- المشاركات
- 82,631
- الإقامة
- قطر-الأردن
*
بعض الكلمات التي تفوه بها رئيس المركزي الاوروبي " ماريو دراجي " في العطلة الاسبوعية مؤهلة لان تكون الركيزة الاساسية لتاريخ سنتذكره بعد حين.
كلنا يذكر تصريحات "ماريو دراجي" التي اطلقها في العام 2011 والتي ضمّنها كلمته الشهيرة: "سنعمل كل شيء لانقاذ اليورو". يومها بدأ السباق على شراء العملة الموحدة وكان النجاح الذي تحقق في إنقاذها فعليا. انه تاريخ تسجّل، وننظر اليه اليوم كبداية لمرحلة جديدة عاشتها الاسواق وظهرت نتائجها في الخطوات الناجحة التي تحققت على الساحة الاوروبية.
اليوم " ماريو دراجي " يقول: سنعمل كل ما يلزم لمنع ارتفاعات لليورو تؤثر سلبا على التضخم المتراجع، وتهدد بدفع منطقة اليورو الى الانكماش . الانكماش مرفوض، وارتفاعات اليورو ان استمرت ستشكل خطرا جديا في هذا الاطار. كلام من هذا القبيل سيكون مرشحا لاطلاق مرحلة جديدة يعاني منها اليورو بالمدى المتوسط، ولو ان الطلب الاستثنائي*عليه بالمدى القريب قد يدفع به الى تحقيق المزيد من المكاسب.
*
كلام رئيس المركزي لا يجب التقليل من أهميته، حتى ولو ان اليورو تراجع بداية الاسبوع باعتدال كبير، وظل يرمق ال 1.4000 على أمل بلوغها. كلام من هذا القبيل ليس قليلا ان يصدر عن رئيس للمركزي الاوروبي. ليس من عادة رؤساء المركزي ان يواجهوا بمثل هذه الصراحة سعر صرف العملة الموحدة. ( دراجي نفسه كرر في مؤتمريه الصحافيين اللذين اعقبا اجتماعي المركزي الاخيرين مقولة: سعر صرف اليورو ليس هو ما يحدد السياسة النقدية للمركزي الاوروبي ) . هذا ليس من صلب مهمتهم. لهذا تعتبر الكلمات القليلة التي سبق ذكرها استثنائية وتؤسس لمرحلة جديدة.
*
مرحلة جديدة سيلجأ فيها سيد المركزي مدعوما بعدد لا يستهان به من الاعضاء الى اجراءات استثنائية يملكها كسلاح للحد من ارتفاع العملة التي تهدد النمو واستقرار الاسعار. السلاح هذا يبدأ بفرض الفائدة السلبية على ايداعات البنوك، وينتقل الى احتمال اقرار مبدأ التيسير الكمي.. التيسير الكمي، ولكن على الطريقة الاوروبية ( الحديث هنا عن اقراض طويل الامد وبفوائد مخفّضة للبنوك عوضا عن شراء السندات الذي يعتبر بمثابة تمويل الدول الاعضاء المحظور على المركزي بحسب الوكالة المعطاة اليه ) . انها مسألة وقت لكي نشهد هذا القرار الاستثنائي. بيانات التضخم هذا الاسبوع ستكون موعدا على اهمية بالغة بالنسبة لتحديد ما يتوجب تحديده..
*
رسالة ماريو دراجي كانت اذا واضحة. الاسواق أخذتها على محمل الجد. تراجع اليورو الى عتبة ال 1.3800 لم يلغِ طبعا حدوث محاولات ارتفاع جديدة. محاولات باتجاه ال 1.4000 قد يكون السيد دراجي متسامحا معها، ولكن كل خطوة فوق هذا المستوى لا بد من التحسب لمخاطرها..
*
رسالة ماريو دراجي موجهة الى الاسواق اذا. انها الرسالة الاولى. في كلامه رسالة ثانية موجهة الى السياسيين الاوروبيين الذين سيذهبون الى* الانتخابات خلال اسابيع معدودة. بعض هؤلاء بدأوا يلقون اللوم في حملاتهم الانتخابية على المركزي الاوروبي ويتهمونه بانه السبب في جمود النمو ومخاطر تراجع التضخم، لأنه يكتفي بالتفرّج ولا يعمل شيئا للمواجهة. الان سيد المركزي أعاد الكرة الى ملعبهم فبات عليهم ان يتعجلوا في اقرار الاصلاحات الاوروبية المطلوبة والتي يعتبرها المركزي كفيلة بتفعيل النمو . هو يقول لهم الان عليكم ان تحققوا المطلوب سياسيا من أجل رفع مخاطر مطالبة الشعوب الاوروبية بالتخلي عن العملة الموحدة.
*
وماذا عن جديد وول ستريت؟
تراجعات نهاية الاسبوع الماضي عوّض السوق جزءا كبيرا منها بداية الاسبوع الحالي بفضل مبيعات التجزئة الطيبة النتائج ، كما بفضل الاعلان عن ارباح مريحة ل " سيتي جروب " وهو الخبر الاول المريح من قطاع البنوك منذ اسبوعين. "سيتي" حقق ربحا صافيا بلغ 4.0% في الفصل الاول. السهم حقق ارتفاعا بنسبة 4.4% . مبيعات التجزئة الاميركية من جهتها عرفت ارتفاعا في مارس كان غير مسبوق منذ سنة ونصف. أهمية الحدث انه جاء ليؤكد على التقديرات بكون التراجعات السابقة انما مردها الى الطقس العاصف الذي شلّ الحركة الاقتصادية في الشهرين السابقين. الان يبدو ان المستهلك الاميركي عاد الى السوق للتبضع، وهذا بحد ذاته مبعث أمل كبير بالنسبة للاقتصاد الاميركي المعتمد في تصريف ثلثي انتاجه على الاستهلاك الداخلي. كل هذا يطرح تساؤلات حول أحقية وتبريرات التراجعات التي يحققها الدولار، وعما اذا كان على قاب قوسين من انعطافة صعودية جديدة. انعطافة صعودية للدولار بتاثير من النشاط الاقتصادي الاميركي سيضاف الى تهديدات " ماريو دراجي " ويكون مبعثا للرهانات الحادة على يورو لا بد له من التخلي عن مواقع مهمة احتلها على غير وجه حق. الاصغاء الى " جانيت يللين" اليوم سيكون اليوم واجبا وضرورة.
*
ويبقى الخطر العائد للظهور من اوكرانيا.. لا شك في أن الاسواق سترتجف ان بدا للعيان ان الاوضاع هناك ستتوتر اضافيا وهذا ما لا يبدو مستبعدا. اي تدخل عسكري روسي سيكون مبعثا للقلق ودافعا لتصحيح جديد تشهده الاسواق.
ساعات التداول الاسيوي ستشهد اصدار محضر اجتماع المركزي الاسترالي في ال 01:30 جمت. الاستثمارات الاجنبية تصدر من الصين.
بريطانيا تصدر في ال 08:30 بيانات التضخم.
من المانيا نتوقف امام مؤشر* zew* في ال 09:00.
بيانات التضخم تصدر من الولايات المتحدة في ال 12:30 جمت.* مؤشر التصنيع لمنطقة نيويورك في ال 12:30 ايضا. جانيت يللين رئيسة الفدرالي تتحدث في ال 12:45 جمت. شارل بلوسسر يتحدث في ال 19:00.
بيانات التضخم تصدر من نيوزلندا في ال 22:45 جمت.
بعض الكلمات التي تفوه بها رئيس المركزي الاوروبي " ماريو دراجي " في العطلة الاسبوعية مؤهلة لان تكون الركيزة الاساسية لتاريخ سنتذكره بعد حين.
كلنا يذكر تصريحات "ماريو دراجي" التي اطلقها في العام 2011 والتي ضمّنها كلمته الشهيرة: "سنعمل كل شيء لانقاذ اليورو". يومها بدأ السباق على شراء العملة الموحدة وكان النجاح الذي تحقق في إنقاذها فعليا. انه تاريخ تسجّل، وننظر اليه اليوم كبداية لمرحلة جديدة عاشتها الاسواق وظهرت نتائجها في الخطوات الناجحة التي تحققت على الساحة الاوروبية.
اليوم " ماريو دراجي " يقول: سنعمل كل ما يلزم لمنع ارتفاعات لليورو تؤثر سلبا على التضخم المتراجع، وتهدد بدفع منطقة اليورو الى الانكماش . الانكماش مرفوض، وارتفاعات اليورو ان استمرت ستشكل خطرا جديا في هذا الاطار. كلام من هذا القبيل سيكون مرشحا لاطلاق مرحلة جديدة يعاني منها اليورو بالمدى المتوسط، ولو ان الطلب الاستثنائي*عليه بالمدى القريب قد يدفع به الى تحقيق المزيد من المكاسب.
*
كلام رئيس المركزي لا يجب التقليل من أهميته، حتى ولو ان اليورو تراجع بداية الاسبوع باعتدال كبير، وظل يرمق ال 1.4000 على أمل بلوغها. كلام من هذا القبيل ليس قليلا ان يصدر عن رئيس للمركزي الاوروبي. ليس من عادة رؤساء المركزي ان يواجهوا بمثل هذه الصراحة سعر صرف العملة الموحدة. ( دراجي نفسه كرر في مؤتمريه الصحافيين اللذين اعقبا اجتماعي المركزي الاخيرين مقولة: سعر صرف اليورو ليس هو ما يحدد السياسة النقدية للمركزي الاوروبي ) . هذا ليس من صلب مهمتهم. لهذا تعتبر الكلمات القليلة التي سبق ذكرها استثنائية وتؤسس لمرحلة جديدة.
*
مرحلة جديدة سيلجأ فيها سيد المركزي مدعوما بعدد لا يستهان به من الاعضاء الى اجراءات استثنائية يملكها كسلاح للحد من ارتفاع العملة التي تهدد النمو واستقرار الاسعار. السلاح هذا يبدأ بفرض الفائدة السلبية على ايداعات البنوك، وينتقل الى احتمال اقرار مبدأ التيسير الكمي.. التيسير الكمي، ولكن على الطريقة الاوروبية ( الحديث هنا عن اقراض طويل الامد وبفوائد مخفّضة للبنوك عوضا عن شراء السندات الذي يعتبر بمثابة تمويل الدول الاعضاء المحظور على المركزي بحسب الوكالة المعطاة اليه ) . انها مسألة وقت لكي نشهد هذا القرار الاستثنائي. بيانات التضخم هذا الاسبوع ستكون موعدا على اهمية بالغة بالنسبة لتحديد ما يتوجب تحديده..
*
رسالة ماريو دراجي كانت اذا واضحة. الاسواق أخذتها على محمل الجد. تراجع اليورو الى عتبة ال 1.3800 لم يلغِ طبعا حدوث محاولات ارتفاع جديدة. محاولات باتجاه ال 1.4000 قد يكون السيد دراجي متسامحا معها، ولكن كل خطوة فوق هذا المستوى لا بد من التحسب لمخاطرها..
*
رسالة ماريو دراجي موجهة الى الاسواق اذا. انها الرسالة الاولى. في كلامه رسالة ثانية موجهة الى السياسيين الاوروبيين الذين سيذهبون الى* الانتخابات خلال اسابيع معدودة. بعض هؤلاء بدأوا يلقون اللوم في حملاتهم الانتخابية على المركزي الاوروبي ويتهمونه بانه السبب في جمود النمو ومخاطر تراجع التضخم، لأنه يكتفي بالتفرّج ولا يعمل شيئا للمواجهة. الان سيد المركزي أعاد الكرة الى ملعبهم فبات عليهم ان يتعجلوا في اقرار الاصلاحات الاوروبية المطلوبة والتي يعتبرها المركزي كفيلة بتفعيل النمو . هو يقول لهم الان عليكم ان تحققوا المطلوب سياسيا من أجل رفع مخاطر مطالبة الشعوب الاوروبية بالتخلي عن العملة الموحدة.
*
وماذا عن جديد وول ستريت؟
تراجعات نهاية الاسبوع الماضي عوّض السوق جزءا كبيرا منها بداية الاسبوع الحالي بفضل مبيعات التجزئة الطيبة النتائج ، كما بفضل الاعلان عن ارباح مريحة ل " سيتي جروب " وهو الخبر الاول المريح من قطاع البنوك منذ اسبوعين. "سيتي" حقق ربحا صافيا بلغ 4.0% في الفصل الاول. السهم حقق ارتفاعا بنسبة 4.4% . مبيعات التجزئة الاميركية من جهتها عرفت ارتفاعا في مارس كان غير مسبوق منذ سنة ونصف. أهمية الحدث انه جاء ليؤكد على التقديرات بكون التراجعات السابقة انما مردها الى الطقس العاصف الذي شلّ الحركة الاقتصادية في الشهرين السابقين. الان يبدو ان المستهلك الاميركي عاد الى السوق للتبضع، وهذا بحد ذاته مبعث أمل كبير بالنسبة للاقتصاد الاميركي المعتمد في تصريف ثلثي انتاجه على الاستهلاك الداخلي. كل هذا يطرح تساؤلات حول أحقية وتبريرات التراجعات التي يحققها الدولار، وعما اذا كان على قاب قوسين من انعطافة صعودية جديدة. انعطافة صعودية للدولار بتاثير من النشاط الاقتصادي الاميركي سيضاف الى تهديدات " ماريو دراجي " ويكون مبعثا للرهانات الحادة على يورو لا بد له من التخلي عن مواقع مهمة احتلها على غير وجه حق. الاصغاء الى " جانيت يللين" اليوم سيكون اليوم واجبا وضرورة.
*
ويبقى الخطر العائد للظهور من اوكرانيا.. لا شك في أن الاسواق سترتجف ان بدا للعيان ان الاوضاع هناك ستتوتر اضافيا وهذا ما لا يبدو مستبعدا. اي تدخل عسكري روسي سيكون مبعثا للقلق ودافعا لتصحيح جديد تشهده الاسواق.
ساعات التداول الاسيوي ستشهد اصدار محضر اجتماع المركزي الاسترالي في ال 01:30 جمت. الاستثمارات الاجنبية تصدر من الصين.
بريطانيا تصدر في ال 08:30 بيانات التضخم.
من المانيا نتوقف امام مؤشر* zew* في ال 09:00.
بيانات التضخم تصدر من الولايات المتحدة في ال 12:30 جمت.* مؤشر التصنيع لمنطقة نيويورك في ال 12:30 ايضا. جانيت يللين رئيسة الفدرالي تتحدث في ال 12:45 جمت. شارل بلوسسر يتحدث في ال 19:00.
بيانات التضخم تصدر من نيوزلندا في ال 22:45 جمت.