اليونان واجتماع المركزي الاوروبي القادم حدثا ...

[طارق جبور]

   

 

 

قلق اوروبي على مصير اليونان أضيف الى القلق من تراجع جديد للتضخم بحسب ارقام اسعار المستهلكين في المانيا فترجمته الاسواق ضغوطا مستمرة على اليورو. تراجعات جديدة لاسعار النفط ترجمتها ضغوطا على البورصات الاوروبية والاميركية. بورصة اثينا سجلت انخفاضا بنسبة 5.63% والسندات اليونانية لفئة العشر سنوات سجلت فوائدها ارتفاعا الى 9.60%. البنوك الاوروبية المتورطة في قروض يونانية وعلى راسها " دوتشيه بنك " الالماني سجلت اسهمها انخفاضا بين ال 3 وال 3.5%.
الى ذلك فان التضخم في المانيا سجل تراجعا جديدا في ديسمبر الماضي والى مستوى غير مسبوق منذ سنوات خمس ما جعل الرهانات على البنك المركزي الاوروبي تتزايد وتكتسب المزيد من المصداقية. الاجتماع القادم في 22 يناير الجاري بات من المرجح ان يشهد مقررات حاسمة وغير مسبوقة في مسيرة النضال لمنع الانزلاق الى الانكماش.
في وول ستريت لم تكن الصورة على حال أفضل. تراجع اسعار النفط زاد المشهد تشاؤما فكان التراجع الاكثر حدة منذ اشهر ثلاثة. داو جونز خسر 331 نقطة. مؤشر اس اند بي 500 خسر 30 نقطة وكل مكوناته كانت في الاحمر. قطاع الطاقة بلغ تراجعه ال 3.99%.
النفط يثير موجة من انعدام الثقة في الاسواق العالمية. تراجع الطلب مقلق للغاية لانه يعكس حالة من الركود وتراجع النشاط الاقتصادي الذي يُخشى ان يتحول الى ازمة اقتصادية عالمية ان طال أمده.
وكما جرت العادة في مثل هذه الظروف الصعبة فان الطلب ازداد على السندات الالمانية لكونها الملاذ الامن بامتياز، فكان ارتفاع لاسعارها وانخفاض لفائدتها التي بلغت 0.492% لفئة العشر سنوات وهو مستوى قياسي غير مسبوق بالمقياس التاريخي.
وماذا عن الايام القادمة والتي تفصلنا عن ال 25 من يناير الجاري موعد الانتخابات اليونانية؟
بالطبع انها مرحلة صعبة ومتوترة لا بد ان نشهد فيها استمرار الضغوط على العملة الاوروبية الموحدة تحد من محاولات الارتفاع. تحقيق حزب اليسار المناهض لاوروبا لاكثرية في البرلمان تطور سلبي غير سار ولكنه لن يكون قادرا على تأليف الحكومة بمفرده، ما يعني ان الاسواق ستكون امام مرحلة من التجاذب الناتج عن محاولات البحث عن تحالفات ضرورية . هذا لن يكون مريحا للاسواق عامة، ومن المرجح ان ترتفع وتيرة التطير والتقلب .
ولا ننسى ال 22 من يناير، موعد اجتماع المركزي الاوروبي الذي سيشهد على الارجح تطورات جديدة على صعيد المقررات . مسألة شراء السندات ستكون هي الموضوع الرئيسي المطروح في هذا الاجتماع والاسواق تتموضع حاليا على اساس ان البدء بتطبيق هذه الاجراءات بات قدرا محتوما بعد صدور بيانات التضخم لالمانيا على تراجع جديد.
بالنسبة للبيانات الاقتصادية المنتظرة اليوم فهي تبدأ من الصين مع مؤشر " بي ام اي " لقطاع الخدمات في ال 01:45 جمت.
مؤشرات ال " بي ام اي " الاوروبية تصدر بين ال 08:00 وال 09:00 جمت.
المؤشر البريطاني يصدر في ال 09:30 جمت.
مؤشر " اي اس ام " للخدمات الاميركي في ال 15:00 جمت.



















​