- المشاركات
- 19,998
- الإقامة
- تركيا
عاد خام برنت للتداول فوق مستويات 50 دولار أمريكي للبرميل، وذلك بعد فشله في اختراق المستوى النفسي، ولكن يبقى الهبوط هو السمة الأساسية لأسعار النفط الخام خلال الفترة المقبلة في ظل استمرار عوامل الضعف في أسواق الطاقة.
استقرت أسعار خام برنت عند مستويات 51.50 دولار أمريكي للبرميل، بعد أن انخفضت خلال الأسبوع لتسجل أدنى مستوياتها عند 49.66 دولار للبرميل، قبل أن ترتفع مجدداً لمستوياتها الحالية.
شهدت أسعار النفط الخام هبوط متواصل لستة أشهر متتالية بداية من شهر يوليو/تموز 2014، لينخفض خام برنت من وقتها حتى يومنا هذا بنسبة 56%.
من ناحية أخرى التوقعات تشير إلى المزيد من الهبوط في أسعار النفط الخام لتصل إلى المستوى 45 دولار للبرميل، وقد تمتد الخسائر حتى المستوى 40 دولار للبرميل، قبل أن تبدأ الأسعار في التعافي التدريجي خلال النصف الثاني من العام 2015.
تقرير وكالة الطاقة الأمريكية أظهر انخفاضاً غير متوقع في مخزونات النفط الخام بقيمة 3.06 مليون برميل، وهو الأمر الذي ساعد على توقف خسائر خام برنت وارتفاعه ليغلق فوق المستوى النفسي 50 دولار للبرميل.
انخفاض المخزونات الأمريكية غير كافي لتحسن النظرة المستقبلية للنفط الخام، ولكنه يساعد على التقاط الأنفاس في أسواق النفط الخام، وإعطاء فرصة للمؤشرات الفنية لتعديل التشبع الكبير في البيع على المستويات الزمنية المختلفة.
الهبوط في أسعار النفط الخام يبقى هو الأساس في الأسواق حالياً بسبب استمرار الاختلال في ميزان العرض والطلب، فالمعروض الحالي من النفط الخام يسبب تخمة في الأسواق في الوقت الذي يتراجع فيه الطلب العالمي على الطاقة بشكل كبير في ظل تباطؤ النمو الاقتصادي.
معدلات الإنتاج تزايدت بشكل غير مسبوق في روسيا والعراق، وليبيا بدأت بضخ كميات كبيرة أيضاً من النفط الخام، أيضاً إيران على وشك أن تصل إلى حلول بشأن العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، وبالتالي ستعود إلى أسواق النفط الخام.
كل هذا يزيد من المعروض العالمي من النفط الخام بشكل كبير، ناهيك عن طفرة إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة الأمريكية، والذي دفع بمعدلات الإنتاج إلى اعلى مستوياته منذ ثلاثة عقود.
أما عن الطلب فمستمر في التراجع بسبب تباطؤ النمو في الاقتصاديات العالمية، ولا سيما الصين التي تعد ثاني أكبر مستهلك للنفط الخام بعد الولايات المتحدة الأمريكية.
من جهة أخرى تشهد اليابان وأوروبا ضعفاً اقتصادياً كبيراً دفع باليابان إلى الركود بعد تسجيلها انكماش في النمو لربعين سنويين متتاليين، في حين أوروبا مستمرة في تفعيل البرامج التحفيزية لمواجهة الضعف الحالي في النمو الاقتصادي.
أما عن منظمة الدول المصدرة للنفط الخام (أوبك) فقد رفضت الانصياع للمطالبات بضرورة خفض إنتاجها من النفط الخام، لتأخذ قرارها خلال اجتماعها الأخير بتثبيت سقف إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة عند 30 مليون برميل يومياً.
وأشارت المنظمة إلى أنها تحافظ على حصتها في السوق، خاصة مع رفض الدول المنتجة غير الأعضاء خفض معدلات إنتاجها، ليصبح الأمر أشبه بالحرب السعرية بالنسبة للنفط الخام.
الجدير بالذكر أن منظمة أوبك من غير المتوقع أن تجتمع بشكل طارئ نظراً لعدم وجود جدوى لذلك من وجهة نظر المنظمة، بالرغم من الانهيار السعري المستمر في أسعار النفط الخام.
من هنا نستطيع القول إن النصف الأول من عام 2015 لن يشهد تحركاً من قبل أعضاء أوبك، لذا فعوامل الضعف مستمرة في أسواق النفط الخام، وهو الأمر الكفيل بدفع الأسعار إلى المزيد من الانخفاض خلال الفترة المقبلة.
إذن؛ فالمستويات 45 و 40 دولار للبرميل قد لا تكون بعيدة المنال كما يتوقع البعض في ظل استمرار عوامل الضعف في أسعار النفط الخام على المستوى العالمي.