- المشاركات
- 19,998
- الإقامة
- تركيا
أكدت تركيا أنها لا تخشى تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي تعهد "بتدمير تركيااقتصاديا إذا هاجمت الاكراد شمال سوريا".
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش اغلو "لقد كررناها مرارا، نحن لانخشى هذه التهديدات. فالتهديدات الاقتصادية ضد تركيا لن تحقق شيئا".
وأضاف قائلاً، في مؤتمر صحفي مع وزير خارجية لوكسمبورغ في أنقرة الاثنين: "لو خيرونا بين الصعوبات الاقتصادية والتهديدات الإرهابية، فإن شعبنا سيقول إنني أرضى بالجوع والعطش، لكنني لا أقبل الخنوع".
وكان ترامب قد هدد الأتراك بالدمار الاقتصادي إذا استغلوا انسحاب قواته من شمال سوريا وشنوا هجومهم ضد الاكراد كما أعلنوا مرارا في السابق.
كما حذر ترامب الأكراد، في المقابل، من استفزاز تركيا.
وكانت تركيا قد رحبت بقرار ترامب الشهر الماضي سحب قواته من سوريا بعدما أكد لنظيره التركي رجب طيب أردوغان أنه بإمكان تركيا القضاء على فلول تنظيم الدولة الإسلامية شمال سوريا بعد انسحاب القوات الأمريكية.
وقال تشاووش أوغلو: "الشركاء الاستراتيجيون لا يتحدثون عبر وسائل التواصل الاجتماعي".
وأوضح أن اقتراح واشنطن إنشاء منطقة عازلة، شمال سوريا، جاء بعد اقتناعها بإصرار تركيا على تنفيذ هذه الفكرة.
واعتبر الوزيرالتركي أن ترامب "يتعرض لضغوط من أجهزته الأمنية بعد قرار الانسحاب من سوريا".
وحسب تشاووش أوغلو ، فإن ترامب اتصل بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان سابقا، وأبلغه اعتزامه سحب قوات بلاده من سوريا، ورغبته في تحقيق هذه الخطوة بالتنسيق مع تركيا.
وتابع الوزير قائلاً: "عقب هذا الاتصال تواصلنا مع نظرائنا، وقبل يومين التقيت مع نظيري مايك بومبيو هاتفيا، وخلال الاجتماعات الثنائية التي جرت بين البلدين، ناقشنا تفاصيل القرار وكيفية التنسيق، وفكرة إنشاء منطقة آمنة في الشمال السوري لمسافة 30 كيلو مترا، ليست فكرة واشنطن، بل هي فكرة الرئيس أردوغان".
ولفت إلى أن أردوغان لم يقترح فكرة المنطقة الآمنة على الولايات المتحدة فحسب، بل عرض الاقتراح على كافة الدول الأوروبية وروسيا وكل من يهتم بتطورات الأوضاع في سوريا.
وأردف قائلاً: "نحن لسنا معارضين لإقامة منطقة آمنة، هدفنا هو الإرهاب، ففي الشمال السوري يوجد ممر إرهابي يهدد أمننا القومي ويريد تقسيم سوريا، ونحن نريد إزالة هذا الممر".
وجدد تشاووش أوغلو تأكيده على أن تركيا هي أكبر مدافع عن حقوق الأكراد في المنطقة، وأنه من الخطأ المساواة بين الأكراد بشكل عام والتنظيمات الإرهابية.
واستطرد بالقول: "وضع ترامب صعب للغاية في هذه الآونة. فهو يتعرض لضغوط من أجهزته الأمنية خاصة بعد قرار الانسحاب من سوريا، وتركيا تدرك أن تصريحات ترامب الأخيرة موجهة للداخل الأمريكي".
وقال ترامب عبر حسابه على تويتر، إنه مع بدء "الانسحاب الذي طال انتظاره من سوريا، سيستمر استهداف ما تبقى" من تنظيم الدولة الإسلامية.
لكن تركيا ردت بغضب وبشكل سريع على تصريحات ترامب.
وقال إبراهيم كالين، المتحدث باسم الرئيس التركي، إن بلاده تنتظر من واشنطن الوفاء بالشراكة الاستراتيجية معها.
وتعرض الرئيس الأمريكي لانتقادات واسعة من حلفائه ومن داخل إدارته بسبب قرار سحب القوات الأمريكية من سوريا.
وساهم المئات من الجنود الأمريكيين في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. ودعمت القوات الأمريكية مسلحين أكرادا في القتال ضد التنظيم.
ماذا قال ترامب؟
دافع ترامب عن قرار سحب القوات، قائلا إن مَن تبقى من تنظيم الدولة الإسلامية يمكن استهدافه من "قاعدة قريبة" دون أن يحددها.
وقال الرئيس الأمريكي على تويتر: "سندمر تركيا اقتصاديا إن هي ضربت الأكراد". لكنه لم يوضح كيفية الإضرار بالاقتصاد التركي.
وقال ترامب إن "روسيا وإيران وسوريا كانت أكبر المستفيدين من سياسة الولايات المتحدة الطويلة المدى لتدمير" تنظيم الدولة الإسلامية.
وأضاف: "نحن استفدنا من ذلك أيضا، لكن الوقت حان لإعادة قواتنا إلى الوطن".
كما أشار ترامب أيضا إلى فكرة إقامة "منطقة عازلة بطول 20 ميلا".
وتقول باربارا بليت، مراسلة بي بي سي، إن في ذلك إشارة إلى طبيعة الحل الذي يسعى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى التفاوض عليه.
ماذا قال وزير الخارجية الأمريكي؟
قال بومبيو، الأحد، إنه تحدث هاتفيا إلى نظيره التركي، وإنه "متفائل" بإمكانية التوصل لاتفاق مع تركيا، يحمي المقاتلين الأكراد، لكنه لم يقدم مزيدا من التفاصيل.
وفي تصريحات أدلى بها في أبوظبي، قال وزير الخارجية الأمريكي إن الولايات المتحدة تعترف بـ"حق الشعب التركي، وحق الرئيس أردوغان، في الدفاع عن بلده ضد الإرهابيين".
وأضاف: "نعلم أيضا أن أولئك، الذين قاتلوا إلى جوارنا طيلة كل هذا الوقت، يستحقون الحماية أيضا".
كم عدد القوات الأمريكية في سوريا؟
نشرت الولايات المتحدة نحو ألفي جندي في شمالي سوريا، حسب تقارير.
ووصلت قوات برية لأول مرة، في خريف عام 2015، حينما أرسل الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، عددا قليلا من القوات الخاصة، لتدريب وتقديم الدعم لمسلحين أكراد.
وفعلت الولايات المتحدة ذلك، عقب عدة محاولات، لتدريب وتسليح مجموعات عربية من المعارضة السورية، لقتال تنظيم الدولة الإسلامية، لكن الأمر تحول إلى فوضى.
وبمرور السنوات، زاد عدد القوات الأمريكية في سوريا، وجرى إنشاء شبكة من القواعد، في شمال شرقي البلاد.