- المشاركات
- 82,631
- الإقامة
- قطر-الأردن
بيانات جيدة لأميركا، لماذا إذن ينخفض الدولار؟
يتداول الدولار الأمريكي في أدنى مستوياته منذ شهر كانون الأول/2009 الماضي، هذا بحسب مؤشر الدولار الأمريكي الذي يقيس أداء الدولار مقابل العملات الرئيسية الستّة في العالم و الذي لامس اليوم الأدنى له عند مستوى 76.26 نقطة . حالياً ، نرى الدولار الأمريكي وقد استطاع أن يعوّض بعض خسائره مقابل العديد من العملات الأجنبية، لكن في نفس الوقت ما زال يتداول قريباً من أدنى مستوياته لكامل هذه السنة.
الفيدرالي الأمريكي مستعد الآن لأن يتخذ إجراءات جديدة من خلال سياسة التخفيف الكمي المالية في أقرب وقت، ذلك لدعم الاقتصاد الأمريكي الذي بدأت تظهر عليه ملامح الضعف خصوصاً في قطاع الوظائف الذي قد يكون سبباً لأن يبقى التعافي الاقتصادي في الولايات المتحدة الأمريكية هشّاً خلال الفترة القادمة. إن سياسة التخفيف الكمي من شأنها أن تسبب انخفاضاً في سعر صرف الدولار و انخفاضاً في القدرة الشرائية للدولار الأمريكي إذ أن هذه السياسة تعتمد على شراء أدوات الدين و السندات الحكومية من أجل ضخ النقد في الأسواق المالية.
بيانات الشركات الأمريكية التي تصدر تشير إلى أن الشركات استطاعت أن تحقق أداء أفضل من المتوقع رغم استمرار الضغوط السلبية على الاقتصاد الأمريكي، هذا كان سبباً في إطلاق موجة من التفاؤل في الأسواق المالية و طبعاً في النهاية صبّت لصالح الأصول المرتفعة العائد مسببة بيوعاً هائلة للدولار أطاحت به إلى أدنى مستويات لهذه السنة مما جعل الكثير يعود للتساؤل، كيف من الممكن أن ينخفض الدولار رغم البيانات الإيجابية التي صدرت اليوم من الولايات المتحدة الأمريكية؟
أظهرت بيانات أسعار المنتجين ارتفاعاً في الأسعار خلال شهر أيلول الماضي بأكثر مما أشارت له التوقعات. أشارت البيانات إلى أن الأسعار عند أبواب المصانع ارتفعت بمقدار 0.4% و هذا ما سبب الارتفاع على القيمة السنوية بمقدار 4.0%. لكن لو نظرنا إلى سبب هذا الارتفاع، فسوف نرى بأن أسعار الطاقة و الغذاء كان لها دور كبير في ذلك. حيث أن مستويات الأسعار خلال شهر أيلول الماضي في القيمة الجوهرية التي تستثني أسعار الغذاء و الطاقة قد بقيت عند نفس مستوى التضخم في السعر عند قيمة 0.1%.
لكن ما هو ملفت للأنظار، هو ارتفاع العجز في الميزان التجاري الأمريكي خلال شهر أيلول الماضي، حيث ظهر بحسب بيانات هذا اليوم بأن العجز ارتفع من 42.8 مليار إلى 46.3 مليار دولار أمريكي. لم يكن الانخفاض في سعر صرف الدولار الأمريكي خلال شهر أيلول قادراً على أن يعيد الإيجابية لصادرات الولايات المتحدة على حساب الواردات لكن، لننظر إلى البيانات بوجهة نظر أخرى، ارتفاع العجز كان بسبب ارتفاع غير متوقع في الواردات و هذا دلالة على تحسّن الإنفاق في الاقتصاد الأمريكي، و هل هذه سوف تعتبر بيانات سلبية؟!! بالتأكيد لا بل هنا المتداولون أصبحوا يتوقعون أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية سبباً لدعم الاقتصاد الدولي و ليس سبباً لدفعه للتباطؤ خصوصاً مع انتظار تدخل جديد من الفيدرالي الأمريكي.
ارتفع سعر صرف اليورو خلال تداولات هذا اليوم من الأدنى الذي حققه عند سعر 1.3952 وصولاً إلى المستوى الأعلى عند سعر 1.4122. لكن نرى بأن الدولار الأمريكي حالياً يقلّص من خسائره بفعل طلب الدولار لإعادة شراء استثمارات في الولايات المتحدة الأمريكية و هذا ما يكسب الدولار بعض القوة التي قد تنقلب لاحقاً إلى انخفاض أكبر كما حصل يوم أمس، و التحليل الفني يثبت هذه النظرة إذ أن التحليلات الفنية تشير إلى أن أي تداول فوق مستوى 1.4025 يعتبر إشارة إلى استمرارية الاتجاه الصاعد فيما أول مستويات المقاومة الهامة حالياً هو مستوى 1.4100 دولار لليورو الواحد.
ارتفع سعر صرف الجنيه الإسترليني هذا اليوم بشكل حاد جداً بعد أن لامس مستوى 1.5886 دولار للجنيه الإسترليني الواحد ليحقق الأعلى له هذا اليوم عند 1.6065 و هذا المستوى هو الأعلى للزوج منذ الثالث من شهر شباط 2010. استفاد الجنيه الإسترليني هذا اليوم من الانخفاض الذي حصل في سعر صرف الدولار الأمريكي فيما لم تظهر بيانات اقتصادية هامة من المملكة المتحدة مما ترك الجنيه حرّاً ليستفيد من موجة الدولار الهابطة. يتداول الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي في هذه اللحظة قريباً من مستوى الحاجز النفسي 1.6000 دولار للجنيه الإسترليني الواحد مع ميل لصالح الجنيه الإسترليني خلال إجمالي تداولات هذا اليوم. برغم التشبع الكبير في الشراء الظاهر على مؤشر ستوكاستيك، إلا أن التداول فوق 1.5960 قد يكون قادراً على دفع الزوج لاختبار مستويات 1.6070 و ربما 1.6100 دولار للجنيه الإسترليني الواحد.
بالرغم من تهديدات بنك اليابان، و برغم مخاوف حصول تدخل في سعر صرف الين الياباني، إلا أن الدولار الأمريكي يستمر في الانخفاض مقابل الين بشكل حاد ليتداول اليوم عند أدنى مستوى له منذ 1995. إن الاتجاه الهابط الذي يتخذه الدولار الأمريكي مقابل اللين الياباني دفع الزوج نحو أدنى مستوى له منذ تلك السنة عند 80.87 ين للدولار الأمريكي الواحد و هو الأدنى الذي تحقق اليوم هذا و قد اكتفى الدولار الأمريكي في الأعلى له عند سعر 81.84 ين للدولار الأمريكي الواحد.