النرويج بين مطرقة التضخم وسندان القدرة التنافسية

[عبد الرحيم لوزان]

   

 

 

بواسطة Swissquote Ltd - مارس 18 : 2016

قام البنك المركزي النرويجي يوم أمس بتخفيض أسعار الفائدة على الودائع الخاصة به إلى مستوى هبوط تاريخي بواقع 0.50% من 0.75%. يحاول البنك المركزي النرويجي دعم النمو في بلد يعتمد ربع اقتصاده على صناعة النفط. في عام 2015، سجل الناتج المحلي الإجمالي (GDP) قراءة عند 1% على أساس سنوي، بهبوط من 2.3% السنة الماضية، ويعزى ذلك على الأغلب إلى الانخفاض في الاستثمارات. من جانب آخر، سجلت قراءات إنفاق المستهلك والصادرات تحسناً السنة الماضية، حيث سجل كل منهما ارتفاعاً بنسبة 2% و 2.6% على التوالي. معدل البطالة في ارتفاع مستمر وعلى الرغم من أنه لا يزال منخفضاً نسبياً، إلا أنه قفز من 3.5% في 2014 إلى 4.4% في 2016، كما أن معدل نمو الأجور من المتوقع أن يعاني من ذلك. كانت الأوضاع الاقتصادية المترنحة كافية لإقناع البنك المركزي النرويجي بتخفيض أسعار الفائدة من أجل جلب التضخم ولتكون تنافسية أكثر.
القضية الرئيسية في هذا لانخفاض في القدرة التنافسية هي أن البنك المركزي الأوروبي (ECB) والسويدي يسيران على نفس مسار السياسة النقدية. من الواضح أن البنك المركزي الأوروبي (ECB) يحاول تخفيض قيمة العملة الموحدة أكثر والبنك الوطني السويدي قد اعتمد فعلياً أسعار فائدة سلبية. هذا التخفيض التنافسي يدفع البنك المركزي النرويجي إلى الحفاظ على موقفه من السياسة النقدية التيسيرية. إضافة إلى ذلك، انتهاء حقبة الأسعار المنخفضة لأسعار النفط من شأنه أن يترك أثراً سلبياً على تعزيز قوة العملة النرويجية. نحن نرى بأن هذه الإستراتيجية بالدخول في تخفيض تنافسي لن يكون دون مخاطرة حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى الإضرار باستقرار الأسعار. في الواقع معدل التضخم بعيد عن وصفه بأنه ضعيف – سجل مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) لعام 2015 قراءة عند 3.1% على أساس سنوي. وعليه، البنك المركزي النرويجي على استعداد لزيادة مخاطر التضخم الصعودية والتي من شأنها أن تحرمه من الميزة التنافسية المتزايدة التي اكتسبها من انخفاض قيمة الكرونة النرويجي. أخيراً وليس آخراً، انخفاض الأسعار من الممكن أن يدعم فقاعة العقارات.
من الواضح أن التوقعات الاقتصادية النرويجية غامضة. هناك حاجة إلى زيادة القدرة التنافسية من خلال تخفيض قيمة العملة لزيادة معدل النمو والإيرادات حيث أن السياسة النقدية الأوروبية والسويدية على وجه الخصوص قوية جدا إذا لا تزال أسعار الفائدة السلبية ماثلة. بعبارات أخرى، تراهن النرويج في الوقت الراهن على التضحية باستقرار الأسعار في سبيل القدر التنافسية.​