- المشاركات
- 19,998
- الإقامة
- تركيا
عندما نكون أمام محطات مفصلية مؤثرة في الاسواق فمن المفيد جدا تفكيك الحدث والتبصر بتفاصيله تأملا وتساؤلا.
قد يبدو عنوان المقال مستغربا لفصله بين رئيسة الفدرالي وجانيت يللن، ولكننا لا نجانب الحقيقة ان قلنا انه عندما تصغي الاسواق الى افادة رئيسة الفدرالي أمام لجنة المال المنبثقة عن الكونجرس، فهي تكون أمام جانيت يللن بشخصية رئيسة الفدرالي، وجانيت يللن المرأة، الانسانة التي تقف أمام مجموعة من الاشخاص المسؤولين المحققين، الذين لا تخلو أسئلتهم أحيانا من الخبث المبطن الهادف الى الايقاع بالخصم، أو تسجيل نصر إعلامي عليه..
هنا لا بد من التحسب لاجوبة دفاعية ظرفية، لا تخلو من الانفعالية، ولا يمكن وضعها في خانة الموضوعية الصرفة المطلوبة. أجوبة نسمعها وتكون مؤثرة على تحركات الاسواق بشكل عشوائي مؤقت.
في هذا المضمار كيف يمكن تصوّر الجواب على سؤال محرج من مثل خطأ أو صواب قرار رفع الفائدة الذي اتخذ في الاجتماع السابق للفدرالي وامكانية تاثيره سلبا على الاقتصاد، خاصة وان البيانات الاخيرة لم تكن مطمئنة بالكامل.
من الصعب تصوّر جواب المعترف بالخطأ. الهروب الى العوامل الخارجية مرجح جدا: نحن نعمل وظيفتنا على أكمل وجه. أوضاع اقتصادنا جيدة ( هذا بالطبع نسبي ومجانب للحقيقة في بعض اوجهه.. اذ كيف يمكن تفسير نسبة الدين المرتفع الى الناتج المحلي الاجمالي وما الحل لهذه المعضلة؟ ) وهي تسمح برفع الفائدة. نحن بصحة جيدة. محصنون ومستعدون لكل الاحتمالات. الرياح المعاكسة تأتينا منهم هم.. من الخارج.. لا يجب ان نصاب بالهلع لان تأثير هذه الرياح سيكون مؤقتا..
مثل هذا الجواب المقنع المعطى على السؤال الغير خال من الخبيث الهادف مرجح سماعه، فماذا سيكون من الاسواق بهذه الحالة؟
وول ستريت سيرحب (بردة فعله الاولى على الاقل). نشهد ارتفاعا لمؤشر اس اند بي 500 وداو جونز. شهية المخاطرة تعود ولو لفترة وجيزة.. الين الياباني والفرنك في تراجع. الذهب ايضا..
واليورو؟
عندما نتحدث عن جانيت يللن نكون امام شخصيتين اثنتين: الموظفة المسؤولة عن أكبر بنك مركزي مؤثر على المستوى العالمي والتي يتوجب عليها دعم كل رأي بالحجة والبرهان. أيضا نكون امام المرأة المدافعة عن صوابية مواقفها والساعية لتقليل احتمالات وقوعها في الخطأ لاجئة أحيانا الى الرد على أسئلة هجومية بأجوبة تتناسب معها...
عندما نتحدث عن اليورو نتحدث ايضا عن اوجه عدة لليورو. اليورو الخائف من ماريو دراجي والمتواجه مع تهديداته المستمرة باللجوء الى المزيد من السياسة النقدية الميسرة في سعي لمداواة التضخم المتراجع. نتحدث ايضا عن اليورو المستفيد من ضعف الدولار، واخيرا عن اليورو المستفيد جدا من تراجع الشهية على المخاطرات. في حال سمعنا من جانيت يللن الجواب المؤكد على صحة الاقتصاد الاميركي وعلى كون السلبيات خارجية وغير خطرة، فان اليورو المستفيد من المخاطرات هو الذي سينكفئ متراجعا بعض الشيء، وان هو تحالف مع اليورو الخائف على الدوام من مقررات ماريو دراجي المستقبلية، فقد يبلغ التراجع حدودا لا نتخيلها الان في غمرة الطرب العام للارتفاعات المتواصلة ولتحليلات البنوك المغرقة في التفاؤل... هذا قد يحدث بمعزل عن كون الحديث الذي سنصغي اليه مقويا أو مضعفا للدولار.
قد يبدو عنوان المقال مستغربا لفصله بين رئيسة الفدرالي وجانيت يللن، ولكننا لا نجانب الحقيقة ان قلنا انه عندما تصغي الاسواق الى افادة رئيسة الفدرالي أمام لجنة المال المنبثقة عن الكونجرس، فهي تكون أمام جانيت يللن بشخصية رئيسة الفدرالي، وجانيت يللن المرأة، الانسانة التي تقف أمام مجموعة من الاشخاص المسؤولين المحققين، الذين لا تخلو أسئلتهم أحيانا من الخبث المبطن الهادف الى الايقاع بالخصم، أو تسجيل نصر إعلامي عليه..
هنا لا بد من التحسب لاجوبة دفاعية ظرفية، لا تخلو من الانفعالية، ولا يمكن وضعها في خانة الموضوعية الصرفة المطلوبة. أجوبة نسمعها وتكون مؤثرة على تحركات الاسواق بشكل عشوائي مؤقت.
في هذا المضمار كيف يمكن تصوّر الجواب على سؤال محرج من مثل خطأ أو صواب قرار رفع الفائدة الذي اتخذ في الاجتماع السابق للفدرالي وامكانية تاثيره سلبا على الاقتصاد، خاصة وان البيانات الاخيرة لم تكن مطمئنة بالكامل.
من الصعب تصوّر جواب المعترف بالخطأ. الهروب الى العوامل الخارجية مرجح جدا: نحن نعمل وظيفتنا على أكمل وجه. أوضاع اقتصادنا جيدة ( هذا بالطبع نسبي ومجانب للحقيقة في بعض اوجهه.. اذ كيف يمكن تفسير نسبة الدين المرتفع الى الناتج المحلي الاجمالي وما الحل لهذه المعضلة؟ ) وهي تسمح برفع الفائدة. نحن بصحة جيدة. محصنون ومستعدون لكل الاحتمالات. الرياح المعاكسة تأتينا منهم هم.. من الخارج.. لا يجب ان نصاب بالهلع لان تأثير هذه الرياح سيكون مؤقتا..
مثل هذا الجواب المقنع المعطى على السؤال الغير خال من الخبيث الهادف مرجح سماعه، فماذا سيكون من الاسواق بهذه الحالة؟
وول ستريت سيرحب (بردة فعله الاولى على الاقل). نشهد ارتفاعا لمؤشر اس اند بي 500 وداو جونز. شهية المخاطرة تعود ولو لفترة وجيزة.. الين الياباني والفرنك في تراجع. الذهب ايضا..
واليورو؟
عندما نتحدث عن جانيت يللن نكون امام شخصيتين اثنتين: الموظفة المسؤولة عن أكبر بنك مركزي مؤثر على المستوى العالمي والتي يتوجب عليها دعم كل رأي بالحجة والبرهان. أيضا نكون امام المرأة المدافعة عن صوابية مواقفها والساعية لتقليل احتمالات وقوعها في الخطأ لاجئة أحيانا الى الرد على أسئلة هجومية بأجوبة تتناسب معها...
عندما نتحدث عن اليورو نتحدث ايضا عن اوجه عدة لليورو. اليورو الخائف من ماريو دراجي والمتواجه مع تهديداته المستمرة باللجوء الى المزيد من السياسة النقدية الميسرة في سعي لمداواة التضخم المتراجع. نتحدث ايضا عن اليورو المستفيد من ضعف الدولار، واخيرا عن اليورو المستفيد جدا من تراجع الشهية على المخاطرات. في حال سمعنا من جانيت يللن الجواب المؤكد على صحة الاقتصاد الاميركي وعلى كون السلبيات خارجية وغير خطرة، فان اليورو المستفيد من المخاطرات هو الذي سينكفئ متراجعا بعض الشيء، وان هو تحالف مع اليورو الخائف على الدوام من مقررات ماريو دراجي المستقبلية، فقد يبلغ التراجع حدودا لا نتخيلها الان في غمرة الطرب العام للارتفاعات المتواصلة ولتحليلات البنوك المغرقة في التفاؤل... هذا قد يحدث بمعزل عن كون الحديث الذي سنصغي اليه مقويا أو مضعفا للدولار.