- المشاركات
- 19,998
- الإقامة
- تركيا
اصطدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بشأن النفوذ الروسي والإنفاق على الدفاع، وذلك قبل قمة لحلف شمال الأطلسي (ناتو).
وقال ترامب إن ألمانيا "خاضعة بالكامل لسيطرة روسيا" بسبب المستوى المرتفع من الغاز الطبيعي الذي تستورده الأولى من الأخيرة. واعتبر الرئيس الأمريكي أن هذا أمر "سيء للغاية للناتو".
وردت ميركل، حيث عقدت مقارنة بين الاستقلال الألماني حاليا ووقت نشأتها في ألمانيا الشرقية سابقا.
كما دافعت المستشارة الألمانية عن مساهمة بلدها في ميزانية حلف شمال الأطلسي.
غير أن ترامب أدلى بتصريحات أكثر تصالحية لاحقا بعدما اجتمع مع ميركل على هامش القمة في بروكسل.
وتأتي قمة بروكسل قبل أقل من أسبوع من عقد ترامب أول قمة له مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في هلسنكي، وهو ما يعيد إثارة المخاوف بين حلفاء الولايات المتحدة بسبب قربه من بوتين.
وصدم الرئيس ترامب بعضهم بالقول إن قمة الناتو قد تكون أصعب من قمة الإثنين القادم مع بوتين.
وقال الرئيس الأمريكي إن الولايات المتحدة "يتم استغلالها" من قبل أعضاء الناتو، الذي تأسس في عام 1949 لمواجهة الاتحاد السوفيتي، الذي تعتبر روسيا وريثته الرئيسية.
وانتقد دونالد توسك، رئيس المجلس الأوروبي، ترامب متهما إياه بانتقاد أوروبا "بشكل يومي تقريبا". وقال عبر موقع تويتر "عزيزتي أمريكا، يتعين عليك أن تقدري حلفاءك، لأنه لم يعد لديك عدد كبير من الحلفاء."
ماذا قال ترامب بالضبط عن ألمانيا؟
لدى ألمانيا أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي وتتهمها الإدارات الأمريكية منذ فترة طويلة بأنها أخفقت في الإسهام بحصتها العادلة في عمليات حلف الناتو، لكن ترامب كان أكثر حدة في انتقاداته.
وقال ترامب في اجتماعه، يوم الأربعاء، مع ستولتنبرغ: "في نهاية المطاف ستسيطر روسيا على ما يقرب من 70 بالمئة من ألمانيا بالغاز الطبيعي، لذا يجب أن تخبرني: هل هذا مناسب؟".
وقال: "ألمانيا سيطرت عليها روسيا بالكامل، لأنها ستحصل على ما يتراوح بين 60 و70 في المئة من طاقتها من روسيا، وخط أنابيب جديد، ويجب عليك أن تخبرني إن كان ذلك مناسبًا لأنني أعتقد أنه ليس كذلك، وأعتقد أنه أمر سيء جدًا بالنسبة لحلف الناتو".
واتهم ترامب ألمانيا بإنفاق "واحد في المئة" فقط من ناتجها الاقتصادي على الدفاع، في الوقت الذي تنفق الولايات المتحدة 4.2 في المئة "بالأرقام الفعلية".
وتنفق ألمانيا فعليًا 1.24 في المئة، في حين تنفق الولايات المتحدة 3.5 في المئة، وفقًا لتقديرات الناتو الأخيرة.
وقالت وكالة رويترز للأنباء إن وزيرة الدفاع الألمانية، أورسولا فون دير ليين، رفضت اتهامات ترامب بالسيطرة الروسية على بلادها.
ونقلت وكالة رويترز عن ليين قولها خلال حديث جانبي في قمة حلف الناتو : "لدينا كثير من المشاكل مع روسيا دون أدنى شك".
وأضافت: "من ناحية أخرى، يجب عليكم الحفاظ على خط الاتصال بين البلدان أو التحالفات والمعارضين دون أي سؤال."
ما هو سبب الخلاف على الإنفاق؟
قال الرئيس ترامب إن الولايات المتحدة "اُستُغلت" من قبل أعضاء آخرين في حلف الناتو، الذي تأسس عام 1949 لمواجهة الاتحاد السوفيتي، الذي تعد روسيا الدولة الرئيسية التي خلفته.
ويتمثل اعتراضه الرئيسي في أن معظم الدول الأعضاء لم تقم بزيادة ميزانياتها الدفاعية لتحقيق الهدف المتمثل في إنفاق ما لا يقل عن اثنين في المئة من إنتاجها الاقتصادي السنوي على الدفاع بحلول عام 2024.
ومن بين أعضاء الناتو البالغ عددهم 29 دولة، حققت خمسة بلدان فقط هذا الهدف العام الماضي، وهي الولايات المتحدة واليونان وإستونيا والمملكة المتحدة ولاتفيا. وتقترب بلدان أخرى، مثل بولندا وفرنسا، من تحقيق هذا الهدف.
لماذا تشعر دول الناتو بالقلق؟
يخشى بعضهم في حلف الناتو من أن تؤدي مطالب ترامب المتشددة والمتكررة إلى الإضرار بالروح المعنوية وتعزيز أهداف الرئيس الروسي بوتين الذي يتهمونه بالسعي لزعزعة استقرار الغرب.
وقد أعرب بعضهم عن مخاوفهم بشأن مستقبل حلف الناتو نفسه، وأشارت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، إلى أن أوروبا ربما لم تعد قادرة على الاعتماد على حليفتها الولايات المتحدة.
ورغم ذلك، قال مسؤولون أميركيون لرويترز إنه من المتوقع أن يؤكد ترامب دعم بلاده للمادة الخامسة من ميثاق حلف الناتو، التي تنص على أن الهجوم ضد حليف واحد يعتبر هجومًا على جميع الأعضاء.
وبعد قمة حلف الناتو، يوم الأربعاء، سيمضي الرئيس ترامب أربعة أيام في المملكة المتحدة قبل القمة التي سيعقدها مع الرئيس الروسي.
ما تأثير خلاف حلف الناتو على الاتحاد الأوروبي؟
وربط ترامب قضية الإنفاق العسكري الأمريكي بالفائض التجاري للاتحاد الأوروبي مع الولايات المتحدة، شاكيا من أن الاتحاد الأوروبي "يجعل من المستحيل على المزارعين والعمال والشركات لدينا أن تقوم بأعمال تجارية في أوروبا" ثم "تريدنا أن ندافع عنهم بسعادة من خلال حلف الناتو".
ويعد الاتحاد الأوروبي هو أكبر سوق للصادرات الأمريكية، إذ استورد سلعا وخدمات بقيمة 501 مليار دولار عام 2016، وهو آخر عام سجله مكتب الممثل التجاري الأمريكي.
وتقول الأرقام الصادرة عن المكتب إن واردات الولايات المتحدة من الاتحاد الأوروبي بلغت 592 مليار دولار - ما يعني وصول العجز في تجارة السلع والخدمات إلى 91 مليار دولار.
وخلال الشهر الماضي، أثارت الولايات المتحدة مخاوف من اندلاع حرب تجارية عن طريق فرض رسوم جمركية على الفولاذ والألومنيوم الذي تستودره من الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك وحلفاء آخرين للولايات المتحدة.
ورد الاتحاد الأوروبي بفرض تعريفات جمركية على بعض المنتجات، بما في ذلك الدراجات النارية وعصير البرتقال.