رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,704
- الإقامة
- مصر
وقول الكلبى عن أن أعظم معبودات قريش العزى فى الفقرة السابقة حيث قال " ولم تكن قريش بمكة ومن أقام بها من العرب يعظمون شيئا من الأصنام! إعظامهم العزى، ثم اللات، ثم مناة " يناقضه أن أعظمها هبل فى قوله بالفقرة التالية:
"وكانت لقريش أصنام في جوف الكعبة وحولها وكان أعظمها عندهم هبل وكان فيما بلغني من عقيق أحمر على صورة الإنسان، مكسور اليد اليمنى أدركته قريش كذلك، فجعلوا له يداً من ذهبٍ وكان أول من نصبه خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر وكان يقال له هبل خزيمة وكان في جوف الكعبة"
"وقد كانت العرب تسمى بأسماء يعبدونها لا أدري أعبدوها للأصنام أم لا؟ منها عبد ياليل،وعبد غنم، وعبد كلال، وعبد رضى وذكر بعض الرواة أن رضى كان بيتا لبني ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة فهدمه المستوغر وهو عمرو بن ربيعة ...فلما ظهر رسول الله " صلى الله عليه وسلم " يوم فتح مكة، دخل المسجد، والأصنام منصوبة حول الكعبة فجعل يطعن بسية قوسه في عيونها ووجوهها ويقول " جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً " ثم أمر بها فكفئت على وجوهها ثم أخرجت من المسجد فحرقت...قال وكان لهم أيضا مناف فبه كانت تسمى قريش عبد مناف ولا أدري أين كان، ولا من نصبه؟ ولم تكن الحيض من النساء تدنو من أصنامهم، ولا تمسح بها إنما كانت تقف ناحية منها"
والخطأ فى الفقرات السابقة والتالية هو وجود الأصنام داخل بيت الله الكعبة وهو أمر لا يمكن حدوثه لأن الكعبة لا يمكن ارتكاب أى ذنب فيها لأن من يرد اى يقرر دون ان يفعل ارتكاب ذنب فيها يتم أهلاكه على الفور بعذاب من الله كما قال تعالى "ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم"والفقرة التالية هى :
"وكان لهم إساف ونائلة ولما مسخا حجرين، وضعا عند الكعبة ليعظ الناس بهما فلما طال مكثهما وعبدت الأصنام، عبدا معها وكان أحدهما بلصق الكعبة، والآخر في موضع زمزم فنقلت قريش الذي كان بلصق الكعبة إلى الآخر فكانوا ينحرون ويذبحون عندهما ..."
وذكر الكلبى أن كل مكى كان له صنم فى بيته والعرب كانوا يفعلون كلما أمكنهم ذلك وهو قوله:
"...قال وكان لأهل كل دارٍ من مكة صنم في دارهم يعبدونه فإذا أراد أحدهم السفر، كان آخر ما يصنع في منزله أن يتمسح به؛ وإذا قدم من سفره، كان أول ما يصنع إذا دخل منزله أن يتمسح به أيضا فلما بعث الله نبيه وأتاهم بتوحيد الله وعبادته وحده لا شريك له، قالوا أجعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب! يعنون الأصنام واستهترت العرب في عبادة الأصنام فمنهم من اتخذ بيتا، ومنهم من اتخذ صنما، ومن لم يقدر عليه ولا على بناء بيتٍ، نصب حجراً أمام الحرم وأمام غيره، مما استحسن، ثم طاف به كطوافه بالبيت وسموها الأنصاب فإذا كانت تماثيل دعوها الأصنام والأوثان، وسموا طوافهم الدوار فكان الرجل، إذا سافر فنزل منزلاً، أخذ أربعة أحجارٍ فنظر إلى حسنها فاتخذه رباً، وجعل ثلاث أثافي لقدره؛ وإذا ارتحل تركه فإذا نزل منزلا آخر، فعل مثل ذلك فكانوا ينحرون ويذبحون عند كلها ويتقربون إليها، وهم على ذلك عارفون بفضل الكعبة عليها يحجونها ويعتمرون إليها وكان الذين يفعلون من ذلك في أسفارهم إنما هو للاقتداء منهم بما يفعلون عندها ولصبابة بها وكانوا يسمون ذبائح الغنم التي يذبحون عند أصنامهم وأنصابهم تلك، العتائر والعتيرة في كلام العرب الذبيحة؛ والمذبح الذي يذبحون فيه لها، العتر… "
هذه النظرية بالقطع خاطئة فلم يكن كل واحد لديه صنم ولم يكونوا كلبهم على دين واحد حتى يقول هذه المقولة
كما أن مقولة أن سبب نشوء تلك الأصنام والطواف بها والذبح لها هو الشوق للكعبة هى مقولة خاطئة فالسبب فى نشوء تلك الأمور هو استمالة العامة لتلك العبادات بالمشابهة فهذا أسهل فى تقبلهم لنشوء تلك العبادات وهو ما قاله فى فقرة أخرى:
"وكان رجل من جهينة، يقال له عبد الدار بن حديبٍ، قال لقومه هلم! نبني بيتا بأرضٍ من بلادهم يقال لها الحوراء نضاهي به الكعبة ونعظمه حتى نستميل به كثيرا من العرب"
وتحدث الكلبى عن ذو الخلصة فقال:
"وكان من تلك الأصنام ذو الخلصة وكان مروة بيضاء منقوشةً، عليها كهيئة التاج وكانت بتباله، بين مكة واليمن، على مسيرة سبع ليالٍ من مكة وكان سدنتها بنو أمامة من باهلة بن أعصر وكانت تعظمها وتهدى لها خثعم وبجيلة وأزد السراة ومن قاربهم من بطون العرب من ***** ومن كان ببلادهم من العرب بتبالة ...فلما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وأسلمت العرب، ووفدت عليه وفودها، قدم عليه جرير بن عبد الله مسلماً فقال له يا جريرٍ! ألا تكفيني ذا الخلصة؟ فقال بلى! فوجهه إليه فخرج حتى أتى بني أحمس من بجيلة، فسار بهم إليه فقاتلته خثعم وباهلة دونه فقتل من سدنته من باهلة يومئذ مائة رجل، وأكثر القتل في خثعم، وقتل مائتين من بني قحافة بن عامر بن خثعم فظفر بهم وهزمهم، وهدم بنيان ذي الخلصة، وأضرم فيه النار، فاحترق "
وهنا من يعبد ذو الخلصة خثعم وبجيلة وأزد السراة ومن قاربهم من بطون العرب من ***** ومن كان ببلادهم من العرب بتبالة وهو ما يخالف أنها كانت خاصة بدوس فى قوله فى الفقرة التالية:
"وبلغنا رسول الله " عليه السلام " قال لا تذهب الدنيا حتى تصطك أليات نساء دوسٍ على ذي الخلصة، يعبدونه كما كانوا يعبدونه"
وخالف ما قاله أن دوس كانت تعبد ذو الخلصة فذكر أنهم كانوا يعبدون ذو الكفين فى الفقرة التالية:
" وكان لدوس ثم لبني منهب بن دوس صنم يقال له ذو الكفين
فلما أسلموا، بعث النبي " صلى الله عليه وسلم " الطفيل بن عمرو الدوسي فحرقه، وهو يقول:
يا ذا الكفين لست من عبادكا! ميلادنا أكبر من ميلادكا!
إني حشوت النار في فؤادكا!"
وذكر الكلبى أسماء أصنام أخرى لأقوام مختلفة فقال:
"وكان لمالكٍ وملكان، ابني كنانة، بساحل جدة وتلك الناحية صنم يقال له سعد وكان صخرةً طويلةً فأقبل رجل منهم بإبلٍ له ليقفها عليه، يتبرك بذلك فيها فلما أدناها منه، نفرت منه وكان يهراق عليه الدماء فذهبت في كل وجهٍ وتفرقت عليه وأسف فتناول حجراً فرماه به، وقال لا بارك الله فيك إلها! أنفرت على إبلي! ثم خرج في طلبها حتى جمعها و انصرف عنه، ...وكان لبني الحارث بن يشكر بن مبشرٍ من الأزد صنم يقال له ذو الشرى وله يقول أحد الغطاريف
إذن لحللنا حول ما دون ذي الشرى وشج العدى منا خميس عرمرم!
وكان لقضاعة ولخمٍ وجذام وعاملة وغطفان صنم في مشارف الشام يقال له الأقيصر
...وكان لمزينة صنم يقال له نهم وبه كانت تسمى عبد نهمٍ وكان سادن نهمٍ يسمى خزاعى بن عبد نهمٍ، من مزينة ثم من بني عداءٍ
فلما سمع بالنبي " صلى الله عليه وسلم " ثار إلى الصنم فكسره، وأنشأ يقول
ذهبت إلى نهمٍ لأذبح عنده عتيرة نسكٍ، كالذي كنت أفعل
فقلت لنفسي حين راجعت علقها أهذا إله أيكم ليس يعقل؟
أبيت، فديني اليوم دين محمدٍ إله السماء الماجد المتفضل
ثم لحق بالنبي " صلى الله عليه وسلم " فأسلم وضمن له إسلام قومه، مزينة ...وكان لعنزة صنم يقال له سعير فخرج جعفر بن أبي خلاسٍ الكلبي على ناقته فمرت به، وقد عترت عنزة عنده، فنفرت ناقته منه فأنشأ يقول
نفرت قلوصى من عتائر صرعت حول السعير تزوره ابنا يقدم
وجموع يذكر مهطعين جنابه ما إن يحير إليهم بتكلم
وكانت للعرب حجارة غبر منصوبة
يطوفون بها ويعترون عندها يسمونها الأنصاب، ويسمون الطواف بها الدوار
...وكان لخولان صنم يقال له عميانس بأرض خولان
يقسمون له من أنعامهم وحروثهم قسماً بينه وبين الله " عز وجل " ، بزعمهم فما دخل في حق الله من حق عميانس، ردوة عليه؛ وما دخل في حق الصنم من حق الله الذي سموه له، تركوه له وهم بطن من خولان يقال لهم الأدوم وهم الأسوم وفيهم نزل فيما بلغنا وجعلوا الله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيباً فقالوا هذا لله يزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون"
"حدثنا الحسن بن عليلٍ قال حدثنا على بن الصباح قال حدثنا أبو المنذر هشام بن محمدٍ قال أخبرني أبو مسكينٍ عن أبيه قال لما أقبل امرؤ القيس ابن حجرٍ، يريد الغارة على بني أسدٍ، مر بذي الخلصة وكان صنما بتبالة وكانت العرب جميعا تعظمه، وكانت له ثلاثة أقدحٍ الآمر، والناهي، والمتربص فاستقسم عنده ثلاث مراتٍ فخرج الناهي فكسر القداح، وضرب بها وجه الصنم، وقال عضضت بأير أبيك! لو كان أبوك قتل، ما عوقتني ثم غزا بني أسدٍ، فظفرت بهم فلم يستقسم عنده بشئ حتى جاء الله بالإسلام فكان امرؤ القيس أول من أخفره حدثنا العنزى قال حدثنا على بن الصباح قال قال هشام بن محمدٍ حدثني رجل يكنى أبا بشرٍ يقال له عامر بن شبلٍ، وكان من جرمٍ، قال كان لقضاعة ولخمٍ وجذام وأهل الشأم صنم يقال له الأقيصر فكانوا يحجونه ويحلقون رءوسهم عنده فكان كلما حلق رجل منهم رأسه، ألقى مع كل شعرةٍ قرةً من دقيقٍ قال أبو المنذر القرة القبضة قال فكانت ***** تنتابهم في ذلك الإبان فإن أدركه قبل أن يلقى القرة مع الشعر، قال أعطنيه! فإني من ***** ضارع! وإن فاته، أخذ ذلك الشعر بما فيه من القمل والدقيق، فحبزه وأكله فاختصمت جرم وبنو جعدة في ماءٍ لهم إلى النبي " صلى الله عليه وسلم " يقال له العقيق فقضى به رسول الله لجرمٍ ...اليعبوب - صنم لجديلة طي وكان لهم صنم أخذته منهم بنو أسد فتبدلوا اليعبوب بعده قال عبيد فتبدلوا اليعبوب بعد إلههم صنما فقروا يا جديل واعذبوا! أي لا تأكلوا على ذلك ولا تشربوا باجر - قال ابن دريد وهو صنم كان للأزد في الجاهلية ومن جاورهم من طي وقضاعة كانوا يعبدونه بفتح الجيم، وربما قالوا باجر بكسر الجيم"
وكل ما سبق من أقوال هو متاهة من الأقوال الله أعلم بصحتها من بطلانها فلا يوجد تلك الأسماء من أصنام أو أقوام فى الوحى القرآنى
وذكر الكلبى وجود كعبات متعددة فقال:
"....وكان لبني الحارث بن كعبٍ كعبة بنجبران يعظمونها
وهي التي ذكرها الأعشى وقد زعموا أنها لم تكن كعبة عبادةٍ، إنما كانت غرفة لأولئك القوم الذين ذكرهم وما أشبه ذلك عندي بأن يكون كذلك، لأني لا أسمع بني الحارث تسموا بها في شعرٍ وكان لإيادٍ كعبة أخرى بسنداد من أرضٍ بين الكوفة والبصرة في الظهر وهي التي ذكرها الأسود بن يعفر وقد سمعت أن هذا البيت لم يكن بيت عبادة، إنما كان منزلا شريفا، فذكره وكان رجل من جهينة، يقال له عبد الدار بن حديبٍ، قال لقومه هلم! نبني بيتا بأرضٍ من بلادهم يقال لها الحوراء نضاهي به الكعبة ونعظمه حتى نستميل به كثيرا من العرب فأعظموا ذلك وأبوا عليه فقال في ذلك"
وهو كلام يدل على أن كلمة الكعبة عند العرب فى الكتب هى حجرة يقال عنها حجرة شريفة بمعنى انه كان يعمل فيها أعمال صالحة كالقضاء بين الناس بالعدل وليس بمعنى بيت الله
وذكر الكلبى رواية عن أبرهة فقال :
"قال هشام بن محمد وقد كان أبرهة الأشرم قد بنى بيتا بصنعاء كنيسةً سماها القليس بالرخام وجيد الخشب المذهب وكتب إلى ملك الحبشة إني قد بنيت لك كنيسةً، لم يبين مثلها أحد قط ولست تاركاً العرب حتى أصرف حجهم عن بيتهم الذي يحجونه إليه فبلغ ذلك بعض نسأة الشهور، فبعث رجلين من قومه وأمرهما أن يخرجا حتى يتغوطا فيها ففعلا فلما بلغه ذلك غضب وقال من أجترأ على هذا؟ فقيل بعض أهل الكعبة فغضب وخرج بالفيل والحبشة فكان من أمره ما كان"
وهذه الرواية من الروايات الشهيرة ولكن منطوق سورة الفيل لا يذكر أبرهة ولا الحبشة ولا الكعبة ومن ثم لا يمكن تصديق تلك الروايات كما أن رواية الرجل تناقض روايته فى الفقرات السابقة عن وجود كعبات أخرى تدل على أن العرب لم يكونوا جميعا يحجون للكعبة الأشهر
وذكر الكلبى رواية تبين كيفية استهلال عبادة الأصنام فقال :
"حدثنا أبو علي العنزى قال حدثنا على بن الصباح قال أخبرنا أبو المنذر هشام ابن محمد بن السائب الكلبي قال أخبرني أبى قال
أول ما عبدت الأصنام أن آدم عليه السلام لما مات، جعله بنو شيث بن آدم في مغارة في الجبل الذي أهبط عليه آدم بأرض الهند ويقال للجبل نوذ، وهو أخصب جبل في الأرض ويقال أمرع من نوذ، وأجدب من برهوت وبرهوت وادٍ بحضرموت، بقرية يقال لها تنعة"
يتناقض هذا مع تعليم الله أولاد آدم(ص) كيفية دفن الموتى ولن يكون شيث النبى كما يقولون مخالفا لأمر الله بالدفن فلا يدفن والده ويضعه فى مغارة بدون دفن
كما نلاحظ الجنون وهو الواد فى قرية والمعروف أن القرى تكون فى أودية وليس العكس
والرواية لا علاقة لها بالأصنام على الإطلاق
ثم ذكر الكلبى رواية أخرى:
حدثنا العنزي قال حدثنا علي بن الصباح قال أبو المنذر فأخبرني أبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال أرواح المؤمنين بالجابية بالشأم، وأرواح المشركين ببرهوت"
بالطبع بير برهوت خرافة والكلام المنسوب للنبى(ص)والصحابة هو افتراء عليهم فأرواح الكفار فى النار والنار حاليا فى السماء كما قال تعالى "وفى السماء رزقكم وما توعدون " والموعود هو الجنة والنار كما جاء فى سورة التوبة " وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات " و"وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم " فالموعود وهو الجنة والنار فى السماء
والرواية لا علاقة لها بعبادة الأصنام وإنما الرواية التالية :
"حدثنا أبو علي العنزي قال حدثنا على بن الصباح قال أخبرنا أبو المنذر عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس قال وكان بنو شيثٍ يأتون جسد آدم في المغارة فيعظمونه ويترحمون عليه فقال رجل من بني قابيل بن آدم يا بني قابيل! إن لبني شيثٍ دواراً يدورون حوله ويعظمونه، وليس لكم شيء فنحت لهم صنما، فكان أول من عملها"
وهى رواية تتناقض مع تعليم الله أولاد آدم(ص) كيفية دفن الموتى ولن يكون شيث النبى كما يقولون مخالفا لأمر الله بالدفن فلا يدفن والده ويضعه فى مغارة بدون دفن
ثم ذكر رواية عن عبادة قوم نوح(ص) لأصنام خمسة سبق أن فندنا كلامه عنها فقال:
"حدثنا الحسن بن عليلٍ قال حدثنا على بن الصباح قال أخبرنا أبو المنذر قال وأخبرني أبي قال كان ود وسواع ويغرث ويعوق ونسر قوماً صالحين، ماتوا في شهرٍ فجزع عليهم ذوو أقاربهم فقال رجل من بني قابيل يا قوم! هل لكم أن أعمل لكم خمسة أصنام على صورهم، غير أني لا أقدر أن أجعل فيها أرواحاً؟ قالوا نعم! فنحت لهم خمسة أصنام على صورهم ونصبها لهم فكان الرجل يأتي أخاه وعمه وابن عمه، فيعظمه ويسعى حوله حتى ذهب ذلك القرن الأول وعملت على عهد يردى بن مهلايل بن قينان بن أنوش بن شيث ابن آدم ثم جاء قرن آخر، فعظموهم أشد من تعظيم القرن الأول ثم جاء من بعدهم القرن فقالوا ما عظم أولونا هؤلاء، إلا وهم يرجون شفاعتهم عند الله فعبدوهم وعظم أمرهم واشتد كفرهم فبعث الله إليهم إدريس عليه السلام وهو أخنوخ بن يارد بن مهلاييل بن قينان نبياً فدعاهم فكذبوه، فرفعه الله إليه مكاناً علياً
ولم يزل أمرهم يشتد، فيما قال ابن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، حتى أدرك نوح بن لمك بن متوشلح بن أحنوخ فبعثه الله نبياً، وهو يومئذ ابن أربعمائة وثمانين سنةً فدعاهم إلى الله " عز وجل " في نبوته عشرين ومائة سنةٍ فعصوه وكذبوه فأمره الله أن يصنع الفلك ففرغ منها وركبها وهو ابن ستمائة سنة وغرق من غرق ومكث بعد ذلك ثلثمائة وخمسين سنة فعلا الطوفان وطيق الأرض كلها وكان بين آدم ونوحٍ ألفا سنةٍ ومائتا سنةٍ فأهبط ماء الطوفان هذه الأصنام من جبل نوذٍ إلى الأرض وجعل الماء يشتد جريه وعبابه من أرضٍ إلى أرضٍ حتى قذفها إلى أرض جدة ثم نضب الماء وبقيت على الشط، فسفت الريح عليها حتى وارتها"
والرواية تخالف القرآن فى مدة دعوة نوح(ص) فهى عندهم120سنة وهو ما يخالف كونها 650 سنة =ألف سنة إلا خمسين عاما كما قال تعالى "ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما فأخذهم الطوفان وهم ظالمون"
وذكر الكلبى أن العرب سموا أولادهم بأسماء عبد كذا وعبد كذا وهو لا يعرف هل كانوا يعبدونهم أم لا فقال :
"وقد كانت العرب تسمى بأسماء يعبدونها لا أدري أعبدوها للأصنام أم لا؟ منها عبد ياليل،وعبد غنم، وعبد كلال، وعبد رضى"
"وكانت لقريش أصنام في جوف الكعبة وحولها وكان أعظمها عندهم هبل وكان فيما بلغني من عقيق أحمر على صورة الإنسان، مكسور اليد اليمنى أدركته قريش كذلك، فجعلوا له يداً من ذهبٍ وكان أول من نصبه خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر وكان يقال له هبل خزيمة وكان في جوف الكعبة"
"وقد كانت العرب تسمى بأسماء يعبدونها لا أدري أعبدوها للأصنام أم لا؟ منها عبد ياليل،وعبد غنم، وعبد كلال، وعبد رضى وذكر بعض الرواة أن رضى كان بيتا لبني ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة فهدمه المستوغر وهو عمرو بن ربيعة ...فلما ظهر رسول الله " صلى الله عليه وسلم " يوم فتح مكة، دخل المسجد، والأصنام منصوبة حول الكعبة فجعل يطعن بسية قوسه في عيونها ووجوهها ويقول " جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً " ثم أمر بها فكفئت على وجوهها ثم أخرجت من المسجد فحرقت...قال وكان لهم أيضا مناف فبه كانت تسمى قريش عبد مناف ولا أدري أين كان، ولا من نصبه؟ ولم تكن الحيض من النساء تدنو من أصنامهم، ولا تمسح بها إنما كانت تقف ناحية منها"
والخطأ فى الفقرات السابقة والتالية هو وجود الأصنام داخل بيت الله الكعبة وهو أمر لا يمكن حدوثه لأن الكعبة لا يمكن ارتكاب أى ذنب فيها لأن من يرد اى يقرر دون ان يفعل ارتكاب ذنب فيها يتم أهلاكه على الفور بعذاب من الله كما قال تعالى "ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم"والفقرة التالية هى :
"وكان لهم إساف ونائلة ولما مسخا حجرين، وضعا عند الكعبة ليعظ الناس بهما فلما طال مكثهما وعبدت الأصنام، عبدا معها وكان أحدهما بلصق الكعبة، والآخر في موضع زمزم فنقلت قريش الذي كان بلصق الكعبة إلى الآخر فكانوا ينحرون ويذبحون عندهما ..."
وذكر الكلبى أن كل مكى كان له صنم فى بيته والعرب كانوا يفعلون كلما أمكنهم ذلك وهو قوله:
"...قال وكان لأهل كل دارٍ من مكة صنم في دارهم يعبدونه فإذا أراد أحدهم السفر، كان آخر ما يصنع في منزله أن يتمسح به؛ وإذا قدم من سفره، كان أول ما يصنع إذا دخل منزله أن يتمسح به أيضا فلما بعث الله نبيه وأتاهم بتوحيد الله وعبادته وحده لا شريك له، قالوا أجعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب! يعنون الأصنام واستهترت العرب في عبادة الأصنام فمنهم من اتخذ بيتا، ومنهم من اتخذ صنما، ومن لم يقدر عليه ولا على بناء بيتٍ، نصب حجراً أمام الحرم وأمام غيره، مما استحسن، ثم طاف به كطوافه بالبيت وسموها الأنصاب فإذا كانت تماثيل دعوها الأصنام والأوثان، وسموا طوافهم الدوار فكان الرجل، إذا سافر فنزل منزلاً، أخذ أربعة أحجارٍ فنظر إلى حسنها فاتخذه رباً، وجعل ثلاث أثافي لقدره؛ وإذا ارتحل تركه فإذا نزل منزلا آخر، فعل مثل ذلك فكانوا ينحرون ويذبحون عند كلها ويتقربون إليها، وهم على ذلك عارفون بفضل الكعبة عليها يحجونها ويعتمرون إليها وكان الذين يفعلون من ذلك في أسفارهم إنما هو للاقتداء منهم بما يفعلون عندها ولصبابة بها وكانوا يسمون ذبائح الغنم التي يذبحون عند أصنامهم وأنصابهم تلك، العتائر والعتيرة في كلام العرب الذبيحة؛ والمذبح الذي يذبحون فيه لها، العتر… "
هذه النظرية بالقطع خاطئة فلم يكن كل واحد لديه صنم ولم يكونوا كلبهم على دين واحد حتى يقول هذه المقولة
كما أن مقولة أن سبب نشوء تلك الأصنام والطواف بها والذبح لها هو الشوق للكعبة هى مقولة خاطئة فالسبب فى نشوء تلك الأمور هو استمالة العامة لتلك العبادات بالمشابهة فهذا أسهل فى تقبلهم لنشوء تلك العبادات وهو ما قاله فى فقرة أخرى:
"وكان رجل من جهينة، يقال له عبد الدار بن حديبٍ، قال لقومه هلم! نبني بيتا بأرضٍ من بلادهم يقال لها الحوراء نضاهي به الكعبة ونعظمه حتى نستميل به كثيرا من العرب"
وتحدث الكلبى عن ذو الخلصة فقال:
"وكان من تلك الأصنام ذو الخلصة وكان مروة بيضاء منقوشةً، عليها كهيئة التاج وكانت بتباله، بين مكة واليمن، على مسيرة سبع ليالٍ من مكة وكان سدنتها بنو أمامة من باهلة بن أعصر وكانت تعظمها وتهدى لها خثعم وبجيلة وأزد السراة ومن قاربهم من بطون العرب من ***** ومن كان ببلادهم من العرب بتبالة ...فلما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وأسلمت العرب، ووفدت عليه وفودها، قدم عليه جرير بن عبد الله مسلماً فقال له يا جريرٍ! ألا تكفيني ذا الخلصة؟ فقال بلى! فوجهه إليه فخرج حتى أتى بني أحمس من بجيلة، فسار بهم إليه فقاتلته خثعم وباهلة دونه فقتل من سدنته من باهلة يومئذ مائة رجل، وأكثر القتل في خثعم، وقتل مائتين من بني قحافة بن عامر بن خثعم فظفر بهم وهزمهم، وهدم بنيان ذي الخلصة، وأضرم فيه النار، فاحترق "
وهنا من يعبد ذو الخلصة خثعم وبجيلة وأزد السراة ومن قاربهم من بطون العرب من ***** ومن كان ببلادهم من العرب بتبالة وهو ما يخالف أنها كانت خاصة بدوس فى قوله فى الفقرة التالية:
"وبلغنا رسول الله " عليه السلام " قال لا تذهب الدنيا حتى تصطك أليات نساء دوسٍ على ذي الخلصة، يعبدونه كما كانوا يعبدونه"
وخالف ما قاله أن دوس كانت تعبد ذو الخلصة فذكر أنهم كانوا يعبدون ذو الكفين فى الفقرة التالية:
" وكان لدوس ثم لبني منهب بن دوس صنم يقال له ذو الكفين
فلما أسلموا، بعث النبي " صلى الله عليه وسلم " الطفيل بن عمرو الدوسي فحرقه، وهو يقول:
يا ذا الكفين لست من عبادكا! ميلادنا أكبر من ميلادكا!
إني حشوت النار في فؤادكا!"
وذكر الكلبى أسماء أصنام أخرى لأقوام مختلفة فقال:
"وكان لمالكٍ وملكان، ابني كنانة، بساحل جدة وتلك الناحية صنم يقال له سعد وكان صخرةً طويلةً فأقبل رجل منهم بإبلٍ له ليقفها عليه، يتبرك بذلك فيها فلما أدناها منه، نفرت منه وكان يهراق عليه الدماء فذهبت في كل وجهٍ وتفرقت عليه وأسف فتناول حجراً فرماه به، وقال لا بارك الله فيك إلها! أنفرت على إبلي! ثم خرج في طلبها حتى جمعها و انصرف عنه، ...وكان لبني الحارث بن يشكر بن مبشرٍ من الأزد صنم يقال له ذو الشرى وله يقول أحد الغطاريف
إذن لحللنا حول ما دون ذي الشرى وشج العدى منا خميس عرمرم!
وكان لقضاعة ولخمٍ وجذام وعاملة وغطفان صنم في مشارف الشام يقال له الأقيصر
...وكان لمزينة صنم يقال له نهم وبه كانت تسمى عبد نهمٍ وكان سادن نهمٍ يسمى خزاعى بن عبد نهمٍ، من مزينة ثم من بني عداءٍ
فلما سمع بالنبي " صلى الله عليه وسلم " ثار إلى الصنم فكسره، وأنشأ يقول
ذهبت إلى نهمٍ لأذبح عنده عتيرة نسكٍ، كالذي كنت أفعل
فقلت لنفسي حين راجعت علقها أهذا إله أيكم ليس يعقل؟
أبيت، فديني اليوم دين محمدٍ إله السماء الماجد المتفضل
ثم لحق بالنبي " صلى الله عليه وسلم " فأسلم وضمن له إسلام قومه، مزينة ...وكان لعنزة صنم يقال له سعير فخرج جعفر بن أبي خلاسٍ الكلبي على ناقته فمرت به، وقد عترت عنزة عنده، فنفرت ناقته منه فأنشأ يقول
نفرت قلوصى من عتائر صرعت حول السعير تزوره ابنا يقدم
وجموع يذكر مهطعين جنابه ما إن يحير إليهم بتكلم
وكانت للعرب حجارة غبر منصوبة
يطوفون بها ويعترون عندها يسمونها الأنصاب، ويسمون الطواف بها الدوار
...وكان لخولان صنم يقال له عميانس بأرض خولان
يقسمون له من أنعامهم وحروثهم قسماً بينه وبين الله " عز وجل " ، بزعمهم فما دخل في حق الله من حق عميانس، ردوة عليه؛ وما دخل في حق الصنم من حق الله الذي سموه له، تركوه له وهم بطن من خولان يقال لهم الأدوم وهم الأسوم وفيهم نزل فيما بلغنا وجعلوا الله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيباً فقالوا هذا لله يزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم ساء ما يحكمون"
"حدثنا الحسن بن عليلٍ قال حدثنا على بن الصباح قال حدثنا أبو المنذر هشام بن محمدٍ قال أخبرني أبو مسكينٍ عن أبيه قال لما أقبل امرؤ القيس ابن حجرٍ، يريد الغارة على بني أسدٍ، مر بذي الخلصة وكان صنما بتبالة وكانت العرب جميعا تعظمه، وكانت له ثلاثة أقدحٍ الآمر، والناهي، والمتربص فاستقسم عنده ثلاث مراتٍ فخرج الناهي فكسر القداح، وضرب بها وجه الصنم، وقال عضضت بأير أبيك! لو كان أبوك قتل، ما عوقتني ثم غزا بني أسدٍ، فظفرت بهم فلم يستقسم عنده بشئ حتى جاء الله بالإسلام فكان امرؤ القيس أول من أخفره حدثنا العنزى قال حدثنا على بن الصباح قال قال هشام بن محمدٍ حدثني رجل يكنى أبا بشرٍ يقال له عامر بن شبلٍ، وكان من جرمٍ، قال كان لقضاعة ولخمٍ وجذام وأهل الشأم صنم يقال له الأقيصر فكانوا يحجونه ويحلقون رءوسهم عنده فكان كلما حلق رجل منهم رأسه، ألقى مع كل شعرةٍ قرةً من دقيقٍ قال أبو المنذر القرة القبضة قال فكانت ***** تنتابهم في ذلك الإبان فإن أدركه قبل أن يلقى القرة مع الشعر، قال أعطنيه! فإني من ***** ضارع! وإن فاته، أخذ ذلك الشعر بما فيه من القمل والدقيق، فحبزه وأكله فاختصمت جرم وبنو جعدة في ماءٍ لهم إلى النبي " صلى الله عليه وسلم " يقال له العقيق فقضى به رسول الله لجرمٍ ...اليعبوب - صنم لجديلة طي وكان لهم صنم أخذته منهم بنو أسد فتبدلوا اليعبوب بعده قال عبيد فتبدلوا اليعبوب بعد إلههم صنما فقروا يا جديل واعذبوا! أي لا تأكلوا على ذلك ولا تشربوا باجر - قال ابن دريد وهو صنم كان للأزد في الجاهلية ومن جاورهم من طي وقضاعة كانوا يعبدونه بفتح الجيم، وربما قالوا باجر بكسر الجيم"
وكل ما سبق من أقوال هو متاهة من الأقوال الله أعلم بصحتها من بطلانها فلا يوجد تلك الأسماء من أصنام أو أقوام فى الوحى القرآنى
وذكر الكلبى وجود كعبات متعددة فقال:
"....وكان لبني الحارث بن كعبٍ كعبة بنجبران يعظمونها
وهي التي ذكرها الأعشى وقد زعموا أنها لم تكن كعبة عبادةٍ، إنما كانت غرفة لأولئك القوم الذين ذكرهم وما أشبه ذلك عندي بأن يكون كذلك، لأني لا أسمع بني الحارث تسموا بها في شعرٍ وكان لإيادٍ كعبة أخرى بسنداد من أرضٍ بين الكوفة والبصرة في الظهر وهي التي ذكرها الأسود بن يعفر وقد سمعت أن هذا البيت لم يكن بيت عبادة، إنما كان منزلا شريفا، فذكره وكان رجل من جهينة، يقال له عبد الدار بن حديبٍ، قال لقومه هلم! نبني بيتا بأرضٍ من بلادهم يقال لها الحوراء نضاهي به الكعبة ونعظمه حتى نستميل به كثيرا من العرب فأعظموا ذلك وأبوا عليه فقال في ذلك"
وهو كلام يدل على أن كلمة الكعبة عند العرب فى الكتب هى حجرة يقال عنها حجرة شريفة بمعنى انه كان يعمل فيها أعمال صالحة كالقضاء بين الناس بالعدل وليس بمعنى بيت الله
وذكر الكلبى رواية عن أبرهة فقال :
"قال هشام بن محمد وقد كان أبرهة الأشرم قد بنى بيتا بصنعاء كنيسةً سماها القليس بالرخام وجيد الخشب المذهب وكتب إلى ملك الحبشة إني قد بنيت لك كنيسةً، لم يبين مثلها أحد قط ولست تاركاً العرب حتى أصرف حجهم عن بيتهم الذي يحجونه إليه فبلغ ذلك بعض نسأة الشهور، فبعث رجلين من قومه وأمرهما أن يخرجا حتى يتغوطا فيها ففعلا فلما بلغه ذلك غضب وقال من أجترأ على هذا؟ فقيل بعض أهل الكعبة فغضب وخرج بالفيل والحبشة فكان من أمره ما كان"
وهذه الرواية من الروايات الشهيرة ولكن منطوق سورة الفيل لا يذكر أبرهة ولا الحبشة ولا الكعبة ومن ثم لا يمكن تصديق تلك الروايات كما أن رواية الرجل تناقض روايته فى الفقرات السابقة عن وجود كعبات أخرى تدل على أن العرب لم يكونوا جميعا يحجون للكعبة الأشهر
وذكر الكلبى رواية تبين كيفية استهلال عبادة الأصنام فقال :
"حدثنا أبو علي العنزى قال حدثنا على بن الصباح قال أخبرنا أبو المنذر هشام ابن محمد بن السائب الكلبي قال أخبرني أبى قال
أول ما عبدت الأصنام أن آدم عليه السلام لما مات، جعله بنو شيث بن آدم في مغارة في الجبل الذي أهبط عليه آدم بأرض الهند ويقال للجبل نوذ، وهو أخصب جبل في الأرض ويقال أمرع من نوذ، وأجدب من برهوت وبرهوت وادٍ بحضرموت، بقرية يقال لها تنعة"
يتناقض هذا مع تعليم الله أولاد آدم(ص) كيفية دفن الموتى ولن يكون شيث النبى كما يقولون مخالفا لأمر الله بالدفن فلا يدفن والده ويضعه فى مغارة بدون دفن
كما نلاحظ الجنون وهو الواد فى قرية والمعروف أن القرى تكون فى أودية وليس العكس
والرواية لا علاقة لها بالأصنام على الإطلاق
ثم ذكر الكلبى رواية أخرى:
حدثنا العنزي قال حدثنا علي بن الصباح قال أبو المنذر فأخبرني أبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال أرواح المؤمنين بالجابية بالشأم، وأرواح المشركين ببرهوت"
بالطبع بير برهوت خرافة والكلام المنسوب للنبى(ص)والصحابة هو افتراء عليهم فأرواح الكفار فى النار والنار حاليا فى السماء كما قال تعالى "وفى السماء رزقكم وما توعدون " والموعود هو الجنة والنار كما جاء فى سورة التوبة " وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات " و"وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم " فالموعود وهو الجنة والنار فى السماء
والرواية لا علاقة لها بعبادة الأصنام وإنما الرواية التالية :
"حدثنا أبو علي العنزي قال حدثنا على بن الصباح قال أخبرنا أبو المنذر عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس قال وكان بنو شيثٍ يأتون جسد آدم في المغارة فيعظمونه ويترحمون عليه فقال رجل من بني قابيل بن آدم يا بني قابيل! إن لبني شيثٍ دواراً يدورون حوله ويعظمونه، وليس لكم شيء فنحت لهم صنما، فكان أول من عملها"
وهى رواية تتناقض مع تعليم الله أولاد آدم(ص) كيفية دفن الموتى ولن يكون شيث النبى كما يقولون مخالفا لأمر الله بالدفن فلا يدفن والده ويضعه فى مغارة بدون دفن
ثم ذكر رواية عن عبادة قوم نوح(ص) لأصنام خمسة سبق أن فندنا كلامه عنها فقال:
"حدثنا الحسن بن عليلٍ قال حدثنا على بن الصباح قال أخبرنا أبو المنذر قال وأخبرني أبي قال كان ود وسواع ويغرث ويعوق ونسر قوماً صالحين، ماتوا في شهرٍ فجزع عليهم ذوو أقاربهم فقال رجل من بني قابيل يا قوم! هل لكم أن أعمل لكم خمسة أصنام على صورهم، غير أني لا أقدر أن أجعل فيها أرواحاً؟ قالوا نعم! فنحت لهم خمسة أصنام على صورهم ونصبها لهم فكان الرجل يأتي أخاه وعمه وابن عمه، فيعظمه ويسعى حوله حتى ذهب ذلك القرن الأول وعملت على عهد يردى بن مهلايل بن قينان بن أنوش بن شيث ابن آدم ثم جاء قرن آخر، فعظموهم أشد من تعظيم القرن الأول ثم جاء من بعدهم القرن فقالوا ما عظم أولونا هؤلاء، إلا وهم يرجون شفاعتهم عند الله فعبدوهم وعظم أمرهم واشتد كفرهم فبعث الله إليهم إدريس عليه السلام وهو أخنوخ بن يارد بن مهلاييل بن قينان نبياً فدعاهم فكذبوه، فرفعه الله إليه مكاناً علياً
ولم يزل أمرهم يشتد، فيما قال ابن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، حتى أدرك نوح بن لمك بن متوشلح بن أحنوخ فبعثه الله نبياً، وهو يومئذ ابن أربعمائة وثمانين سنةً فدعاهم إلى الله " عز وجل " في نبوته عشرين ومائة سنةٍ فعصوه وكذبوه فأمره الله أن يصنع الفلك ففرغ منها وركبها وهو ابن ستمائة سنة وغرق من غرق ومكث بعد ذلك ثلثمائة وخمسين سنة فعلا الطوفان وطيق الأرض كلها وكان بين آدم ونوحٍ ألفا سنةٍ ومائتا سنةٍ فأهبط ماء الطوفان هذه الأصنام من جبل نوذٍ إلى الأرض وجعل الماء يشتد جريه وعبابه من أرضٍ إلى أرضٍ حتى قذفها إلى أرض جدة ثم نضب الماء وبقيت على الشط، فسفت الريح عليها حتى وارتها"
والرواية تخالف القرآن فى مدة دعوة نوح(ص) فهى عندهم120سنة وهو ما يخالف كونها 650 سنة =ألف سنة إلا خمسين عاما كما قال تعالى "ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما فأخذهم الطوفان وهم ظالمون"
وذكر الكلبى أن العرب سموا أولادهم بأسماء عبد كذا وعبد كذا وهو لا يعرف هل كانوا يعبدونهم أم لا فقال :
"وقد كانت العرب تسمى بأسماء يعبدونها لا أدري أعبدوها للأصنام أم لا؟ منها عبد ياليل،وعبد غنم، وعبد كلال، وعبد رضى"