- المشاركات
- 82,631
- الإقامة
- قطر-الأردن
كان العام 2014 عام الدولار فهو تمكن من التقدم مقابل جميع العملات الرئيسية وبقوة لا يمكن نكرانها. هذا التوجه الواثق من المرجح جدا ان يتتابع في العام 2015 استنادا الى كون هذا العام سيشهد بداية دورة رفع الفائدة التي استقرت على الصفر منذ العام 2008 وحتى الان. بالطبع رفع الفائدة سيجعل العملة الاميركية أكثر بريقا وهو يؤدي الى جانب ذلك الى جعل السيولة المتاحة في الاسواق أضعف حجما من ذي قبل.
هل يكون قرار رفع الفائدة الاول في شهر مارس؟
نعتبر في حكمنا على هذا الامر ان كل شيء متاح. الفدرالي قد يفاجئ الاسواق بالبدء برفع الفائدة نهاية الفصل الاول ان هو اطمأن الى حسن سير الامور من خلال البيانات المتعاقبة في الشهرين الاولين من العام. على هذا الصعيد لا ننسى كلمة " جانيت يللين " رئيسة الفدرالي في مؤتمرها الصحافي الاخير عندما أكدت ان رفع الفائدة لن يحدث في الاجتماعين الاولين من العام الجديد - هذا قد يعني ان احتمالات رفعها في الاجتماع الثالث وارد جدا - الى ذلك فان البيانات التي تتعاقب لا تقفل الطريق أمام هذا الاحتمال. معظم الخبراء متفقون حتى الان على كون اول قرار رفع للفائدة سيكون في يونيو وتليه قرارات تالية بخطوات صغيرة ومدروسة بعناية.
لسوق العملات ماذا سيعني التزام الفدرالي بخط حذر وخطوات مدروسة؟
بالنسبة للدولار سيعني ذلك ان ارتفاعات الدولار ستظل ضمن السيطرة وان المقررات الاولى ستكون مستوعبة في الاسعار الحالية .
بالنسبة لليورو سيعني ان الاخير سيبقى تحت الضغط نظرا لاختلاف الوجهة بين السياسة النقدية لكل من البنكين المركزيين الاميركي والاوروبي. ألاول سينهي مرحلة التيسير والثاني يتحضر للبدء بها. على كل حال نحن لا نعمل على اساس ان العملة الاوروبية ستكون امام حتمية الانهيار والخروج عن السيطرة في العام الجديد، حتى ولو باشر المركزي الاوروبي - وهذا ممكن جدا - بتطبيق برنامج شراء السندات الحكومية في الشهر الحالي.
لماذا نستبعد حدوث انهيارات حادة لليورو؟
لان البيئة الاقتصادية الاوروبية لن تكون براينا أمام مصير قاتم. ثمة معطيات عدة تسمح بالتفاؤل والعمل على اساس ان العام الجديد سيشهد تحسنا في النشاط الاقتصادي الاوروبي الذي تمكن من استيعاب الصدمة الاوكرانية واظهر صلابة واضحة. الى جانب ذلك فان تراجع اسعار النفط وتراجع سعر اليورو عاملان مهمان جدا وهما بمثابة برنامج دعم اقتصادي استثنائي ومثالي للغاية. العام 2015 سيكون على هذا الصعيد عام الاستقرار والنمو. هذا سيشكل عامل دعم لليورو يحد من تراجعه الحاد. الى ذلك فان الخبرة دلّت على انه عند حدوث التحول في السياسة النقدية للبنوك المركزية فان التحركات الاكثر حدة للعملة تحدث قبل اتخاذ القرار الاول وليس بعده. ما يحدث بعد صدور القرار لا يعدو كونه مجرد ارتدادات صوتية يكون تأثيرها محدودا.
ما يعني؟
يعني ان موضوع قوة الدولار سيبقى شاغلا الاسواق في العام الجديد ولكن الضغط الصعودي سيخف لان المستوى الذي بلغته الارتفاعات بات يغطي جزءا غير يسير من القرارات الآتية.
وماذا عن بقية الهموم التي تنتظر العام الجديد؟
همّ كبير يتأتى من البلدان الناشئة . ان التراجع الحاد لاسعار النفط وسواه من اسعار المواد الخام يُخضع العديد من البلدان المصدرة لها لضغوط عالية يصعب التنبؤ بمفاعيلها المستقبلية. الروبل الروسي فقد في العام الماضي 40% من قيمته مقابل الدولار. ايضا الرايال البرازيلي والرند الجنوب افريقي سجلا تراجعا لا يُستهان به. حتى الكرون النروجي المشهور بكونه عملة صلبة وموثوقة فهو سجل تراجعا محترما.
نعتقد ان الوضع بالنسبة لاسعار السلع الاولية سيشهد هدوءا تدريجيا ينعكس ايجابا على عملات بعض هذه البلدان.
خلاصة القول:
ان التحول في السياسة النقدية الاميركية سيكون هو الموضوع الابرز الذي سيشغل الاسواق في العام الجديد.
بالطبع أحداث طارئة ستكون هي ايضا مؤثرة. لا أحد يعطي حاليا مثل هذه الطوارئ اهتماما.. هكذا هو الحال في كل عام.
ارتفاع الدولار سيبقى هو الشغل الشاغل للاسواق. ولكن هذا الارتفاع وبخلاف ما شهدناه في العام الماضي سيكون عرضة لتصحيحات محترمة لم نشهدها حتى الان. من يريد ان يصعد الى قطار الدولار يُنصح برصد التطورات وانتظار مثل هذه التراجعات للقفز اليه.
ايضا في لحظات محددة قد يكون العمل على عملات البلدان الناشئة مناسبا.. ولكن.. هنا لا بد من الحذر اذ طالما ان التوتر قائم على الصعيد المالي والاقتصادي والجيوسياسي العالمي فان العمل مع العملات الكبرى يُعتبر أكثر أمانا . حاليا الدولار هو الذي يحتل هذا المنصب. استغلال التراجعات لشرائه هو القرار الأصوب اذا.
حظ سعيد وسنة مكللة بالنجاح نتمناها للجميع.
هل يكون قرار رفع الفائدة الاول في شهر مارس؟
نعتبر في حكمنا على هذا الامر ان كل شيء متاح. الفدرالي قد يفاجئ الاسواق بالبدء برفع الفائدة نهاية الفصل الاول ان هو اطمأن الى حسن سير الامور من خلال البيانات المتعاقبة في الشهرين الاولين من العام. على هذا الصعيد لا ننسى كلمة " جانيت يللين " رئيسة الفدرالي في مؤتمرها الصحافي الاخير عندما أكدت ان رفع الفائدة لن يحدث في الاجتماعين الاولين من العام الجديد - هذا قد يعني ان احتمالات رفعها في الاجتماع الثالث وارد جدا - الى ذلك فان البيانات التي تتعاقب لا تقفل الطريق أمام هذا الاحتمال. معظم الخبراء متفقون حتى الان على كون اول قرار رفع للفائدة سيكون في يونيو وتليه قرارات تالية بخطوات صغيرة ومدروسة بعناية.
لسوق العملات ماذا سيعني التزام الفدرالي بخط حذر وخطوات مدروسة؟
بالنسبة للدولار سيعني ذلك ان ارتفاعات الدولار ستظل ضمن السيطرة وان المقررات الاولى ستكون مستوعبة في الاسعار الحالية .
بالنسبة لليورو سيعني ان الاخير سيبقى تحت الضغط نظرا لاختلاف الوجهة بين السياسة النقدية لكل من البنكين المركزيين الاميركي والاوروبي. ألاول سينهي مرحلة التيسير والثاني يتحضر للبدء بها. على كل حال نحن لا نعمل على اساس ان العملة الاوروبية ستكون امام حتمية الانهيار والخروج عن السيطرة في العام الجديد، حتى ولو باشر المركزي الاوروبي - وهذا ممكن جدا - بتطبيق برنامج شراء السندات الحكومية في الشهر الحالي.
لماذا نستبعد حدوث انهيارات حادة لليورو؟
لان البيئة الاقتصادية الاوروبية لن تكون براينا أمام مصير قاتم. ثمة معطيات عدة تسمح بالتفاؤل والعمل على اساس ان العام الجديد سيشهد تحسنا في النشاط الاقتصادي الاوروبي الذي تمكن من استيعاب الصدمة الاوكرانية واظهر صلابة واضحة. الى جانب ذلك فان تراجع اسعار النفط وتراجع سعر اليورو عاملان مهمان جدا وهما بمثابة برنامج دعم اقتصادي استثنائي ومثالي للغاية. العام 2015 سيكون على هذا الصعيد عام الاستقرار والنمو. هذا سيشكل عامل دعم لليورو يحد من تراجعه الحاد. الى ذلك فان الخبرة دلّت على انه عند حدوث التحول في السياسة النقدية للبنوك المركزية فان التحركات الاكثر حدة للعملة تحدث قبل اتخاذ القرار الاول وليس بعده. ما يحدث بعد صدور القرار لا يعدو كونه مجرد ارتدادات صوتية يكون تأثيرها محدودا.
ما يعني؟
يعني ان موضوع قوة الدولار سيبقى شاغلا الاسواق في العام الجديد ولكن الضغط الصعودي سيخف لان المستوى الذي بلغته الارتفاعات بات يغطي جزءا غير يسير من القرارات الآتية.
وماذا عن بقية الهموم التي تنتظر العام الجديد؟
همّ كبير يتأتى من البلدان الناشئة . ان التراجع الحاد لاسعار النفط وسواه من اسعار المواد الخام يُخضع العديد من البلدان المصدرة لها لضغوط عالية يصعب التنبؤ بمفاعيلها المستقبلية. الروبل الروسي فقد في العام الماضي 40% من قيمته مقابل الدولار. ايضا الرايال البرازيلي والرند الجنوب افريقي سجلا تراجعا لا يُستهان به. حتى الكرون النروجي المشهور بكونه عملة صلبة وموثوقة فهو سجل تراجعا محترما.
نعتقد ان الوضع بالنسبة لاسعار السلع الاولية سيشهد هدوءا تدريجيا ينعكس ايجابا على عملات بعض هذه البلدان.
خلاصة القول:
ان التحول في السياسة النقدية الاميركية سيكون هو الموضوع الابرز الذي سيشغل الاسواق في العام الجديد.
بالطبع أحداث طارئة ستكون هي ايضا مؤثرة. لا أحد يعطي حاليا مثل هذه الطوارئ اهتماما.. هكذا هو الحال في كل عام.
ارتفاع الدولار سيبقى هو الشغل الشاغل للاسواق. ولكن هذا الارتفاع وبخلاف ما شهدناه في العام الماضي سيكون عرضة لتصحيحات محترمة لم نشهدها حتى الان. من يريد ان يصعد الى قطار الدولار يُنصح برصد التطورات وانتظار مثل هذه التراجعات للقفز اليه.
ايضا في لحظات محددة قد يكون العمل على عملات البلدان الناشئة مناسبا.. ولكن.. هنا لا بد من الحذر اذ طالما ان التوتر قائم على الصعيد المالي والاقتصادي والجيوسياسي العالمي فان العمل مع العملات الكبرى يُعتبر أكثر أمانا . حاليا الدولار هو الذي يحتل هذا المنصب. استغلال التراجعات لشرائه هو القرار الأصوب اذا.
حظ سعيد وسنة مكللة بالنجاح نتمناها للجميع.