توازن التناقضات ميزة المرحلة

[طارق جبور]

   

 

 

*
*
خيبة الأمل حيال مساعي الأوروبيين في بحثهم العبثي عن حل لأزمتهم ليست جديدة. هي رافقت الأسواق منذ أشهر عديدة، وطفت على سطح الأحداث بقوة في الاسابيع القليلة الماضية. هذا التقدم الواضح للأخبار المتشككة جعل خيبة الأمل مستوعبة في أسعار السوق الحالية ( البورصات واليورو )، فبالكاد نجد واحدا من المتابعين لمجريات الأحداث يتوقع صدور أنباء سعيدة عن اجتماعات الرؤساء الاوروبيين في قمة الأحد، خاصة وان مصادر مطلعة استبعدت صدور بيان عن القمة التي سترحّل كل شيء الى يوم الاربعاء القادم.
*
لا أحد يتوقع حدثا عجائبيا يزفّ البشرى للأعين المتلهفة لرؤية الدخان الأبيض. لا أحد أيضا يعيش في أجواء الخوف من تبلّغ اخبار الخلاف الذي تفجّر وأودى بمنطقة اليورو الى حتفها.
*
إنه التوازن ولو في المسير على حافة الهاوية، وهو محمود حتى الآن. الكل مجبَر على الإنتظار حتى أواسط الاسبوع الحالي.
*
النهاية الخضراء للأسواق في آخر يوم من الأسبوع الماضي دليل عافية؟
لا يجب التسرع والاسراف بالتفاؤل. نكسة وخيبة أمل جديدة واردة في أي وقت وردا على أي موقف مستجد يغلب عليه التشكك. توازن التناقضات*لم يعفِ*الأسواق من التقلبات المتطيرة ولن يعفيَها منه بانتظار ما سيكون عليه الأمر يوم الأربعاء، خاصة وأن الأفق لا يزال رماديا، وليس من المؤكد أن الجهود ستنتهي الى الدخان الأبيض الذي ترجحه أكثرية الآراء...
نهاية القمتين الاوروبيتين الى الفشل والخروج من الاجتماعات بلا قرار، ولا اتفاق، مستبعد جدا. أيّ من الرؤساء الاوروبيين المعنيين باجتراح الحلول - وفي مقدمتهم الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية - لا يمكنه تحمل وزر الفشل. لا بد من حلّ ما...
إن تعزيز قدرات صندوق الإنقاذ الأوروبي لا بد أن يتحقق. أيضا من المرجح اجتراح حلّ ما بالنسبة لاقتطاع جزء من ديون اليونان، كما بالنسبة لرفع رأس مال بعض البنوك المهددة.
*
ولكن هل إن هذا سيكون الحل النهائي الكفيل بإغلاق النوافذ على كل ريح؟ بالطبع لا.. هذا سيدخلنا في مرحلة تنفس عميق واستراحة مرحلية..
*
وردة فعل الأسواق؟ ما تراها تكون؟
إن مثل هذه الخواتم تعتبر مستوعبة في الأسعار الحالية، أو ستكون كذلك حتى مساء يوم الثلاثاء، ولا استبعاد لحدوث الارتدادة التراجعية عندئذ على قاعدة اشتر ِ الإشاعة وبع الخبر...
*
محطة ألمانية مهمة هذا الاسبوع بالنسبة لسوق الأسهم لا بد من التوقف عندها. هنا يبدأ هذا الاسبوع موسم إعلان الشركات عن نتائجها الفصلية. 10 من شركات ال داكس الثلاثين تُصدر نتائجها هذا الأسبوع. على رأسها دوتشيه بنك و باير ودايملر و فولكسفاجن و لوفتهانزا. في سويسرا يُصدر مصرف يو بي اس نتائجه أيضا.
نتائج الشركات هذه، إن هي ترافقت مع أخبار طيبة تصدر عن القمة الاوروبية فلا شك بكونها ستشكل دعما مؤثرا لسوق الاسهم الالماني وعبره الاوروبي. ترافق الأخبار السلبية أيضا سيكون له مفعول كارثي..
*
واليورو ؟
*
من المرجح جدا بأنه سيواجه على ال 1.4000/ 4100 محطة مقاومة صلبة جدا. تجاوزُها بثبات وتصميم سيكون صعبا ومرهونا بمستجدات شديدة الايجابية تبقى مستبعدة حتى الان..
​