نكون نحن الله العالم بما يدور فى النفوس وهو أمر محال فهو الوحيد القادر على منع السرقة من خلال العلم بما توسوس به النفس كما قال تعالى :
" ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه"
والرجل يكذب جملة " جَزَاءً بِمَا كَسَبَا " فالجزاء وهو العقاب على الكسب وهو عمل السرقة وليس على منع السرقة
إن معنى هذا التفسير هو أن الله يعاقب على شىء لم يرتكب لأن المنع يتم قبل ارتكاب الجريمة
ألم يسألأ الكاتب نفسه كيف يتوب ذلك الممنوع وهو لم يرتكب السرقة ؟
إن التوبة تكون من ذنب أى سيئة أى أثم
وطرح الرجل السؤال التالى :
"ملاحظة هامَّة: هل يريد الله سبحانه وتعالى أن يتحول الإنسان من لص إلى مُتَسولّ؟
والرد عليه أنت تدافع عن السارق وأما المسروق فأنت لم تنظر إليه أنه قد يتحول قبل السارق إلى متسول
لماذا يحول السارق المسروق إلى متسول أو ميت أو جائع أو متشرد هو وأسرته
وتحدث كما قال عن المعنى الباطنى للسرقة فقال :
(٣): المعنى الباطني للسارق والسارقة:
* سورة المائدة
إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿٣٣﴾ ..... وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿٣٨﴾ فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿٣٩﴾ ..... يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَٰذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿٤١﴾.
إذا ربطنا آيات سورة المائدة من آية (٣٣) إلى آية (٤١) نجد أنَّ السارق والسارقة هم الذين حاربوا الله ورسوله وسعوا في الأرض فسادًا لأنَّهم حرَّفوا كلام الله وأعرضوا عن قانونه الذي يدعوا إلى نشر الخير والإصلاح وصنعوا أديانًا باطلة، أي وضعوا قوانينًا غير عادلة وهمّوا باحتكار خيرات الله من أجل المال والسلطة والتكبرّ، لذلك سرقوا كلام الله ثم حرِّفوه عن مواضعه، لذلك بدأ الله عزَّ وجلّ آية (٣٣) ثم قال فى آية (٣٨) "والسارق والسارقة..." ثم أكمل آية (٣٨) "والسارق والسارقة..." بآية (٤١)."
وكلام الرجل مردود عليه باختلاف عقوبة المحارب (القتل أو الصلب وتقطيع الأيدى والأرجل أو النفى ) عن عقوبة السارق وهى قطع الأيدى فلو كان الحديث واحدا ما اختلف العقاب كذلك ما اختلف الحال بين المحارب المقبوض عليه وبين المحارب الذى تاب قبل القبض عليه وهو القدرة عليه
ودلف بنا الرجل إلأى معنى أخر للسرقة وهو سرقة الأخبار فقال :
"البرهان المُبين على أنَّ السارق والسارقة هم الذين يسرقون عِلْم الله نجده في آية (١٨) من سورة الحِجْر.
* سورة الحجر
وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ ﴿١٦﴾ وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ ﴿١٧﴾ إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ ﴿١٨﴾.
"إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ": أي إلَّا من سرق عِلْم الله ففضحه الله من خلال آياته.
سأضرب مثلاً: ستيفن هاوكين المُلحد والجاهل البريطاني عندما سرق عِلْم الله ونسبه لنفسه وقال أنَّ السماوات والأرض كانتا كتلة واحدة أتبعه تعالى بشهاب مُبين، الشهاب المُبين نجده في آية (٣٠) من سورة الأنبياء.
* سورة الأنبياء
أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ﴿٣٠﴾.
سأضرب مثلاً ثانيًا: عندما سرق جهلاء وكالة ناسا عِلْم الله وكذّبوا به من خلال نظريَّتهم الباطلة بقولهم أنَّ الكون جاري إلى اللانهاية، أتبعهم بديع السماوات والأرض بشهاب مُبين، الشهاب المُبين نجده في آية (١٠٤) من سورة الأنبياء.
* سورة الأنبياء
يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ﴿١٠٤﴾.
وأمثال أخرى كثيرة لا تُعدّ ولا تُحصى."
والأمثلة هنا كلها ليست أمثلة عن السرقة فالسرقة هى أخذ الشىء كما هو وما قاله هوكينج وناسا ليس سرقة وإنما كذب وتكذيب لكلام الله فهو ليس سرقة فيصح القول أنها سرقة لو أخذ معنى الآيات ونسبوهم لأنفسهم ولكنهم لم يفعلوا ذلك وأصدروا أقوال مناقضة لكلام الله
زد على ذلك أن استراق السمع خاص بالجن وليس بالإنس فكيف نطبق الشرع على طرف واحد دون الطرف الأخر الذى لا يقدر على التصنت لعدم قدرته على القعود للسمع ؟
وقال الرجل :
"إذًا وكما نرى، فإنَّ قطع يدين السارق والسارقة هو ليس تقطيع وجزّ اليدين، ولكنه قطع معنوي المراد بِهِ منع السارق والسارقة عن السرقة، وهذا المنع له عدة أساليب، فمثلاً قطع يدين الفقير عن السرقة يكون بمساعدته وسدّ حاجته لكي لا يعود إلى السرقة، إذًا فمنع السارق والسارقة عن السرقة يكون بإيجاد الأسباب الّتي أدَّت بالسارق والسارقة إلى هذه السرقة وإبطالها، إن كان هذا السارق قد سرق بالمعنى الظاهر أم بالمعنى الباطن."
والرجل هنا يقول بما لا يعرف فالفقير لو أخذ مال من غنى أو غيره لا يسمى سارقا لأن السارق هو الغنى الذى أخذ حق الفقير من قبل ومنعه عنه فجعله يلجأ إلى أخذ ما يسد حاجته به
السرقة لا تتحقق فى المجتمع العادل إلا بالتالى :
أن يعطى المجتمع كل فرد نصيبه المساوى للأخر كما قال تعالى " وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين"
فعندما يكون العطاء واحد للكل سواء أخذوا احتياجاتهم بنفس القدر أو أخذوا أقل من احتياجاتهم لوجود فقر ونقص من الثمرات ولكن بنصيب متساوى يكون من أخذ بعض من النصيب المساوى بغير رضا الآخرين هو السارق الذى يستحق قطع يديه
وأما فى مجتمعاتنا الحالية فأكثر من 90 فى المائة ممن يأخذون حاجاتهم الضرورية ليسوا بسراق وإنما السارق هو من أخذ مال الأخرين وهو فى غنى عنه
صاحب المقالة نسيم المصرىNasem Elmasry وقد استهل المقال بآية حد السرقة فقال :
"تفسير آية (٣٨) من سورة المائدة: وَٱلسَّارِقُ وَٱلسَّارِقَةُ فَٱقۡطَعُوٓاْ أَيۡدِيَهُمَا جَزَآءَۢ بِمَا كَسَبَا نَكَـٰلاً مِّنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ من خلال أحسن التفسير (القرءان العظيم)
ما هو المعنى الحقيقي لقطع أيدي السارق والسارقة؟
ومن هم السارق والسارقة (المعنى الظاهر والباطن)؟
أهدي مقالتي هذه إلى المؤمنين والمؤمنات فقط بكتاب الله جلَّ في علاه.
السلام على من حافظ على أمانة الله (كتاب الله) ولم يسرق منه كلمة واحدة."
وبعد هذه المقدمة ذكر لنا طرفا من معانى كلمة قطع فى المعاجم فقال :
"(١): إذا نظرنا في معنى قَطَعَ لُغويًّا، تجد أن قطع لها معاني معنوية كثيرة فمثلاً:
قطع الشيء يعني أبانه وفصَّلهُ.
وقطع الصلاة يعني أبطلها.
وقطع في القول يعني جزم، ويُقال إنّي أقطع بذلك قطعًا أي أجزمُ جزمًا.
وقطعهُ عن حقِّهِ يعني منعهُ.
وقطع الطريق يعني منع وخوَّف.
وقطع النهر يعني عبرَهُ.
وقطع لسانهُ يعني أسكته بالإحسان إليه.
وقطع الحبل يعني اختنق.
وقطع يده يعني منعه عن السرقة."
وتحدث الرجل عن أن الواجب حسب منطوق الآية هو قطع اليدين وهو ظاهر المعنى وباطنه فقال :
"ولقد قال الله تعالى "فاقطعوا أيدييهما" ولم يقُل "فقَطِّعوا أيديهما".
(٢): * سورة المائدة
وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿٣٨﴾ فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿٣٩﴾.
لقد قال الله تعالى في آية (٣٨): "... فاقطعوا أيديَهما..." أي أيدي السارق والسارقة (قطع اليدين الإثنتين للسارق، وقطع اليدين الإثنتين للسارقة).
وقال تعالى في الآية التالية آية (٣٩): "فَمَن تَابَ مِنۢ بَعۡدِ ظُلۡمِهِ وَأَصۡلَحَ فَإِنَّ ٱللَّهَ يَتُوبُ عَلَيۡهِ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ"."
وادعى الرجل أن لو كان القطع بمعنى فصل الكفوف فلا معنى لتوبة السارق فقال :
"إذا كان قطع الأيدي هو بتْر أو جزّْ الأيدي، فكيف يستطيع السارق والسارقة أن يتوبا عن السرقة إذا قُطِعت أيديهما، أي كيف يستطيع السارق والسارقة أن يتوبا ويتوقَّفا عن عمل السرقة وهُما أصلاً لا يوجد لديهما أيدي لكي يفعلا فعل السرقة لأنَّ أيديهما قد قُطِعت، فهل يسرقوا بأرجلهم؟
وإذا كانت التوبة هي قولاً وليست فعلاً كما يظن أكثر الناس، فماذا عن قول الله: "... وأصلح..."، فكيف يُصلِح السارق والسارقة وهما لم يعد لديهما أيدي لكي يُصلحا بواسطتها؟
وكيف يتوب الله على إنسان أصبح مُعاقًا وغير قادر أصلاً على السرقة ولا حتّى على فعل الإصلاح؟
هل عدم قدرة السارق على السرقة لأنه لم يعد يوجد لديه يدين هي توبة يقبلها الله؟
وهل هذا هو المعنى المُراد بالتوبة في القرءان الكريم؟
وإذا كان القطع هو بتر كما يفعل السفَّاحون والجزَّارون أئمَّة الكفر والإشراك وأتباعهم من الأنعام، أي الكبراء والضعفاء، فأين قال الله تعالى من أيّ مكان أو من أيّ جزء يجب إن تُقطع الأيدي؟"
وكل هذا الكلام عن أن معنى القطع ليس الفصل هو بدون أى دليل قرآنى قدمه الكاتب فالتوبة عملية تحتاج لأمور أولها قولى وهو الاستغفار كما قال تعالى :
" فاستغفروه لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله"
وقال :
" ومن يستغفر الله يجد الله الله غفورا رحيما "
وثانيها عملى وهو رد الشىء لأهله فإن لم يرده فلا توبة تقبل لأنه إصرار على الذنب كما قال تعالى " ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون "والرد يكون إما بارشادهم لمكان المسروق أو ترك الاستحواذ عليه بتسليم المسروق إن كان أرضا أو ما شابه والاستحواذ يكون بالقوة سواء كانت الشخص نفسه أو من يستعين بهم من المجرمين أمثاله
ومن ثم التوبة متحققة
الرجل يستفظع قطع اليدين بمعنى فصل الكفوف عن الأذرع وهو لا يستفظع أن السرقة قد تتسبب فى موت صاحب المال أو جوع أسرته أو تشردهم وموتهم وقد تتسبب فى أن يتهم برىء بها ويعاقب عليها وهو ما حكاه القرآن عن اتهام السارق برىء بالسرقة حتى أنه النبى(ص) والمسلمين عن الحقيقة فدافعوا عن السارق حتى بينها الله فقال :
"ها أنتم جادلتم عنهم فى الحياة الدنيا فمن يجادل عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا "ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما "ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه وكان الله عليما حكيما "ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شىء"
ولذا قبل أن تستفظع العقاب ادرس نتائج الجريمة فجريمة السرقة تؤدى فى الغالب إلى كوارث تستلزم عقوبة شديدة جدا
ودلف الرجل بنا إلى معنى بعيد يتنافى مع منطوق الآية وهو أن قطع اليدين يعنى منع السراق من السرقة فقال :
"إذًا وكما نرى، فإنَّ قطع يدين السارق والسارقة هو ليس تقطيع وجزّ اليدين، ولكنه قطع معنوي المراد بِهِ منع السارق والسارقة عن السرقة، وهذا المنع له عدة أساليب، فمثلاً قطع يدين الفقير عن السرقة يكون بمساعدته وسدّ حاجته لكي لا يعود إلى السرقة، إذًا فمنع السارق والسارقة عن السرقة يكون بإيجاد الأسباب الّتي أدَّت بالسارق والسارقة إلى هذه السرقة وإبطالها، إن كان هذا السارق قد سرق بالمعنى الظاهر أم بالمعنى الباطن."
والسؤال كيف نمنع السراقين من السرقة ؟
لا يوجد طرق تمنع السرقة حتى فى ظل وجود العدل المطلق ففى داخل كل منا شهوة حب المال وهو تصور له السرقة فى صور مختلفة كأكل أموال اليتامى وأكل أموال ورث الاخوة وألآخوات ....
لكى نمنع السرقة لابد أن نكون نحن الله العالم بما يدور فى النفوس وهو أمر محال فهو الوحيد القادر على منع السرقة من خلال العلم بما توسوس به النفس كما قال تعالى :
" ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه"
والرجل يكذب جملة " جَزَاءً بِمَا كَسَبَا " فالجزاء وهو العقاب على الكسب وهو عمل السرقة وليس على منع السرقة
إن معنى هذا التفسير هو أن الله يعاقب على شىء لم يرتكب لأن المنع يتم قبل ارتكاب الجريمة
ألم يسألأ الكاتب نفسه كيف يتوب ذلك الممنوع وهو لم يرتكب السرقة ؟
إن التوبة تكون من ذنب أى سيئة أى أثم
وطرح الرجل السؤال التالى :
"ملاحظة هامَّة: هل يريد الله سبحانه وتعالى أن يتحول الإنسان من لص إلى مُتَسولّ؟
والرد عليه أنت تدافع عن السارق وأما المسروق فأنت لم تنظر إليه أنه قد يتحول قبل السارق إلى متسول
لماذا يحول السارق المسروق إلى متسول أو ميت أو جائع أو متشرد هو وأسرته
وتحدث كما قال عن المعنى الباطنى للسرقة فقال :
(٣): المعنى الباطني للسارق والسارقة:
* سورة المائدة
إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿٣٣﴾ ..... وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴿٣٨﴾ فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴿٣٩﴾ ..... يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَٰذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَٰئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴿٤١﴾.
إذا ربطنا آيات سورة المائدة من آية (٣٣) إلى آية (٤١) نجد أنَّ السارق والسارقة هم الذين حاربوا الله ورسوله وسعوا في الأرض فسادًا لأنَّهم حرَّفوا كلام الله وأعرضوا عن قانونه الذي يدعوا إلى نشر الخير والإصلاح وصنعوا أديانًا باطلة، أي وضعوا قوانينًا غير عادلة وهمّوا باحتكار خيرات الله من أجل المال والسلطة والتكبرّ، لذلك سرقوا كلام الله ثم حرِّفوه عن مواضعه، لذلك بدأ الله عزَّ وجلّ آية (٣٣) ثم قال فى آية (٣٨) "والسارق والسارقة..." ثم أكمل آية (٣٨) "والسارق والسارقة..." بآية (٤١)."
وكلام الرجل مردود عليه باختلاف عقوبة المحارب (القتل أو الصلب وتقطيع الأيدى والأرجل أو النفى ) عن عقوبة السارق وهى قطع الأيدى فلو كان الحديث واحدا ما اختلف العقاب كذلك ما اختلف الحال بين المحارب المقبوض عليه وبين المحارب الذى تاب قبل القبض عليه وهو القدرة عليه
ودلف بنا الرجل إلأى معنى أخر للسرقة وهو سرقة الأخبار فقال :
"البرهان المُبين على أنَّ السارق والسارقة هم الذين يسرقون عِلْم الله نجده في آية (١٨) من سورة الحِجْر.
* سورة الحجر
وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ ﴿١٦﴾ وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ ﴿١٧﴾ إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ ﴿١٨﴾.
"إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ": أي إلَّا من سرق عِلْم الله ففضحه الله من خلال آياته.
سأضرب مثلاً: ستيفن هاوكين المُلحد والجاهل البريطاني عندما سرق عِلْم الله ونسبه لنفسه وقال أنَّ السماوات والأرض كانتا كتلة واحدة أتبعه تعالى بشهاب مُبين، الشهاب المُبين نجده في آية (٣٠) من سورة الأنبياء.
* سورة الأنبياء
أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ﴿٣٠﴾.
سأضرب مثلاً ثانيًا: عندما سرق جهلاء وكالة ناسا عِلْم الله وكذّبوا به من خلال نظريَّتهم الباطلة بقولهم أنَّ الكون جاري إلى اللانهاية، أتبعهم بديع السماوات والأرض بشهاب مُبين، الشهاب المُبين نجده في آية (١٠٤) من سورة الأنبياء.
* سورة الأنبياء
يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ﴿١٠٤﴾.
وأمثال أخرى كثيرة لا تُعدّ ولا تُحصى."
والأمثلة هنا كلها ليست أمثلة عن السرقة فالسرقة هى أخذ الشىء كما هو وما قاله هوكينج وناسا ليس سرقة وإنما كذب وتكذيب لكلام الله فهو ليس سرقة فيصح القول أنها سرقة لو أخذ معنى الآيات ونسبوهم لأنفسهم ولكنهم لم يفعلوا ذلك وأصدروا أقوال مناقضة لكلام الله
زد على ذلك أن استراق السمع خاص بالجن وليس بالإنس فكيف نطبق الشرع على طرف واحد دون الطرف الأخر الذى لا يقدر على التصنت لعدم قدرته على القعود للسمع ؟
وقال الرجل :
"إذًا وكما نرى، فإنَّ قطع يدين السارق والسارقة هو ليس تقطيع وجزّ اليدين، ولكنه قطع معنوي المراد بِهِ منع السارق والسارقة عن السرقة، وهذا المنع له عدة أساليب، فمثلاً قطع يدين الفقير عن السرقة يكون بمساعدته وسدّ حاجته لكي لا يعود إلى السرقة، إذًا فمنع السارق والسارقة عن السرقة يكون بإيجاد الأسباب الّتي أدَّت بالسارق والسارقة إلى هذه السرقة وإبطالها، إن كان هذا السارق قد سرق بالمعنى الظاهر أم بالمعنى الباطن."
والرجل هنا يقول بما لا يعرف فالفقير لو أخذ مال من غنى أو غيره لا يسمى سارقا لأن السارق هو الغنى الذى أخذ حق الفقير من قبل ومنعه عنه فجعله يلجأ إلى أخذ ما يسد حاجته به
السرقة لا تتحقق فى المجتمع العادل إلا بالتالى :
أن يعطى المجتمع كل فرد نصيبه المساوى للأخر كما قال تعالى " وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين"
فعندما يكون العطاء واحد للكل سواء أخذوا احتياجاتهم بنفس القدر أو أخذوا أقل من احتياجاتهم لوجود فقر ونقص من الثمرات ولكن بنصيب متساوى يكون من أخذ بعض من النصيب المساوى بغير رضا الآخرين هو السارق الذى يستحق قطع يديه
وأما فى مجتمعاتنا الحالية فأكثر من 90 فى المائة ممن يأخذون حاجاتهم الضرورية ليسوا بسراق وإنما السارق هو من أخذ مال الأخرين وهو فى غنى عنه