- المشاركات
- 7,533
- الإقامة
- عرب فوركس
حين طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من السعودية هذا الصيف زيادة إنتاج النفط لتعويض انخفاض صادرات الخام من إيران، سارعت الرياض إلى إبلاغ واشنطن بأنها ستفعل.
لكن مصادر بأوبك وفي القطاع قالت إن السعودية لم تتلق تحذيرا مسبقا عندما تراجع ترامب عبر منح إعفاءات سخية تُبقي المزيد من النفط الإيراني في السوق بدلا من دفع صادرات المنافس اللدود للرياض إلى الصفر.
وقالت مصادر لرويترز هذا الأسبوع إن السعودية، التي أغضبها التحرك الأمريكي الذي أثار مخاوف بشأن فائض في المعروض، تدرس حاليا خفض الإنتاج مع أوبك وحلفائها بنحو 1.4 مليون برميل يوميا أو ما يعادل 1.5 بالمئة من الإنتاج العالمي.
وقال مصدر بارز مطلع على سياسات الطاقة السعودية "السعوديون غاضبون جدا من ترامب. هم لن يثقوا به بعد الآن ولديهم قناعة قوية بإجراء خفض. لم يتم تحذيرهم بشأن الإعفاءات".
وتقول واشنطن إن الإعفاءات هي امتيازات مؤقتة لحلفاء يستوردون النفط الإيراني وربما واجهوا صعوبات في العثور سريعا على موردين آخرين حين بدأ سريان العقوبات الأمريكية في الرابع من نوفمبر تشرين الثاني.
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في الخامس من نوفمبر تشرين الثاني إن خفض الصادرات الإيرانية "إلى الصفر على الفور" سيحدث صدمة في السوق. وأضاف قائلا "لا أريد أن ترتفع أسعار النفط".
وقال مصدر أمريكي مطلع على المسألة "السعوديون كانوا سيغضبون في كلا الحالين فيما يتعلق بالإعفاءات، سواء أحيطوا علما قبلها أم بعد الإعلان عنها".
وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية "لا نناقش الاتصالات الدبلوماسية".
ومن شأن تحول الولايات المتحدة صوب تقديم إعفاءات أن يزيد التوترات بين الولايات المتحدة والسعودية، في الوقت الذي تضغط فيه واشنطن على الرياض للكشف بشكل كامل عن ملابسات مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في تركيا.
وقال مصدر ثان على دراية بالتفكير السعودي بشأن النفط "السعوديون يشعرون بأن ترامب خدعهم تماما. قاموا بكل شيء لزيادة الإمدادات مفترضين أن واشنطن ستدفع باتجاه عقوبات قاسية للغاية على إيران. ولم يتلقوا أي تحذير من الولايات المتحدة بأن إيران ستتلقى عقوبات أضعف".
ولم ترد وزارة الطاقة السعودية على طلب من رويترز للتعقيب.
ومنذ الصيف، تقود الرياض منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وروسيا ومنتجين آخرين لزيادة الإمدادات بأكثر من مليون برميل يوميا بهدف كبح الأسعار مع تطبيق العقوبات الأمريكية.
وارتفع خام برنت فوق 86 دولارا للبرميل في أكتوبر تشرين الأول بفعل مخاوف من شح في الإمدادات، لكن الأسعار هبطت منذ ذلك الحين إلى 66 دولارا جراء مخاوف من فائض الإمدادات.
* إعفاءات غير متوقعة
كان ترامب يريد أن تنخفض أسعار النفط قبل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي التي أُجريت في وقت سابق من الشهر الحالي. ومنحت واشنطن إعفاءات في نوفمبر تشرين الثاني إلى ثمانية مشترين كي يشتروا النفط الإيراني لمدة 180 يوما. وتفوق هذه الإعفاءات التوقعات الأولية.
وقالت مصادر مطلعة على التفكير السعودي إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الحليف الرئيسي لإدارة ترامب، يريد أن تكون الأسعار عند 80 دولارا للبرميل أو أكثر من أجل إصلاحاته الاقتصادية.
وقال مصدر نفطي خليجي بارز مطلع على المناقشات بين أوبك وحلفائها بشأن سياسة الإنتاج "الإعفاءات كانت غير متوقعة بالمرة، خاصة بعد دعوات إلى زيادة الإنتاج".
وبينما وضعت الولايات المتحدة حدا زمنيا للإعفاءات، فإنها لم تبلغ متلقيها الثمانية بحجم النفط الذي بمقدورهم أن يشترونه ولم تخفف قيودا على المدفوعات تجعل المشتريات أكثر صعوبة.
ومن المتوقع أن تنخفض صادرات إيران النفطية بشدة إلى حوالي مليون برميل يوميا في نوفمبر تشرين الثاني من ذروة بلغت 2.8 مليون برميل يوميا في وقت سابق من العام الجاري. وعلى الرغم من أن من المتوقع أن يتعافى الإنتاج في ديسمبر كانون الأول بفضل الإعفاءات، فإن حجم هذا التعافي يظل غير واضح.
والرياض مهتمة بتفادي فائض في المعروض بالسوق على غرار ذلك الذي أدى لانهيار الأسعار في 2014 إلى أقل من 30 دولارا للبرميل.
لكن الافتقار إلى الوضوح بشأن مستوى إمدادات إيران يجعل من الصعب على السعودية أن تحدد المستويات الملائمة للإنتاج، خصوصا بعد أن زادت روسيا الإنتاج بشكل حاد في الأشهر القليلة الماضية وقالت إنها تريد أن تنتج المزيد في 2019.
وتحتاج السعودية إلى إقناع روسيا بالانضمام إلى أي تحرك بشأن تخفيضات جديدة للإنتاج.
وقال جاري روس الرئيس التنفيذي لبلاك جولد انفتسورز "في البداية تركت السعودية أسعار النفط ترتفع إلى 86 دولارا للبرميل ثم أغرقت السوق. هل يستطيعون الآن الخفض بما يكفي مع الدخول إلى فترة ضعيفة من العام بسبب العوامل الموسمية؟ بدون روسيا لن يحظى الأمر بالمصداقية".
كما يجب على السعودية أن تواجه صعود الإنتاج الأمريكي الذي بلغ مستويات قياسية فوق 11 مليون برميل يوميا ومن المنتظر أن يرتفع أكثر في العام القادم. وقد ترتفع الصادرات الأمريكية اعتبارا من النصف الثاني من 2019 حين تبدأ البنية التحتية لخط أنابيب جديد العمل.
وتقول مجموعة رابيدان للطاقة إنها تري أن تخمة في الإمدادات حاليا ستستمر لفترة أطول من بضعة أشهر فقط في 2019.
وقالت رابيدان "حاليا السوق قامت بتصحيح الاعتبارات الموضوعة في الحسبان بشأن عقوبات أضعف من المتوقع على إيران، وزيادة أكبر بكثير في المخزونات في العام القادم، نريد التأكيد على أن مسؤولي 'أوبك+' يواجهون أكثر من زيادة هائلة في الإمدادات لعام واحد في 2019".