- المشاركات
- 82,631
- الإقامة
- قطر-الأردن
*
واهم من ظن ان البنك المركزي الاوروبي حل المعضلة المالية الاوروبية من خلال توفيره مئات المليارات للبنوك بصورة قروض ميسرة . ما طمح له المركزي الاوروبي هو ببساطة خلق حالة من الثقة في اوساط البنوك وتشجيعها تيسير القروض وضخ السيولة في عروق الاقتصاد لخلق النمو وبعث الحياة مجددا.
الاحصاءات الاولية التي ظهرت بعد عملية الاقراض الاخيرة التي جرت الاسبوع الماضي اثبتت ان الهدف هذا لا يزال بعيد المنال. البنوك اودعت في صندوق البنك المركزي مبلغا قياسيا لم يسبق له مثيل تاريخيا في الماضيين القريب والبعيد. العبرة من الحدث : الثقة لم تُخلق بعد. البنك المركزي الاوروبي فشل - حتى الان - في بلوغ الهدف* .
على الجبهة الاميركية لا تبدو الصورة مختلفة. أحد مديري البنك المركزي الاميركي " ريتشارد فيشر " شكا في تصريحاته يوم أمس من نفس المشكلة وحذر من الوجهة التي تسلكها الاسواق ناصحا لها بان تتلمس الشفاء من مرض العصر. مرض العصر هو الاعتماد على الفدرالي الاميركي وانتظار المزيد من الحقن المالية المقوية من خزائنه.
على غرار ما هو الحال في اوروبا، كذلك هو في الولايات المتحدة. ال 2300 مليار دولار التي ضخها الفدرالي في الاسواق حتى الان منذ سبتمبر العام 2008 حين بدأ ببرامج التيسير الكمي لم تعطِ بعد المرجو منها لأن 1700 مليار ترقد في صندوق الفدرالي بحسب بيانات نهاية شهر فبراير الماضي فالبنوك تتردد وتلتمس الأمان وتفضله على الإقراض الغير مضمون.
"ريتشارد فيشر" و "بين برنانكي" حذرا الاسواق من استمرار التطلع الى المزيد من المليارات والاعتماد عليها ، اذ هي لن تأتي. رئيس البنك المركزي الالماني " وايدمن "*حذر في رسالة مكتوبة وجهها لرئيس المركزي الاوروبي*" دراجي " *من خطورة السياسة المتبعة، ليس خوفا من ارتفاع الاسعار وتفلت التضخم من عقاله، بل خشية من حجم القروض المقدمة الى البنوك ومن نوعية الضمانات المعتمدة، ما يعني التحذير من ان تؤدي هذه السياسة الى انهيار النظام المالي الاوروبي.
والاسواق؟
لاسواق تتجاهل التحذيرات السابق ذكرها. هي تتجاهل ايضا الدعوات الى عدم الرهان على تيسير كمي جديد والتخلص من افيون قاتل يتمثل بالاعتماد على طباعة الاوراق المالية الجديدة . انها تراهن على تيسير كمي جديد وطباعة المزيد من الدولارات واليوروات. ربما في يونيو او يوليو القادم.
ما تقدم ينسجم كليا مع حالة التردد والمراوحة التي عرفتها الاسواق بداية الاسبوع. اليوم هي تفتقر الى المواعيد المهمة ايضا، ما يعني انها قد لا تتمكن من الانعتاق من حالة التردد هذه بانتظار نهاية الاسبوع.
ما تقدم ينسجم ايضا مع وضع اليورو الذي عكس حالة الحذر و الترقب *الاوروبية بعد تجاوز الحكومة الاسبانية الاتفاقية الاوروبية ورفعها لهدف العجز للعام الحالي، وبعد ظهور تباشير مواجهة مستقبلية محتملة بين فرنسا من جهة والمانيا وايطاليا وبريطانيا من جهة اخرى في حال حل المرشح الاشتراكي " هولاند " محل الرئيس الحالي " ساركوزي " في قصر الاليزه. " هولاند " كان قد هدد بنقض الاتفاقية الاوروبية الجديدة التي تم توقيعها يوم الجمعة الماضي ما استدعى نشوء تكتل مواجه له.
هذا ولا ننسى اليونان الموضوعة باستمرار على لائحة المراقبة. نهاية الاسبوع سوف تتضح مواقف الدائنين من عملية الاعفاء من الديون وفي حال تبين ان المشاركة في هذه الاعفاءات لن تتعدى ال 75% فهذا سيكون سببا حتميا لعودة التوتر الى الاسواق.
ما يعني ذلك لليورو؟
ارتفاعاته الحالية غير مقنعة ولا يصح اعتبارها بداية لتحول جديد. يبقى انتظار محطات نهاية الاسبوع البيانية وما ستحمله من معطيات جديدة.