- المشاركات
- 82,631
- الإقامة
- قطر-الأردن
*
لقد انقذ البرتغال على ما يبدو، هذا هو الحكم الاول على موقفه الحاسم تجاه وكالات التصنيف الائتماني، وإصراره على تجاهل تصنيفاتها في قبول المركزي للسندات البرتغالية كضمانات على قروض تطلبها البنوك التي تحتاج للسيولة.
*
هجوم تريشه على وكالات التصنيف الائتماني الاميركية غير مسبوق، اذ لم يعتد السوق على مثل هذا الموقف الذي انحصر سابقا بالسياسيين الاوروبيين. تصرفات بعض هذه الوكالات غير بعيدة عن السياسة، وبعيدة عن الموضوعية وعدم التحيز في التقييمات التي تصدرها. انها بكل وضوح منظمات تشوش على المالية الدولية وهي بالتالي غير مرغوب فيها من المؤسسات المالية العالمية. هكذا حكم رئيس المركزي الاوروبي على الامور.
*
المركزي الاوروبي سيقبل اذا جميع انواع السندات البرتغالية كضمانات لقروض تطلبها البنوك بصرف النظر عن تصنيفها. هذا سيحمي البنوك البرتغالية من أزمة سيولة كانت لتهدد وجودها لولا هذا القرار السريع والموقف المسؤول.
ولكن ما القول لاولئك المعارضين لهذا الموقف وما العمل معهم؟ اولئك المهددين بان قبول مثل هذه السندات سيعرض مصداقية البنك المركزي الاوروبي للخطر؟
جان كلود تريشه لم يتردد بالانتفاض العلني في رده على هذا السؤال.. قال:" ان البنك المركزي الاوروبي ليس بحاجة لسماع دروس في المصداقية من احد"، وأضاف " انه البنك المركزي الوحيد في العالم الذي نجح في مواجهته للتضخم وحصره دون مستوى ال 2.0% طيلة الاثني عشرة سنة التي عمل بها حتى الان". هو نجح في ذلك وسيبقى هذا هدفه الاول. هذا اثار موجة رهانات على ارتفاع جديد للفائدة بالرغم من ان تريشه شدد على ان رفع الفائدة الحالي ليس بالضرورة حلقة من حلقات عدة متتابعة..
*
اليورو رحب بالحدث وحقق ارتفاعا محترما بردة فعل لم تتأخر ساعدت عليها التقديرات الجديدة تجاه مستقبل الفائدة والتي تركز مجددا على ارتفاع جديد لها هذا العام في الخريف المقبل الى 1.75%.
فوائد السندات الالمانية والفرنسية ارتفعت. سندات بلدان الاطراف تراجعت فوائدها. انه ساعات راحة وتفاؤل وردة فعل السوق هذه طبيعية.
*
البورصات من جهتها رحبت بمواقف تريشه، لكنها ايضا هللت لارقام التوظيف في القطاع الخاص الاميركي التي جاءت على ارتفاع فاق التوقعات بكثير وفتحت الباب على مصراعيه لرهانات تفاؤلية لبيانات اليوم الجمعة. البورصات الاميركية اقفلت على ارتفاع ملموس، وكانت الاوروبية قد سبقتها في ذلك.
*
والكل اليوم بانتظار بيانات البطالة الشهرية بأمل لا يخلو من القلق...