- المشاركات
- 19,998
- الإقامة
- تركيا
بدأت في الآونة الأخيرة ظاهرة التقاط السيلفي ومقاطع "سناب شات" بين الطائفين للعمرة والتنفل بالبيت الحرام كنوع من التفاخر أمام الأصدقاء؛ الأمر الذي تَسَبّب في تعطل الطواف وانزعاج المعتمرين والطائفين وسبّب زحاماً كبيراً.
سلّطت "سبق" الضوء على هذه الظاهرة، ورصدت آراء المعتمرين ومدى انزعاجهم منها، وما موقف الشرع من ذلك، وهل يندرج تحت إيذاء الطائفين؟
يقول المعتمر "حسن الغامدي": يزعجنا بعض المعتمرين عند وقوفه لتصوير نفسه أو أبنائه أثناء الطواف في الصحن، ويسبّب لنا ازدحاماً وتدافعاً؛ حتى إن هذا التدافع يسبّب أذى لكبير سن أو شخص عاجز؛ بينما الشخص المسبب منشغل في التصوير السلفي أو التقاط صور الذكرى لمرافقيه؛ ناهيك عن التأخر في إنهاء الطواف، وهذا يسبب تكدس المعتمرين.
وأضاف المواطن "عبدالله السودة": "كنت أطوف وأثناء الطواف توقف المعتمرون فجأة وظننت أن شخصاً سقط في الزحام، وبعد جهد جهيد وأثناء مرورنا، وجدنا مجموعة من المعتمرين يصوّر بعضهم بعضاً قُرب مقام إبراهيم". واقترح "السودة" وضع لافتات تمنع التصوير في المطاف، وفي المسعى.
من جهته اعتبر الشيخ د.نايف الحمد، القاضي بمحكمة الاستئناف بالرياض، أن هذه الظاهرة أثناء الطواف يترتب عليها أمور؛ بأن هذا قد يقدح في الإخلاص لله تعالى وهو شرط من شروط قبول العمل؛ قال تعالى: {قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصاً له الدين} [الزمر: ١١].
وأضاف، كان من هدي السلف عدم إخبار الآخرين بأعمالهم خاصة أثناء أدائها؛ خشية الرياء الذي هو مفسد لذلك العمل؛ فعن عمرو بن مرة قال: كنا جلوساً عند أبي عبيدة، فذكروا الرياء، فقال رجل يكنى بأبي يزيد: سمعت عبدالله بن عمرو، يقول: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سمع الناس بعمله سمّع الله به سامع خلقه يوم القيامة، فحقره وصغره) رواه الإمام أحمد.
وتابع: يترتب على ظاهرة التصوير والزحام بسببها، أذية الطائفين؛ خاصة عند الوقوف، ولا يخفى أن الطواف بالبيت صلاة وفي صحيح مسلم عنه صلى الله عليه وسلم قال في حديث إحسان الوضوء: (فإذا دخل المسجد كان في الصلاة ما كانت الصلاة هي تحبسه، والملائكة يصلون على أحدكم ما دام في مجلسه الذي صلى فيه، يقولون: اللهم ارحمه، اللهم اغفر له، اللهم تب عليه؛ ما لم يؤذِ فيه، ما لم يحدّث فيه) فيلاحظ أن دعاء الملائكة مقيد بعدم الأذى.
وأكمل: قد يظهر أثناء التصوير غيره من الطائفين من النساء ممن يحرم تصويرهن أو الرجال ممن لم يأذن له بنشره، وفي صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم: (ومن استمع إلى حديث قوم، وهم له كارهون، أو يفرون منه، صب في أذنه الآنك يوم القيامة)؛ هذا فيمن يستمع فقط؛ فكيف بمن يصور غيره وينشره وهو له كاره. والله تعالى أعلم.