t.analysis
عضو ذهبي
- المشاركات
- 2,623
- الإقامة
- البحرين
جلسة أمريكية بقيادة قطاع المنازل وثقة المستهلكين
لا يزال قطاع المنازل الأمريكي يعاني من تبعات الأزمة المالية الأسوأ منذ الحرب
العالمية الثانية، حيث توالت البيانات المتباينة عن القطاع، لتأتي البيانات الصادرة
عن الأشهر الثلاثة الماضية لتؤكد بأن الأنشطة في القطاع تراجعت وأن الأوضاع لا
تزال تحت ضغوطات كبيرة، مشيرين بأن اليوم سيصدر عن القطاع بيانات جديدة
تتعلق بأسعار المنازل، هذا بالإضافة إلى مؤشر ثقة المستهلكين.
حيث سيصدر اليوم عن الاقتصاد الأمريكي مؤشر sp/cs لأسعار المنازل عن شهر
نيسان/ ابريل والذي من المتوقع أن يظهر مواصلة انخفاض أسعار المنازل لينخفض
بنسبة 0.20% مقارنة بالانخفاض السابق الذي بلغ 0.23%، بينما من المتوقع أن
تنخفض أسعار المنازل على الصعيد السنوي بنسبة 3.95% مقارنة بالانخفاض
السابق الذي بلغ 3.61%.
منوّهين عزيزي القارئ بأن قطاع المنازل الأمريكي لا يزال يتلقى الضغوطات التي تقع
على الاقتصاد الأمريكي وذلك على الرغم من التقدم النسبي الأخير الذي جرى
بالاقتصاد، في حين أن قطاع المنازل يواصل تعثره وذلك وفقا لتصريحات الفدرالي
الأمريكي نفسه، إذ يشير البنك بأن القطاع سيحتاج وقت أطول من غيره من
القطاعات ليصل إلى بر الأمان.
كما وأن التطلعات لمستقبل قطاع المنازل لا يزال مشوّش، حيث ذكرت اللجنة الوطنية
لإنشاءات المنازل مؤخرا الماضي ان المؤشرات التي تعكس ثقة القائمين على بناء
المنازل كانت عند القراءة الصفرية خلال نيسان/ ابريل، في حين ظهر بأن المقاولون
يتوقّعون بأن الأوضاع ستبقى سلبية خلال الستة أشهر القادمة في قطاع المنازل.
هذا مع العلم أن قيم حبس الرهن العقاري وصلت خلال الربع الأول من هذا العام إلى
نسبة 4.52% مشيرين إلى أنها سجلت مستوى مرتفع خلال الربع الرابع من العام
الماضي عند نسبة 4.64% وهو أعلى مستوى لقيم حبس الرهن العقاري في
التاريخ، مشيرين بأن هذه الأسباب تجتمع لتشكل ضغط كبير على نشاطات القطاع.
أضف إلى ذلك عزيزي القارئ بأن اللجنة الوطنية للإنشاءات أعلنت أيضا بأن
مستويات العرض على المنازل فاقت مستويات الطلب بكثير، الأمر الذي أسهم في
انخفاض أسعار المنازل بشكل ملحوظ، واضعين بعين الاعتبار أن المستهلكين
يواجهون ضعف نسبي في إنفاقهم، مشيرين بأن نسبة المتخلّفين عن تسديد قروضهم
العقارية ارتفعت خلال الربع الأول من هذا العام إلى 8.32% مقارنة بالقراءة
السابقة التي بلغت 8.25%.
لا يزال قطاع المنازل الأمريكي بحاجة إلى وقت كبير نسبيا ليصل إلى مرحلة الاستقرار
التام، وقد يتأخر القطاع في مرحلة تعافيه عن باقي القطاعات الأمريكية، وهنا نشير
بأن الأوضاع في قطاع المنازل قد تتحسن بمجرد نمو الاقتصاد الأمريكي بوتيرة أقوى
مما سبق، حيث أن مرحلة تعافي الاقتصاد ضمن وتيرة "معتدلة" لم تكن كفيلة لدعم
نشاطات قطاع المنازل، خاصة مع ارتفاع قيم حبس الرهن العقاري والتي أثرت على
انخفاض أسعار المنازل، لتؤدي إلى ارتفاع مستويات العرض على المنازل ليواصل
القطاع تعثره.
وبالعودة إلى أجندة البيانات الرئيسية الصادرة نشير بأنه من المتوقع أن ترتفع ثقة
المستهلكين خلال شهر حزيران/ يونيو ليصل إلى 61.0 مقارنة بالقراءة السابقة
التي بلغت 60.8، وهذا عقب طمأنة الفدرالي الأمريكي بأنه لن يقدم على رفع أسعار
الفائدة خلال هذا العام وأنه ملتزم بسياسته النقدية حتى نهاية العام إلى أن تطرأ
أمور جذرية تجبر على تحركات استثنائية.
وأخيرا نشير بأن الاقتصاد الأمريكي لا يزال بعيدا عن تحقيق التعافي التام من المرحلة
الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية، حيث من المؤكد سيلزمه المزيد من الوقت ليستقر
ويصل إلى بر الأمان، والذي من المتوقع حدوثه بشكل نسبي مع قدوم العام 2012...