إفتح حسابك مع شركة XM  برعاية عرب اف اكس
إفتح حسابك مع تيكيمل

تطبيق الإتفاق الأوروبي أمام عقبتين رئيسيتين

طارق جبور

المدير العام
طاقم الإدارة
المشاركات
82,631
الإقامة
قطر-الأردن

xm    xm

 

 

في سعيهم لاجتياز مرحلة الخطر وإعلان النصر على الأزمة كانت عين الأوروبيين على الصين، وكان خوفهم على إيطاليا.
عين الاوروبيين كانت ولا تزال على الصين، وعين الصين على حماية استثماراتها في اوروبا ان تمت، عينها أيضا على الباب الاوروبي الذي تريد فتحه على مصراعيه أمام بضائعها لتدخل الى أوروبا وأمام التكنولوجيا الأوروبية لتبحر الى أراضيها. تعطيني أعطيك..
لا شك في كون الاستثمار في أوروبا*اليوم ليس طريقا*مفروشا بالرياحين أو صفقة غنية بالأرباح السريعة، فهنالك مخاطر كبيرة واحتمالات الخسائر واردة وتحقيق الأرباح يحتاج إلى الانتظار فترة طويلة تمتد لعشرين عاما أو أكثر.
في أعقاب*اجتماع له مع الرئيس التنفيذي لصندوق الاستقرار الأوروبي "كلاوس رانلنغ" - *الذي زار بكين يوم الجمعة بحثا عن مصادر تمويل لخطة الإنقاذ - قال نائب وزير المالية الصيني " زو غوانغياو"إن الصين ترغب في التعرف على تفاصيل خطة الإنقاذ الخاصة بصندوق الاستقرار قبل أن تقرر فيما إذا كانت ستضع أموالا جديدة في منطقة اليورو. إنها طريقة أخرى للقول بأن الصين لن تستثمر الا بشروط. فماذا عساها تكون الشروط الصينية؟
*
الشروط الصينية هذه لا يُعقَل أن تكون إلا وسيلة لتحقيق مكاسب يمكن ايجازها بالتالي:
*ليس من المنطقي الإعتقاد أن الصين سترتضي المساهمة في إنقاذ اوروبا بينما يستمر الأوروبيون في دعم الأميركيين في حملتهم الشرسة لإجبار الصين على رفع قيمة اليوان. هدف الصين الاول إذا سيكون الحصول على التزام اوروبي بالتوقف عن دعم اميركا في مطالبتها برفع قيمة اليوان.
الحصول على ضمانات بعدم ضياع الأموال المستثمرة ( سواء في الديون او الأصول) قد تكون عبر الحق بالمشاركة في الإشراف على إدارة هذه الأموال في صندوق الإنقاذ الأوروبي أو في صندوق جديد يتم إنشاؤه تحت رعايتها.
الصين تريد لليوان ان يحتل كرسيه الملائم الى جانب الدولار واليورو. إنها الفرصة الذهبية لها إذا ولن تفوتها. ألإستثمار سيكون باليوان وليس باليورو ما يمكن اعتباره اعترافا دوليا اوليا بالعملة الصينية كعملة عالمية منافسة لليورو والدولار.
الحصول على تكنولوجيا اوروبية تمنع عنها حتى الان وبخاصة في القطاع العسكري.
*
من هذا المنطلق لا بد من إعطاء بند اشتراك الصين في جهود الحل الأوروبي ما يستحقه من أهمية إنطلاقا من السؤال الكبير المشروع والمبرر: هل ستكون أوروبا مستعدة لإعطاء الصين مثل هذه الميزات من أجل دعم مالي لن يكون من المؤكد إنه سيوصل الى النهاية السعيدة المنشودة؟ ألن تدفع أوروبا* في حال خضعت للشروط الصينية أكثر مما ستأخذ؟ مثل هذا الإتفاق هل سيكون فرصة ذهبية لأوروبا، أم للصين؟
من هذا المنطلق أيضا لا بد من التحفظ على الإندفاعة التفاؤلية الكبيرة التي تم استقبال نتائج القمة الأوروبية بها نهاية الأسبوع الماضي، إذ من المبكر بعد الرهان على أن ما تم الإتفاق عليه واقعي وقابل للتنفيذ بما يضمن الاستقرار والإنقاذ لأوروبا.
*
*
العقبة الثانية التي تعيق السعي الأوروبي الى الحل هي إيطاليا فماذا عنها؟
*
الحفرة الايطالية عميقة، وبرلوسكوني لا يتوقف عن الحفر. لا شك بكون هذا الواقع بات الآن يشكل العقبة الرئيسية في طريق الحل المعمول له أوروبيا بعد تراجع الأزمة اليونانية من واجهة الحدث. يوم الجمعة الماضي كان من المُفترض - تحت تأثير المناخ الإيجابي المُشاع - *ان تدفع ايطاليا فائدة منخفضة على سندات جديدة أصدرتها، ولكن المفاجأة جاءت معاكسة لكون أسعار الفائدة ارتفعت.*يوم الجمعة أصدرت*وزارة المالية الإيطالية سندات بقيمة 3 مليارات يورو مستحقة لعام 2022 بنسبة 6.06 في المائة، وهي تعد النسبة الأعلى منذ العمل بعملة اليورو. وكذلك*أصدرت سندات بقيمة 3.1 مليار دولار مستحقة في 2014 بعائد نسبته 4.93 في المائة مقارنة بـ4.68 في المائة خلال المزاد الأخير في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي.
الى ذلك فقد ارتفعت العائدات على السندات بـ17.7 نقطة لتصل إلى 5.49 في المائة في إسبانيا،*وبـ14.4 نقطة (نحو سبع في المائة) لتصل إلى 6.01 في المائة في إيطاليا.
*
هذا يثبت أن قلق المستثمرين لم يتبدد وأن ارتفاع الأسواق يوم الخميس لم يعكس الصورة الحقيقية للوضع. الصورة الحقيقية تمت ترجمتها ترددا في سوق يوم الجمعة الذي شهد معاودة طرح الكثير من الأسئلة التي لا تزال الأجوبة عليها غامضة.
*
*هل يعني ما تقدم ان الأسواق ستعيش مجددا هذا الأسبوع حالة الضياع التي شهدتها في الفترة التي سبقت القمة الأوروبية؟
بالطبع إن المعطيات المتوفرة تدعو الى الحذر بكون القلق سيكون مجددا سيد الساحة. حيرة الأسواق يوم الجمعة توحي بذلك. محطات الأسبوع الحالي البيانية والسياسية العالية الأهمية تقول أيضا بأنه ما من مبرر للإلتزام بمراكز كبيرة رهانا على صوابية ما فعله الأوروبيون قبل سماع مقررات قمة العشرين وقبل الإطلاع على أوضاع سوق العمل الأميركي**نهاية الاسبوع الحالي، وقبل الإصغاء الى كل من رئيس الفدرالي الأميركي " بن برنانكي " والرئيس الجديد للمركزي الأوروبي " ماريو دراجي"* يومي الاربعاء والخميس.
*
*
وما القول عن سوق السندات؟
*
لا مبرر للرهان على تراجع أسعار السندات الألمانية وارتفاع فوائدها. أيضا لا مبرر للرهان على ارتفاع لأسعار سندات بلدان الجنوب وتراجع فوائدها. بداية الأسبوع من المرجح أن تُطبع بالترقب والحذر. نهايته من المُفترض ان تزيد الوضوح وتحدد مناخ الأيام التي تليها.
*
*
وعن اليورو؟ وعن الدولار؟
*
اليورو تعرض يوم الجمعة لأكثر من عملية جني أرباح بعد ارتفاعات يوم الخميس المتفلتة. تراجعه أوحى أيضا بجديّة التساؤلات التي لم تبرح الأسواق. هو قد يحاول مجددا إحداث اختراقات جديدة، ولكن الأمل بتحقيق نجاحات محدود جدا.
الدولار سيكون على موعد مهم يوم الاربعاء مع قرارات لجنة السوق المفتوحة، وبالأخص مع كلام رئيس الفدرالي " برنانكي " عن التيسير الكمي الثالث الذي سيشكل عامل ضغط على الدولار بالمدى القريب فيما لو ظهر انه الدواء المرّ الذي لا بد من تجرعه.

 
عودة
أعلى