رضا البطاوى
عضو فعال
- المشاركات
- 2,704
- الإقامة
- مصر
سورة الإنسان
سميت بهذا الاسم لذكر الإنسان فى قوله"هل أتى على الإنسان حين من الدهر".
"بسم الله الرحمن الرحيم هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا "المعنى بحكم الرب النافع المفيد هل جاء على الفرد وقت من الزمن لم يكن مخلوقا موجودا ،يسأل الله هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يك شيئا مذكورا والمراد هل جاء على المرء وقت من الأوقات لم يكن شيئا موجودا،والغرض من السؤال هو إخبار النبى (ص) أن اسم الله الرحمن الرحيم والمراد أن حكم الرب النافع المفيد هو أن الإنسان جاء عليه فترة من الفترات الكونية لم يكن موجودا فيها وهو ما قبل خلق آدم(ص) والخطاب وما بعده وما بعده وما بعده وما بعده وما بعده للنبى(ص)
"إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا "المعنى إنا أنشأنا الفرد من منى مختلط نختبره فخلقناه عارفا عليما إنا عرفناه الدين إما مطيعا وإما عاصيا ،يبين الله لنبيه(ص) أنه خلق الإنسان من نطفة أمشاج والمراد أنه أبدع الفرد من منى مشترك حيث يدخل ما يسمونه الحيوان المنوى للرجل فى بويضة الأنثى والسبب نبتليه والمراد نختبره أيسلم أم يكفر ؟فجعلناه سميعا بصيرا والمراد فخلقناه عارفا خبيرا بالسبيل ،ويبين لنا أنه هدى الإنسان السبيل أى عرف الفرد الدين وهو النجدين طريق الخير وطريق الشر مصداق لقوله بسورة البلد"إنا هديناه النجدين "ولذا فهو إما شاكرا أى مطيعا لطريق الخير وإما كفورا أى مطيعا لطريق الشر .
"إنا أعتدنا للكافرين سلاسلا وأغلالا وسعيرا "المعنى إنا جهزنا للمكذبين قيودا أى سلاسلا ونارا ،يبين الله لنبيه(ص)أنه أعتد للكافرين والمراد جهز للمكذبين بدينه سلاسلا وفسرها بأنها أغلالا أى قيودا يربطون منها وسعيرا أى نارا .
"إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا "المعنى إن المسلمين يسقون من نهر كان منبعه كافورا نهرا يسقى منه خلق الله يشربونه متتابعا ،يبين الله لنبيه(ص)أن الأبرار وهم الأطهار أى المسلمين يشربون من كأس كان مزاجها كافورا والمراد من عين كان مصدره وهو منبعه كافورا وهذا يعنى أن السائل الذى يشربونه مصدره الكافور وهو من عين يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا والمراد من نهر يسقى منه خلق الله يشربونه شربا متواليا.
"يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا"المعنى يتمون العهد ويخشون يوما كان عقابه دائما ويعطون العطاء على وده محتاجا وفاقد الأب وسجينا إنما نعطيكم لثواب الله لا نطلب منكم مقابلا أى حمدا،إنا نخشى من إلهنا يوما مسودا مهينا فمنعه الله أذى ذلك اليوم وأعطاهم متعة وفرحا ،يبين الله لنبيه(ص) أن الأبرار يوفون بالنذر والمراد يتمون العهد والمراد يطيعون ميثاقهم مع الله وهم يخافون يوما كان شره مستطيرا والمراد ويخشون عقاب يوم كان عقابه مستمرا والمراد يخشون عذاب يوم القيامة الدائم وهم يطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا والمراد وهم يعطون المال رغم رغبتهم فيه محتاجا له وفاقد الأب فى صغره وحبيس الحرب ويقولون لهم إنما نطعمكم لوجه الله والمراد إنما نعطيكم المال رغبة فى الحصول على ثواب الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا والمراد لا نرغب منكم فى مقابل أى حمد منكم ،إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا والمراد إنا نخشى من خالقنا عذاب يوم مذلا مهينا فكانت النتيجة أن وقاهم الله شر ذلك اليوم أى منع عنهم الله عذاب ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا والمراد وأعطاهم نعيما أى متاعا أى فرحا والمراد أسكنهم الجنة .
"وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا ويطاف عليهم بأنية من فضة وأكوابا كانت قواريرا قواريرا من فضة قدروها تقديرا "المعنى أى أثابهم بما أطاعوا حديقة وحريرا راقدين فيها على الأسرة لا يشهدون فيها حرا ولا بردا وواقعة عليهم خيالاتها وسهلت ثمارها تسهيلا ويدار عليهم بأكواب من فضة وكئوس كانت رقيقات رقيقات من فضة صنعوها صناعة ،يبين الله لنبيه(ص)أن الأبرار جزاهم الله بما صبروا أى أثابهم بما تبعوا حكمه جنة أى حديقة وحريرا أى ولباسهم فى الجنة من الحرير وهم متكئين فيها على الأرائك والمراد وهم راقدين فيها على الفرش وهى الأسرة لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا والمراد لا يعلمون فيها حرارة ولا بردا وإنما جوها دائما معتدل جميل لا يشتكون منه ودانية عليهم ظلالها والمراد وواقعة على أجسامهم خيالات أشجار الجنة وذللت قطوفها تذليلا والمراد وأعطيت لهم ثمار الجنة اعطاء مستمرا ويطاف عليهم بآنية من فضة والمراد ويدور عليهم غلمان بصحاف من فضة وأكواب أى كئوس من فضة كانت قواريرا قواريرا من فضة والمراد كانت زجاجات زجاجات أى شفافات شفافات من فضة قدروها تقديرا أى صنعوها صناعة متقنة
"ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا عينا فيها تسمى سلسبيلا ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا "المعنى ويرون فيها خمرا كان منبعها زنجبيلا نهرا فيها يدعى سلسبيلا ويدور عليهم غلمان باقون إذا شاهدتهم ظننتهم درا منشورا ،يبين الله لنبيه (ص)أن الأبرار يسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا والمراد يروون فى الجنة خمرا كان مصدرها زنجبيلا وهذا الزنجبيل منبعه عينا فيها تسمى سلسبيلا والمراد نهرا فى الجنة يدعى سلسبيلا،ويطوف عليهم ولدان مخلدون والمراد ويدور عليهم غلمان مقيمون فى الجنة بالكئوس والصحاف مصداق لقوله بسورة الطور"ويطوف عليهم غلمان مخلدون"ويبين للنبى (ص)أنه إذا رآهم حسبهم لؤلؤا منثورا والمراد إذا شاهدهم ظنهم درا متفرقا فى أنحاء الجنة والخطاب وما قبله وما بعده وما بعده وما بعده للنبى(ص)
"وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا عاليهم ثياب سندس خضر واستبرق وحلوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شرابا طهورا إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا "المعنى وإذا شاهدت ثم شاهدت متاعا أى نفعا دائما لباسهم ملابس حرير أخضر ولامع وارتدوا حلى من فضة ورواهم خالقهم سائلا لذيذا إن هذا كان لكم ثواب وكان عملكم محمودا ،يبين الله لنبيه (ص)أنه إذا رأى ثم رأى والمراد إذا شاهد وكرر المشاهدة سيشهد نعيما أى متاعا وفسره بأنه ملك كبير أى نفع عظيم منه أن عاليهم ثياب خضر واستبرق والمراد فوق أجسام الأبرار ملابس من حرير أخضر اللون وحرير براق وفى هذا قال بسورة الحج"ولباسهم فيها حريرا"وهم قد حلوا أساور من فضة والمراد وقد لبسوا حلى من الفضة وسقاهم ربهم شرابا طهورا والمراد ورواهم خالقهم سائلا عذبا مباركا وقالت الملائكة لهم :إن هذا كان لكم جزاء أى "ثوابا من عند الله"كما قال بسورة آل عمران وكان سعيكم مشكورا والمراد وكانت طاعتكم مثابة بالجنة لكم .
"إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم آثما أو كفورا واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا "المعنى إنا نحن أوحينا لك الكتاب وحيا فاتبع أمر خالقك ولا تتبع منهم ظالما أى كذابا أى أطع حكم إلهك نهارا وليلا أى من الليل فأطعه أى اتبعه ليلا مستمرا،يبين الله لنبيه (ص)التالى إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا والمراد إنا نحن ألقينا لك الكتاب إلقاء والمراد "وأوحينا إليك قرآنا عربيا"كما قال بسورة الشورى ويطلب منه أن يصبر لحكم ربه والمراد أن يطيع حكم الله وفسره بأنه يذكر اسم ربه بكرة وأصيلا والمراد أن يطيع حكم ربه نهارا وليلا وفسره بأنه يسجد له أى يسبحه أى يطيع حكمه ليلا طويلا أى مستمرا والمراد كل ليل وكل نهار وفسره بألا يطع منهم آثما والمراد ألا يتبع حكم ظالم وفسره بأنه الكفور وهو المكذب بحكم الله .
"إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوما ثقيلا نحن خلقناهم وشددنا أسرهم وإذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلا "المعنى إن هؤلاء يريدون الدنيا ويتركون خلفهم يوما مذلا نحن أنشأناهم وعظمنا أمرهم وإذا أردنا خلقنا أشباههم خلقا،يبين الله لنبيه (ص)أن هؤلاء وهم الكفار يحبون العاجلة والمراد يريدون متاع الدنيا ويذرون وراءهم يوما ثقيلا والمراد ويتركون العمل لما خلفهم أى لما بعد موتهم وهو اليوم الثقيل أى المهين المذل ،ويبين له :نحن خلقناهم أى أبدعناهم وشددنا أسرهم والمراد وعظمنا ملكهم والمراد مكناهم فى الأرض وإذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلا والمراد وإذا أردنا خلقنا أشباههم خلقا والمراد لو أحب خلق ناس يطيعون حكمه لخلقهم والخطاب للنبى(ص)
"إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما "المعنى إن هذا بلاغ فمن أراد جعل إلى خالقه طريقا وما تفعلون إلا أن يفعل الرب إن الرب كان خبيرا قاضيا ،يبين الله للناس التالى إن هذه تذكرة والمراد إن القرآن بلاغ للحق والباطل فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا والمراد فمن أراد جعل لنيل ثواب إلهه طريقا هو طاعة القرآن ويبين لهم أنهم ما يشاءون إلا أن يشاء الله والمراد ما يذكرون إلا أن يريد الله مصداق لقوله بسورة المدثر"وما تذكرون إلا أن يشاء الله"وهذا يعنى أنهم لا يسلمون إلا أن يريد الله إسلامهم فى نفس الوقت والله عليم حكيم أى خبير بكل شىء قاض بالعدل والخطاب وما بعده للناس
"يدخل من يشاء فى رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما "المعنى يسكن من يريد فى جنته والكافرين جهز لهم عقابا شديدا ،يبين الله للناس أنه يدخل من يشاء فى رحمته والمراد أنه يسكن من يريد وهم المؤمنين فى جناته مصداق لقوله بسورة محمد"إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات"والظالمين أعد لهم عذابا أليما والمراد والكافرين جهز لهم عقابا مهينا مصداق لقوله بسورة الأحزاب"وأعد لهم عذابا مهينا "
سميت بهذا الاسم لذكر الإنسان فى قوله"هل أتى على الإنسان حين من الدهر".
"بسم الله الرحمن الرحيم هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا "المعنى بحكم الرب النافع المفيد هل جاء على الفرد وقت من الزمن لم يكن مخلوقا موجودا ،يسأل الله هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يك شيئا مذكورا والمراد هل جاء على المرء وقت من الأوقات لم يكن شيئا موجودا،والغرض من السؤال هو إخبار النبى (ص) أن اسم الله الرحمن الرحيم والمراد أن حكم الرب النافع المفيد هو أن الإنسان جاء عليه فترة من الفترات الكونية لم يكن موجودا فيها وهو ما قبل خلق آدم(ص) والخطاب وما بعده وما بعده وما بعده وما بعده وما بعده للنبى(ص)
"إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا "المعنى إنا أنشأنا الفرد من منى مختلط نختبره فخلقناه عارفا عليما إنا عرفناه الدين إما مطيعا وإما عاصيا ،يبين الله لنبيه(ص) أنه خلق الإنسان من نطفة أمشاج والمراد أنه أبدع الفرد من منى مشترك حيث يدخل ما يسمونه الحيوان المنوى للرجل فى بويضة الأنثى والسبب نبتليه والمراد نختبره أيسلم أم يكفر ؟فجعلناه سميعا بصيرا والمراد فخلقناه عارفا خبيرا بالسبيل ،ويبين لنا أنه هدى الإنسان السبيل أى عرف الفرد الدين وهو النجدين طريق الخير وطريق الشر مصداق لقوله بسورة البلد"إنا هديناه النجدين "ولذا فهو إما شاكرا أى مطيعا لطريق الخير وإما كفورا أى مطيعا لطريق الشر .
"إنا أعتدنا للكافرين سلاسلا وأغلالا وسعيرا "المعنى إنا جهزنا للمكذبين قيودا أى سلاسلا ونارا ،يبين الله لنبيه(ص)أنه أعتد للكافرين والمراد جهز للمكذبين بدينه سلاسلا وفسرها بأنها أغلالا أى قيودا يربطون منها وسعيرا أى نارا .
"إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا "المعنى إن المسلمين يسقون من نهر كان منبعه كافورا نهرا يسقى منه خلق الله يشربونه متتابعا ،يبين الله لنبيه(ص)أن الأبرار وهم الأطهار أى المسلمين يشربون من كأس كان مزاجها كافورا والمراد من عين كان مصدره وهو منبعه كافورا وهذا يعنى أن السائل الذى يشربونه مصدره الكافور وهو من عين يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا والمراد من نهر يسقى منه خلق الله يشربونه شربا متواليا.
"يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا"المعنى يتمون العهد ويخشون يوما كان عقابه دائما ويعطون العطاء على وده محتاجا وفاقد الأب وسجينا إنما نعطيكم لثواب الله لا نطلب منكم مقابلا أى حمدا،إنا نخشى من إلهنا يوما مسودا مهينا فمنعه الله أذى ذلك اليوم وأعطاهم متعة وفرحا ،يبين الله لنبيه(ص) أن الأبرار يوفون بالنذر والمراد يتمون العهد والمراد يطيعون ميثاقهم مع الله وهم يخافون يوما كان شره مستطيرا والمراد ويخشون عقاب يوم كان عقابه مستمرا والمراد يخشون عذاب يوم القيامة الدائم وهم يطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا والمراد وهم يعطون المال رغم رغبتهم فيه محتاجا له وفاقد الأب فى صغره وحبيس الحرب ويقولون لهم إنما نطعمكم لوجه الله والمراد إنما نعطيكم المال رغبة فى الحصول على ثواب الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا والمراد لا نرغب منكم فى مقابل أى حمد منكم ،إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا والمراد إنا نخشى من خالقنا عذاب يوم مذلا مهينا فكانت النتيجة أن وقاهم الله شر ذلك اليوم أى منع عنهم الله عذاب ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا والمراد وأعطاهم نعيما أى متاعا أى فرحا والمراد أسكنهم الجنة .
"وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا ودانية عليهم ظلالها وذللت قطوفها تذليلا ويطاف عليهم بأنية من فضة وأكوابا كانت قواريرا قواريرا من فضة قدروها تقديرا "المعنى أى أثابهم بما أطاعوا حديقة وحريرا راقدين فيها على الأسرة لا يشهدون فيها حرا ولا بردا وواقعة عليهم خيالاتها وسهلت ثمارها تسهيلا ويدار عليهم بأكواب من فضة وكئوس كانت رقيقات رقيقات من فضة صنعوها صناعة ،يبين الله لنبيه(ص)أن الأبرار جزاهم الله بما صبروا أى أثابهم بما تبعوا حكمه جنة أى حديقة وحريرا أى ولباسهم فى الجنة من الحرير وهم متكئين فيها على الأرائك والمراد وهم راقدين فيها على الفرش وهى الأسرة لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا والمراد لا يعلمون فيها حرارة ولا بردا وإنما جوها دائما معتدل جميل لا يشتكون منه ودانية عليهم ظلالها والمراد وواقعة على أجسامهم خيالات أشجار الجنة وذللت قطوفها تذليلا والمراد وأعطيت لهم ثمار الجنة اعطاء مستمرا ويطاف عليهم بآنية من فضة والمراد ويدور عليهم غلمان بصحاف من فضة وأكواب أى كئوس من فضة كانت قواريرا قواريرا من فضة والمراد كانت زجاجات زجاجات أى شفافات شفافات من فضة قدروها تقديرا أى صنعوها صناعة متقنة
"ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا عينا فيها تسمى سلسبيلا ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا "المعنى ويرون فيها خمرا كان منبعها زنجبيلا نهرا فيها يدعى سلسبيلا ويدور عليهم غلمان باقون إذا شاهدتهم ظننتهم درا منشورا ،يبين الله لنبيه (ص)أن الأبرار يسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا والمراد يروون فى الجنة خمرا كان مصدرها زنجبيلا وهذا الزنجبيل منبعه عينا فيها تسمى سلسبيلا والمراد نهرا فى الجنة يدعى سلسبيلا،ويطوف عليهم ولدان مخلدون والمراد ويدور عليهم غلمان مقيمون فى الجنة بالكئوس والصحاف مصداق لقوله بسورة الطور"ويطوف عليهم غلمان مخلدون"ويبين للنبى (ص)أنه إذا رآهم حسبهم لؤلؤا منثورا والمراد إذا شاهدهم ظنهم درا متفرقا فى أنحاء الجنة والخطاب وما قبله وما بعده وما بعده وما بعده للنبى(ص)
"وإذا رأيت ثم رأيت نعيما وملكا كبيرا عاليهم ثياب سندس خضر واستبرق وحلوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شرابا طهورا إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا "المعنى وإذا شاهدت ثم شاهدت متاعا أى نفعا دائما لباسهم ملابس حرير أخضر ولامع وارتدوا حلى من فضة ورواهم خالقهم سائلا لذيذا إن هذا كان لكم ثواب وكان عملكم محمودا ،يبين الله لنبيه (ص)أنه إذا رأى ثم رأى والمراد إذا شاهد وكرر المشاهدة سيشهد نعيما أى متاعا وفسره بأنه ملك كبير أى نفع عظيم منه أن عاليهم ثياب خضر واستبرق والمراد فوق أجسام الأبرار ملابس من حرير أخضر اللون وحرير براق وفى هذا قال بسورة الحج"ولباسهم فيها حريرا"وهم قد حلوا أساور من فضة والمراد وقد لبسوا حلى من الفضة وسقاهم ربهم شرابا طهورا والمراد ورواهم خالقهم سائلا عذبا مباركا وقالت الملائكة لهم :إن هذا كان لكم جزاء أى "ثوابا من عند الله"كما قال بسورة آل عمران وكان سعيكم مشكورا والمراد وكانت طاعتكم مثابة بالجنة لكم .
"إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم آثما أو كفورا واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا "المعنى إنا نحن أوحينا لك الكتاب وحيا فاتبع أمر خالقك ولا تتبع منهم ظالما أى كذابا أى أطع حكم إلهك نهارا وليلا أى من الليل فأطعه أى اتبعه ليلا مستمرا،يبين الله لنبيه (ص)التالى إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا والمراد إنا نحن ألقينا لك الكتاب إلقاء والمراد "وأوحينا إليك قرآنا عربيا"كما قال بسورة الشورى ويطلب منه أن يصبر لحكم ربه والمراد أن يطيع حكم الله وفسره بأنه يذكر اسم ربه بكرة وأصيلا والمراد أن يطيع حكم ربه نهارا وليلا وفسره بأنه يسجد له أى يسبحه أى يطيع حكمه ليلا طويلا أى مستمرا والمراد كل ليل وكل نهار وفسره بألا يطع منهم آثما والمراد ألا يتبع حكم ظالم وفسره بأنه الكفور وهو المكذب بحكم الله .
"إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوما ثقيلا نحن خلقناهم وشددنا أسرهم وإذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلا "المعنى إن هؤلاء يريدون الدنيا ويتركون خلفهم يوما مذلا نحن أنشأناهم وعظمنا أمرهم وإذا أردنا خلقنا أشباههم خلقا،يبين الله لنبيه (ص)أن هؤلاء وهم الكفار يحبون العاجلة والمراد يريدون متاع الدنيا ويذرون وراءهم يوما ثقيلا والمراد ويتركون العمل لما خلفهم أى لما بعد موتهم وهو اليوم الثقيل أى المهين المذل ،ويبين له :نحن خلقناهم أى أبدعناهم وشددنا أسرهم والمراد وعظمنا ملكهم والمراد مكناهم فى الأرض وإذا شئنا بدلنا أمثالهم تبديلا والمراد وإذا أردنا خلقنا أشباههم خلقا والمراد لو أحب خلق ناس يطيعون حكمه لخلقهم والخطاب للنبى(ص)
"إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا وما تشاءون إلا أن يشاء الله إن الله كان عليما حكيما "المعنى إن هذا بلاغ فمن أراد جعل إلى خالقه طريقا وما تفعلون إلا أن يفعل الرب إن الرب كان خبيرا قاضيا ،يبين الله للناس التالى إن هذه تذكرة والمراد إن القرآن بلاغ للحق والباطل فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا والمراد فمن أراد جعل لنيل ثواب إلهه طريقا هو طاعة القرآن ويبين لهم أنهم ما يشاءون إلا أن يشاء الله والمراد ما يذكرون إلا أن يريد الله مصداق لقوله بسورة المدثر"وما تذكرون إلا أن يشاء الله"وهذا يعنى أنهم لا يسلمون إلا أن يريد الله إسلامهم فى نفس الوقت والله عليم حكيم أى خبير بكل شىء قاض بالعدل والخطاب وما بعده للناس
"يدخل من يشاء فى رحمته والظالمين أعد لهم عذابا أليما "المعنى يسكن من يريد فى جنته والكافرين جهز لهم عقابا شديدا ،يبين الله للناس أنه يدخل من يشاء فى رحمته والمراد أنه يسكن من يريد وهم المؤمنين فى جناته مصداق لقوله بسورة محمد"إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات"والظالمين أعد لهم عذابا أليما والمراد والكافرين جهز لهم عقابا مهينا مصداق لقوله بسورة الأحزاب"وأعد لهم عذابا مهينا "