رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,704
- الإقامة
- مصر
القضاء الأهلى
القضاء الأهلى يطلق على ما يسمى القضاء العرفى أو القضاء المشيخى أو القبلى
فى الإسلام لا يوجد سوى نوع واحد من القضاء هو قضاء المسلمين يقوم به مجموعة متعلمة للدين من المسلمين ومن ضمن هذا القضاء أحكام تمثل ما يسمونه حاليا القضاء الأهلى أى العرفى ولكن بمعناه فى الإسلام
بين الله من صور هذا القضاء :
-أن مشاكل الأزواج والزوجات يقوم بحلها واحد من أهل الزوج وواحد من أهل الزوجة وفى هذا قال تعالى :
"وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما"
-أن المسلمين عندما يحدث بينهم اقتتال أى سب وشتم وشجار بين جماعتين منهم على جماعة أخرى منهم أن يقوموا بالصلح بينهم بالقسط وهو العدل وفى هذا قال تعالى :
"وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفىء إلى أمر الله فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون"
وقد ذكر الله لنا نوع من القضاء الأهلى الفاسد عند الكفار فى قضية يوسف (ص) وامرأة العزيز حيث حكم الرجل من أهلها عليها بالتوبة من ذنبها لما وجدها مذنبة بطلب الزنى من يوسف(ص) وطلب من يوسف الإعراض عن الأمر أى عدم ذكره أمام الناس وفى هذا قال تعالى :
"قال هى راودتنى عن نفسى وشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين فلما رأ قميصه قد من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم يوسف أعرض عن هذا واستغفرى لذنبك إنك كنت من الخاطئين"
كما ذكر صورة أخرى من القضاء الأهلى وهو القضاء الأمنى الفاسد عندما قررت المرأة سجن يوسف(ص) أو تعذيبه حتى يستجيب وفى هذا قال تعالى :
"قالت فذلكن الذى لمتننى فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما أمره ليسجنن وليكونا من الصاغرين "
ولم يجد الأمن ممثلا فى الحكام إلا أن يسجنوه للتغطية على الفضيحة بإعلانه انه المذنب وهى البريئة وفى هذا قال تعالى :
"ثم بدا لهم من بعد الآيات ليسجننه حتى حين"
وفى بلادنا نوع من الجنون فتجد قضاء مدنى وقضاء شرعى وقضاء عرفى وقضاء أمن الوطن وقضاء إدارى
القضاء المدنى يقصدون به محاكم العقوبات والقضاء الشرعى يقصدون به القضاء فى قضايا الأسرة والمواريث والقضاء الإدارى يختص بمشاكل المؤسسات الإدارية
أما القضاء العرفى وهو موضوع مقالنا فهو :
تحاكم الناس مع بعضهم البعض عند مجموعة من الناس العاديين الذين لا علاقة لهم بمؤسسات القضاء
ومن أنواعه قضاء أمن الوطن وهو يصدر من الأجهزة الأمنية مخابرات وأمن دولة فيتم استدعاء المواطن وإخباره أن حكم القضاء المدنى لصالحه لا يمكن تنفيذه وعليه ألا يلجا للقضاء للتنفيذ وإلا سيتم محاكمته من المخابرات أو امن الدولة بأنه إرهابى أو ما شاكل ذلك
القضاء العرفى وفى معظم العصور يقوم به مجموعة من الناس معظمهم كانوا أصحاب تاريخ سيىء للأسف فبعضهم كان يعمل فى السر كقائد لعصابة تسرق أو كان يتشاجر مع الغير بسبب ومن غير سبب وهو فى شبابه أو ليس له وظيفة سوى الجلوس على المقاهى ينفق من ورثه أو يقوم به شيوخ القبيلة ومعظمهم للأسف من الأغنياء
نحن أمام قضاء فاسد يقوده شيوخ المنصر كما كان يطلق عليهم منذ زمن كما أن القضاء بأنواعه فيه شيوخ المنصر وهم القضاة الذين يحكمون بحسب الرشوة أو الواسطة أو القرابة أو الخوف أو الرهبة من الحاكم
القضاء العرفى يزعم شيوخه أنهم يحكمون حسب كتاب الله وسنة رسوله(ص) مع أنهم جميعا لا يعرفون أحكام الفقه ولا يعرفون شيئا سوى ما توارثوه من خلاف جلوسهم فى تلك القعدات التى تسمى بالمصالحات وقد توارثوا الأحكام ممن قبلهم سواء كانوا أقارب لهم أم لا
القضاء العرفى الحالى فى بلد كمصر الحالية نجد أسسه تتمثل فى التالى:
-كتابة صكوك أمانة أو صك مصرفى أى شيك على بياض أو بمبلغ معين على الطرفين قبل الجلوس فى القعدة
- كل خطأ شتمة أو ضربة أو طعنة ...... يقدر بالمال وفى النهاية يتم جمع مبالغ أخطاء كل طرف ثم يتم طرحها من بعضها والطرف الذى تكون غلطاته ثمنها أكثر يدفع للطرف الثانى باقى المبلغ الزائد
هذا القضاء قائم على الكفر فتلك الأسس خروج على الإسلام فكيف يتم كتابة صك مالى من الذى ليس عليه دين أو شىء مؤتمن عليه والله يقول :
"إذا تداينتم بدين فاكتبوه"
إنه أكل لأموال الناس بالباطل محرم كما قال تعالى :
"ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل"
اعتبار كل خطأ يستحق غرامة مالية وهو ما يخالف مثلا أن هناك أخطاء حكمها الأول القصاص والثانى التصدق وهو ترك ضرب الجارح وفى هذا قال تعالى:
"وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له"
كما أن الحكم مثلا ليس للقضاء فى قضايا القتل الثابتة فالحكم هو لأهل القتيل إن أرادوا قتلوا وإن ارادوا عفوا بلا دية عفوا بأخذ الدية كما قال تعالى :
" ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف فى القتل إنه كان منصورا"
وهذا القضاء لا يراعى مثلا إعادة الكرامة للبعض فمثلا المشتوم أو المضروب المهان يهان أمام الناس والمفروض أن يشتم شاتمه أو يضرب ضاربه وسط الناس حتى يكون هذا رادعا لمن شتم أو ضرب
بقيت كلمة وهى أن شيوخ المنصر ومعظمهم للأسف يعملون عند الحكومة عمد أو مشايخ بلد يراعون فى أحكامهم مصالحهم فى بعض القضايا والمرة الوحيدة التى حضرت فيها مجلسا للقضاء العرفى كانت فى العقد الثانى من العمر وكان أحد شيوخ المنصر أى شيوخ البلد كان أخاه قد دخل انتخابات مجلس الشعب قد احضر طرفى المشكلة فى بيتهم وطرف منهم كان من عائلته ولكن من الفرع الفقير والطرف الثانى من عائلة أخرى وكانت المشكلة أن الطرف الثانى كانوا فلاحين ويضعون فى الشارع الردم والسباخ بعرضه وعندما طالبهم الطرف الثانى بأن يجمعوا ذلك فى جانب حتى يستطيع الدخول والخروج من بيتهم حدثت مشادة كلامية تطورت لقذف طوب ونتيجة كثرة الطرف الثانى فى المنطقة تجمعوا ولم يجعلوا الطرف الأخر يخرجون من بيتهم واستمر هذا لساعات نهارا واستمرت لليل وكان بالمصادفة فى زيارتهم الأخ الأكبر لهم وهو لا يسكن معهم وإنما يسكن فى مدينة بعيدة وكان معه مسدسه الميرى وحاولت بعض القريبات فك الحصار بالدخول للطرف الأول ولكن الطرف الثانى منعوهن من الدخول ولما كان الأخ الأكبر يريد الرجوع لعمله وبيته اتصل برئيسه فى العمل فى الجهاز الأمنى فطلب منه أن يطلق رصاصة فى الهواء لتخويفهم حتى يستطيعوا الخروج من البيت وبالفعل أطلق رصاصة وكانت رصاصة الرحمة فقد خاف الطرف الثانى ودخلوا بيتهم وتفرق أقاربهم ولم يعودوا لإغلاق الطريق مرة أخرى وفى الجلسة تم إدانة الطرف المظلوم حتى لا تضيع أصوات العائلة الأخرى فى الانتخابات
كانت المرة الأولى والأخيرة التى أحضر فيها لمجلس عرفى قمت وانصرفت فى منتصفه
القضاء الأهلى يطلق على ما يسمى القضاء العرفى أو القضاء المشيخى أو القبلى
فى الإسلام لا يوجد سوى نوع واحد من القضاء هو قضاء المسلمين يقوم به مجموعة متعلمة للدين من المسلمين ومن ضمن هذا القضاء أحكام تمثل ما يسمونه حاليا القضاء الأهلى أى العرفى ولكن بمعناه فى الإسلام
بين الله من صور هذا القضاء :
-أن مشاكل الأزواج والزوجات يقوم بحلها واحد من أهل الزوج وواحد من أهل الزوجة وفى هذا قال تعالى :
"وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما"
-أن المسلمين عندما يحدث بينهم اقتتال أى سب وشتم وشجار بين جماعتين منهم على جماعة أخرى منهم أن يقوموا بالصلح بينهم بالقسط وهو العدل وفى هذا قال تعالى :
"وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفىء إلى أمر الله فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون"
وقد ذكر الله لنا نوع من القضاء الأهلى الفاسد عند الكفار فى قضية يوسف (ص) وامرأة العزيز حيث حكم الرجل من أهلها عليها بالتوبة من ذنبها لما وجدها مذنبة بطلب الزنى من يوسف(ص) وطلب من يوسف الإعراض عن الأمر أى عدم ذكره أمام الناس وفى هذا قال تعالى :
"قال هى راودتنى عن نفسى وشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين فلما رأ قميصه قد من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم يوسف أعرض عن هذا واستغفرى لذنبك إنك كنت من الخاطئين"
كما ذكر صورة أخرى من القضاء الأهلى وهو القضاء الأمنى الفاسد عندما قررت المرأة سجن يوسف(ص) أو تعذيبه حتى يستجيب وفى هذا قال تعالى :
"قالت فذلكن الذى لمتننى فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما أمره ليسجنن وليكونا من الصاغرين "
ولم يجد الأمن ممثلا فى الحكام إلا أن يسجنوه للتغطية على الفضيحة بإعلانه انه المذنب وهى البريئة وفى هذا قال تعالى :
"ثم بدا لهم من بعد الآيات ليسجننه حتى حين"
وفى بلادنا نوع من الجنون فتجد قضاء مدنى وقضاء شرعى وقضاء عرفى وقضاء أمن الوطن وقضاء إدارى
القضاء المدنى يقصدون به محاكم العقوبات والقضاء الشرعى يقصدون به القضاء فى قضايا الأسرة والمواريث والقضاء الإدارى يختص بمشاكل المؤسسات الإدارية
أما القضاء العرفى وهو موضوع مقالنا فهو :
تحاكم الناس مع بعضهم البعض عند مجموعة من الناس العاديين الذين لا علاقة لهم بمؤسسات القضاء
ومن أنواعه قضاء أمن الوطن وهو يصدر من الأجهزة الأمنية مخابرات وأمن دولة فيتم استدعاء المواطن وإخباره أن حكم القضاء المدنى لصالحه لا يمكن تنفيذه وعليه ألا يلجا للقضاء للتنفيذ وإلا سيتم محاكمته من المخابرات أو امن الدولة بأنه إرهابى أو ما شاكل ذلك
القضاء العرفى وفى معظم العصور يقوم به مجموعة من الناس معظمهم كانوا أصحاب تاريخ سيىء للأسف فبعضهم كان يعمل فى السر كقائد لعصابة تسرق أو كان يتشاجر مع الغير بسبب ومن غير سبب وهو فى شبابه أو ليس له وظيفة سوى الجلوس على المقاهى ينفق من ورثه أو يقوم به شيوخ القبيلة ومعظمهم للأسف من الأغنياء
نحن أمام قضاء فاسد يقوده شيوخ المنصر كما كان يطلق عليهم منذ زمن كما أن القضاء بأنواعه فيه شيوخ المنصر وهم القضاة الذين يحكمون بحسب الرشوة أو الواسطة أو القرابة أو الخوف أو الرهبة من الحاكم
القضاء العرفى يزعم شيوخه أنهم يحكمون حسب كتاب الله وسنة رسوله(ص) مع أنهم جميعا لا يعرفون أحكام الفقه ولا يعرفون شيئا سوى ما توارثوه من خلاف جلوسهم فى تلك القعدات التى تسمى بالمصالحات وقد توارثوا الأحكام ممن قبلهم سواء كانوا أقارب لهم أم لا
القضاء العرفى الحالى فى بلد كمصر الحالية نجد أسسه تتمثل فى التالى:
-كتابة صكوك أمانة أو صك مصرفى أى شيك على بياض أو بمبلغ معين على الطرفين قبل الجلوس فى القعدة
- كل خطأ شتمة أو ضربة أو طعنة ...... يقدر بالمال وفى النهاية يتم جمع مبالغ أخطاء كل طرف ثم يتم طرحها من بعضها والطرف الذى تكون غلطاته ثمنها أكثر يدفع للطرف الثانى باقى المبلغ الزائد
هذا القضاء قائم على الكفر فتلك الأسس خروج على الإسلام فكيف يتم كتابة صك مالى من الذى ليس عليه دين أو شىء مؤتمن عليه والله يقول :
"إذا تداينتم بدين فاكتبوه"
إنه أكل لأموال الناس بالباطل محرم كما قال تعالى :
"ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل"
اعتبار كل خطأ يستحق غرامة مالية وهو ما يخالف مثلا أن هناك أخطاء حكمها الأول القصاص والثانى التصدق وهو ترك ضرب الجارح وفى هذا قال تعالى:
"وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له"
كما أن الحكم مثلا ليس للقضاء فى قضايا القتل الثابتة فالحكم هو لأهل القتيل إن أرادوا قتلوا وإن ارادوا عفوا بلا دية عفوا بأخذ الدية كما قال تعالى :
" ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف فى القتل إنه كان منصورا"
وهذا القضاء لا يراعى مثلا إعادة الكرامة للبعض فمثلا المشتوم أو المضروب المهان يهان أمام الناس والمفروض أن يشتم شاتمه أو يضرب ضاربه وسط الناس حتى يكون هذا رادعا لمن شتم أو ضرب
بقيت كلمة وهى أن شيوخ المنصر ومعظمهم للأسف يعملون عند الحكومة عمد أو مشايخ بلد يراعون فى أحكامهم مصالحهم فى بعض القضايا والمرة الوحيدة التى حضرت فيها مجلسا للقضاء العرفى كانت فى العقد الثانى من العمر وكان أحد شيوخ المنصر أى شيوخ البلد كان أخاه قد دخل انتخابات مجلس الشعب قد احضر طرفى المشكلة فى بيتهم وطرف منهم كان من عائلته ولكن من الفرع الفقير والطرف الثانى من عائلة أخرى وكانت المشكلة أن الطرف الثانى كانوا فلاحين ويضعون فى الشارع الردم والسباخ بعرضه وعندما طالبهم الطرف الثانى بأن يجمعوا ذلك فى جانب حتى يستطيع الدخول والخروج من بيتهم حدثت مشادة كلامية تطورت لقذف طوب ونتيجة كثرة الطرف الثانى فى المنطقة تجمعوا ولم يجعلوا الطرف الأخر يخرجون من بيتهم واستمر هذا لساعات نهارا واستمرت لليل وكان بالمصادفة فى زيارتهم الأخ الأكبر لهم وهو لا يسكن معهم وإنما يسكن فى مدينة بعيدة وكان معه مسدسه الميرى وحاولت بعض القريبات فك الحصار بالدخول للطرف الأول ولكن الطرف الثانى منعوهن من الدخول ولما كان الأخ الأكبر يريد الرجوع لعمله وبيته اتصل برئيسه فى العمل فى الجهاز الأمنى فطلب منه أن يطلق رصاصة فى الهواء لتخويفهم حتى يستطيعوا الخروج من البيت وبالفعل أطلق رصاصة وكانت رصاصة الرحمة فقد خاف الطرف الثانى ودخلوا بيتهم وتفرق أقاربهم ولم يعودوا لإغلاق الطريق مرة أخرى وفى الجلسة تم إدانة الطرف المظلوم حتى لا تضيع أصوات العائلة الأخرى فى الانتخابات
كانت المرة الأولى والأخيرة التى أحضر فيها لمجلس عرفى قمت وانصرفت فى منتصفه