المعادن الثمينة تقاوم قوّة الدولار

[black horse]

   

 

 

[font=&quot]تشهد أسواق المعادن الثمينة هذا اليوم بعض الضغط السلبي، لكن بعد موجة من الارتفاع حصلت يوم أمس و ذلك في ظل طلب المعادن الثمينة كملاذ آمن و تحوّط من حالة عدم اليقين من مستقبل الاقتصاد الأوروبي و النمو في الاقتصاد الدولي. المعادن الثمينة في العادة تتأثّر سلباً في حركة الدولار الأمريكي، و نرى بأن الدولار نفسه ارتفع مقابل سلّة العملات الأجنبية خلال جلسة يوم أمس و بقي هذا اليوم مستقراً قرب أعلى مستوياته ليوم أمس رغم القليل من الانخفاض فيه. لكن، استطاعت المعادن الثمينة أن ترتفع يوم أمس، و هذا اليوم نجد بأن سعر الذهب يميل قليلاً للارتفاع. خلال جلسة نيويورك يوم أمس، ارتفع سعر الذهب بمقدار 0.50%، و أغلق الجلسة عند مستوى 1562.50 دولار للأونصة، هذا و قد ارتفع أيضاً سعر الفضة تابعاً لارتفاع في سعر الذهب، حيث أن سعر الفضة ارتفع بمقدار 0.18% و أغلق الجلسة عند سعر 27.93 دولار للأونصة. بالنسبة للبلاتين، فلم يحالفه الحظ يوم أمس كما حصل مع المعادن الثمينة الأخرى، بل انخفض بمقدار 1.97% لينهي جلسة نيويورك عند سعر 1396.00 دولار. في الحقيقة، تأثّر البلاتين دون المعادن الثمينة الأخرى بسلبية كبيرة إثر توقعات انخفاض النمو في الاقتصاد الدولي، كذلك إثر القلق تجاه أزمة الديون السيادية، فالبلاتين أكثر ارتباطاً في النمو في الاقتصاد الدولي مقارنة في الذهب و الفضة بل و العديد من المعادن الثمينة الأخرى، و يوم أمس، شهدنا بيانات من الولايات المتحدة أظهرت انكماش كبير في مبيعات المنازل قيد الانتظار الشهرية، حيث انكمشت المبيعات بمقدار 5.5% و هذا ما سبب قلقاً كبيراً في الأسواق المالية تجاه النمو في الاقتصاد الدولي مما دفع في سعر البلاتين لانخفاض. تستخدم المعادن الثمينة أيضاً لتغطية مخاطر استخدام سياسات التخفيف الكمي على القدرة الشرائية للنقد، و مع البيانات الاقتصادية التي تظهر مشيرة إلى مزيد من الضعف في الاقتصاد الدولي، نرى المعادن الثمينة تستقطب مثل تلك الطلبات و تتجه هذه الطلبات بشكل كبير للذهب، و هذا هو السبب الرئيسي وراء الارتفاع الذي حققه الذهب و الذي فاق ما شهده سعر الفضة، فيما البلاتين انخفض. البيانات الاقتصادية السلبية التي تظهر من الاقتصاد الدولي و الاقتصاد الأمريكي على وجه الخصوص تزيد من احتمال أن نرى الفيدرالي يستخدم سياسة التخفيف الكمي من جديد، و هذا يتطلب استخدام المعادن الثمينة كملاذ آمن، وهذا السبب الرئيسي وراء مقاومة كل من سعر الذهب و الفضة يوم أمس ارتفاع سعر صرفا لدولار الأمريكي. هذا اليوم، انخفض كل من سعر الذهب و الفضة بشكل طفيف، حيث أن سعر الذهب انخفض بمقدار 0.13% ليتداول في هذه اللحظات عند مستوى 1560.40 دولار للأونصة، كما أن سعر الفضة انخفض بمقدار 0.14% ليتداول عند مستوى 27.89 دولار للأونصة. لكن، ليس كل المعادن الثمينة انخفضت اليوم، بل نجد بأن سعر البلاتين ارتفع بمقدار 0.21% ليتداول في هذه اللحظات عند سعر 1399.00 دولار للأونصة. الارتفاع الذي شهده البلاتين دون المعادن الثمينة الأخرى عبارة عن بعض الطلب المضاربي الذي نشأ بعد انخفاضه القوي يوم أمس. تجدر الإشارة بأن أسعار المعادن الثمينة في هذه الفقرة كما هي حوالي الساعة 02:56 بتوقيت نيويورك ( 06:56 بتوقيت غرينتش ). كل من الذهب و الفضة و البلاتين يعتبر من المعادن الثمينة، لكن تتباين اتجاهات المتداولين بينها، فالذهب يستقطب طلب الملاذ الآمن أكثر من سائر المعادن الثمينة الأخرى، فيما الفضة نرى عليها مضاربة أكثر من المعادن الثمينة الثلاث الرئيسية، أما البلاتين، فرغم اعتباره من المعادن الثمينة، لكن هذا لا ينفي ارتباط البلاتين بشكل كبير في الصناعة و النمو في الاقتصاد الدولي. [/font]​

[font=&quot]أزمة الديون السيادية و مستجداتها، إلى جانب التباطؤ في الاقتصاد الدولي يقلل بشكل كبير من شهية المخاطرة حتى في أسواق المعادن الثمينة شاملاً الذهب و الفضة و البلاتين أيضاً، و المتداولون حريصون جداً عندما يدخلون أسواق المعادن الثمينة شراءً خصوصاً مع الارتفاع الكبير في سعر صرف الدولار. بذلك، استمرار ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي قد يكون له تأثير سلبي على المعادن الثمينة عامةً، خصوصاً و المتداولين في الأسواق المالية في انتظار بيانات الوظائف الأمريكية يوم غد، و هذا ما يسبب توتّراً كبيراً في الأسواق المالية لا بد إلا و أن ينعكس على أسواق المعادن الثمينة. [/font]​