من المقرر أن تطرح تركيا أول سنداتها المقومة بالدولار هذا العام، مستهدفة الاستفادة من انخفاض تكاليف الاقتراض، وسط زخم قوي لإصدارات الديون في الأسواق الناشئة.
وفقًا لمصدر مطلع لوكالة بلومبرغ، من المتوقع أن يبلغ العائد على السندات ذات أجل سبع سنوات نحو 7.5%. وفي غضون ذلك، تشهد العملة التركية استقرارًا ملحوظًا أمام العملات الأجنبية على وقع هذه الأنباء.
شهد الفارق الإضافي الذي يطالب به المستثمرون لحيازة السندات التركية المقومة بالدولار مقارنة بسندات الخزانة الأمريكية انخفاضًا بنحو نقطة مئوية على مدار العام الماضي. ويعزى ذلك إلى تبني تركيا سياسات نقدية ومالية أكثر تقليدية، ما عزز جاذبية أصولها في الأسواق المالية.
بالتزامن مع ذلك، دخلت بولندا سوق السندات يوم الأربعاء، حيث طرحت سندات دولارية بآجال استحقاق تمتد لخمس وعشر سنوات.
وفي هذا السياق، صرّح دانيال وود، مدير المحفظة لدى "ويليام بلير إنفستمنت مانجمنت" في لندن، بأن إصدارات الأسواق الناشئة هذا العام حظيت بإقبال قوي. وأضاف: "مع استمرار تركيا في نهجها الإصلاحي، يصعب توقع أن يواجه هذا الإصدار الجديد مسارًا مغايرًا للاتجاه السائد".
إشراف بنوك الاستثمار على الطرح
أعلنت وزارة الخزانة والمالية التركية، في بيان يوم الأربعاء، عن تكليفها كلًا من "سيتي غروب"، و"غولدمان ساكس (NYSE:GS)"، و"جيه بي مورغان تشيس آند كو"، و"سوسيتيه جنرال" بإدارة الإصدار، الذي سيكون بالحجم القياسي، أي بما لا يقل عن 500 مليون دولار.
وأشار وود إلى أن تركيا ربما فضّلت تأجيل الطرح حتى فبراير في محاولة لتقليص تكاليف التمويل، حيث انتظرت تراجع العوائد العالمية بعد ارتفاعها في مطلع يناير. كما اعتبر أن توقيت الإصدار قد يكون مدروسًا لاختبار ثقة المستثمرين بعد شروع البنك المركزي في خفض أسعار الفائدة.
بدورها، ذكرت كارمن ألتينكيرش، المحللة في "أفيفا إنفستورز غلوبال سيرفيسز"، أن الأسواق الناشئة تُتداول حاليًا عند مستويات جيدة، ما يجعل من غير المرجح أن تواجه تركيا صعوبة في إنجاز الطرح. وأضافت: "كما هو الحال مع معظم الإصدارات السيادية الجديدة، من المستبعد أن تحمل هذه السندات علاوة كبيرة".
خطط تركيا للاقتراض الخارجي
تعتزم الحكومة التركية جمع 11 مليار دولار من الأسواق الدولية خلال عام 2025، بعد أن نجحت في تأمين 10.5 مليار دولار عبر مبيعات السندات الأجنبية في العام الماضي.
وكان أحدث إصدار لسندات مقومة بالعملة الأجنبية في نوفمبر الماضي، عندما طرحت وزارة الخزانة صكوكًا بقيمة 2.5 مليار دولار تستحق في عام 2030، بعائد قدره 6.55%. وشهد الطرح حينها طلبًا قويًا، حيث تجاوزت العروض المقدمة ضعف قيمة الإصدار بمقدار مرتين ونصف.
الليرة والذهب الآن
تشهد الليرة التركية استقرارًا أمام الدولار الأمريكي الآن بعد أنباء إصداء سندات مقومة بالدولار، حيث تسجل 35.88 ليرة للدولار.
أما بالنسبة لليورو، فقد انخفض بنسبة 0.1% خلال التداولات اليومية، ليبلغ سعر الصرف 37.28 ليرة.
في المقابل، تراجع سعر غرام الذهب في السوق التركية بنسبة بلغت 0.36%، ليسجل حوالي 3,298 ليرة.