بعدُ جديد تفرضه الأزمة على نفسية المستثمرين, و البيانات الصباحية تشير إلى تقلص الفائض

[طارق جبور]

   

 

 

بعدُ جديد تفرضه الأزمة على نفسية المستثمرين, و البيانات الصباحية تشير إلى تقلص الفائض في الميزان التجاري الألماني​

بعد أن كانت المخاوف تتعلق بشكل كبير حول ما يدور على الساحة الأوروبية بشأن أزمة الديون السيادية إلا أن الأمر تخطى هذه المخاوف ليصل إلى تساؤل المستثمرين حول صحة البيانات المعلنة من قبل الحكومات و التي كان يعتقد في صحتها على نطاق واسع. وهذا ما فجرته المجر عند إعلانها بأن الحكومة السابقة قد كذبت بشأن البيانات المالية المتعلقة بها.
إذا الأزمة بدأت تأخذ بعد آخر، فبعد هذه التصريحات زادت من المخاوف في الأسواق و بدرجة القلق بشأن صحة المعلومات التي تصدر من حين لآخر، وبمجرد إعلان هذا الخبر دفع باليورو ليزور مناطق لم يشهدها أمام الدولار الأمريكي منذ الأربعة أعوام بعد أن كسر مناطق الدعم عند 1.2000 خلال منتصف معاملات يوم الجمعة السابق. الأمر الذي يعكس مدى حساسية الأسواق بشأن كل ما يتعلق بالدول الأوروبية و بمعضلة الدين العام السيادي.
على الرغم من محاولة الحكومة المجرية تهدئة الأسواق في عطلة نهاية الأسبوع بشأن تلك التصريحات و مخاطر الدين التي تتعرض لها البلاد إلا أن تلك المحاولات لم تؤثر بشكل كبير، والآن أصبحت أية تصريحات أوروبية تنعكس سلبا ليس فقط على الأسواق الاوروبية بل على معظم اسواق العالم.
ولكل بداية نهاية... مستهدف زوج اليورو/دولار أن يصل إلى مناطق 1.1700 والسيناريو المتشائم يشير إلى إحتمالية وصول الزوج إلى مناطق 1.1200 ومن ثم يبدأ رحلته الصعودية من جديد، و إلى أن نصل إلى تلك المرحلة فإن تراجع اليورو يصب في مصلحة الاقتصاديات الأوروبية وذلك من حيث دعم الصادرات.
واذكرك عزيزي القارئ بتصريحات السيد تريشيه رئيس البنك المركزي الأوروبي قبل إندلاع أزمة الديون السيادية إلى ضرورة وجود دولار أمريكي قوي و ما يعني ذلك ضعف للعملة الأوروبية الموحدة الأمر الذي من شأنه أن يدعم عملية التعافي التي تسعى اليها اقتصاديات المنطقة، لكن في الوقت نفسه باتت المخاطر تهدد عملية التعافي في ظل ما تقوم به الحكومات من تقليص لعجز الموازنة.
صدر صباح اليوم بيانات الميزان التجاري الالماني و التي أشارت إلىتقلص الفائض في الميزان التجاري الألماني خلال نيسان ليسجل 13.4 بليون يورو مقارنة بالقراءة السابقة 17.2 بليون يورو و تم تعديل القراءة لتصبح بقيمة 16.9 بليون يورو و جاءت القراءة الفعيلة أسوا من التوقعات المقدرة بقيمة 15.0 بليون.
تراجعت الصادرات 5.9% مقارنة بالارتفاع في القراءة السابقة المعدلة بنسبة 10.8% بعد ان كانت بنسبة 10.7% و جاءت القراءة أسوا من التوقعات المقدرة بنسبة -2.0%, اما عن الواردات فقد سجلت انخفاضا بنسبة 7.3% مقارنة بالقراءة السابقة 11.0% و عدلت القراءة لتصبح 11.4% في حين كانت التوقعات بنسبة -3.0%.
تقلص الفائض في الحساب الجاري ليسجل 11.8 بليون يورو مقارنة بالقراءة السابقة 18.0بليون يورو و تم تعديل القراءة لتصبح بقيمة 18.1 بليون يورو و جاءت القراءة الفعيلة أسوا من التوقعات المقدرة بقيمة 12.2 بليون.
بالنسبة للبيانات المنتظر صدورها اليوم فإنه تأتي من الاقتصاد الألماني حيث يتوقع أن يتراجع مؤشر الإنتاج الصناعي ليصل إلى 0.7% من 0.4% للقراءة السابقة، و على المستوى السنوي يتوقع أن يرتفع ليصل إلى 12.4% من 8.6% للقراءة السابقة.