شاهد عيان على مجزرة الدرك والبلطجية!!!
شاهد عيان على مجزرة الدرك والبلطجية!!! لا أدري ماذا سأقول لربي إن كتمت شهادتي التي رأيت بأم عيني فقد كنت شاهد عيان على كل لحظة حصلت في دوار الداخلية والكريم سبحانه يقول: ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغافل عما تعملون ويقول سبحانه ولا تكت...موا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه ذهبت للموقع مرتين اليوم (الجمعة) قبل صلاة الجمعة وبعد صلاة العصر وكنت ذاهبا وفي نيتي إن سمحوا لي بالكلام أن أوجه رسالة إيجابية للجميع للمعتصمين ومؤيدي الدولة من العسكريين والمدنيين بما يجمع بين النفوس والقلوب معتصمون مسالمون حصروا أنفسهم في مكان محدد ولم يستخدموا إلا الألفاظ الجميلة ويطالبون بمطالب يطالب بها كل أردني مخلص غيور على مصلحة البلد ويؤكدون على ما ورد في رسالة سيد البلاد للحكومة والتي تحمل انزعاج القائد الأعلى من تباطؤ الحكومة وتساهلها في محاربة الفساد والعجيب أنهم رشقوا بالحجارة من شباب لا أدري من أين أتوا لكن المشاهد لا يخفى عليه أنهم موجهون ومنظمون جدا والأدهى أن رجال الأمن لا يمنعونهم من رمي الحجارة ثم شهدت بأم عيني المعتصمين يستغيثون علنا برجال الأمن والجيش كي يحموهم من شباب اعتلوا طوابق عمارة قيد البناء وكانوا يرمون بالحجارة الكبيرة من الطابق الرابع وحتى السابع تقريبا وبشكل همجي ووحشي ولكن رجال الأمن لم يحركوا ساكنا ثم قمت بنفسي بالذهاب إلى أعلى رتبة أمنية وقعت عيناي عليها ضمن المئات وكان ضابطا برتبة مقدم في الأمن العام وتحدثت معه بكل أدب عن ضرورة أن يوقفوا هؤلاء الذين يرمون الحجارة فقال لي بأنهم قد بعثوا مجموعة لتوقفهم فأسكتني ولكن على أرض الواقع لم أر شيئا ثم جاءت مجموعة من الدرك فطوقوا المعتصمين ضمن طوق محكم ومنعوهم من الخروج من هذا الطوق ولم يتحركوا في اتجاه الآخرين الذين كانوا يرمون الحجارة بكامل الحرية مع كل التسهيلات من قوات الأمن فحاولت الخروج من الطوق لأحدّث المسؤول عنهم فمنعي رجال الدرك وتصادف أن أحد المسؤولين عنهم عرفني فجاء من خلف رجال الدرك وأخرجني من بينهم وتحدثت معه عن ضرورة عدم السماح لمن يرمون الحجارة بهذا الفعل القذر ويجب أن يسكتوهم فلم آخذ منه جوابا واضحا لأفاجأ بعدها وخلال ثوان بمجيء قوات الدرك المجهزين بسيارات فنزلوا على بعد مترين مني ومباشرة خرجوا من السيارات وخلال ثوان ابتدؤا بهجوم مباغت على المعتصمين المحجوزين أصلا ضمن المجموعة الأولى من قوات الدرك فابتدؤوا بضربهم ودفعهم لجهة واحدة وبعدها وبتسارع عجيب سمحت قوات الأمن وبكل وضوح للبلطجية وأنا أشاهد بالهجوم على المعتصمين ليضربوا المتظاهرين رجالا ونساء شيوخا وصغارا وليستولوا على ممتلكاتهم وحاجاتهم الشخصية والميكرفونات والسماعات ثم ليقوموا لا بتكسيرها بل بتفتيتهما بطرقة انتقامية وكأن كل واحد من هؤلاء البلطجية كان ينتقم من قاتل أبيه أم أمه وأثناء ذلك كان بعض هؤلاء البلطجية يستفردون ببعض المعتصمين من الشباب وكبار السن فيهجم ما يقرب الخمسة إلى العشرة على واحد أعزل يرمونه أرضا ويوسعونه ضربا وهو بلا حول ولا قوة ثم يأتي اثنان أو ثلاثة من رجال الأمن بالزي الرسمي ليأخذوه من تحت أقدامهم فيتم جره كأنه قطعة لحم أو كيس قمامة فيتم أخذه إلى مبنى محافظة العاصمة الملاصق للموقع وأثناء جره يكون البلطجية من المدنيين يضربونه وفي أكثر من حالة لم يكن رجال الأمن يمنعونهم ناهيك عن أن سيارة رش المياه المضغوطة أول ما رشت المياه وأنا أشهد وأقف على بعد أمتار رشتها على النساء العزليات القابعات تحت الجسر وقوات الدرك تهاجمهن وتدفعهن وحدثني شخص بعد دقائق ولكني لم أر بعيني أن بعض قوات الدرك خلعوا الحجاب لبعض النساء بل حتى المنقبات وبطرقة وحشية وكانت إحداهن تنزف من وجهها بعد أن نزعوا نقابها فأجابها أحد رجال الدرك "بتستاهلي إيش اللي جابك هون!!!" وهذا وصف سريع لما شاهدته أظنه لزاما علي وواجب أخلاقي أن تستمعوا له كما تستمعون للروايات الأخرى وبعضها فيه من الكذب والتضليل ما فيه ولكن قبل أن أختم أحب أن أوجه كلمة لإخواني وأخواتي الذين يحملون وجهة النظر المعادية للمعتصمين ويفخرون بحبهم وانتمائهم للأردن ما يلي: - هؤلاء المعتصمون لا يقلون عنكم ولاء وانتماء وحبا للوطن بل إن مطالبهم كانت لمصلحتكم ومصلحة أولادكم من بعدكم فلا أدري لم تتضايقون ممن يطالب بالإسراع في وتيرة الإصلاح ومحاسبة الفاسدين وهذا هو مطلب قائد البلاد نفسه !!! - لا تطنوا أن الولاء يكون فقط بالرقص على الأغاني الوطنية ولبس الشماغ ومسك صورة الملك فبعض هؤلاء الذين يفعلون هذا كاذبون منافقون أيضا ولا يوجد عنهم حب لا للوطن ولا للملك إنما لمصالحهم الشخصية أو الفئوية أو الحزبية الضيقة - إن كنتم أنكرتم على المعتصمين خروجهم للشارع للمناداة بما يعتقدون فأنتم أيضا تخرجون في كثير من الأحيان إلى الشارع في مسيرات الولاء والتأييد وتغلقون الشوارع وتمنعون الناس من المشي وتعطلون مصالح الناس والأمن والسير لا يعترضون عليكم فلم هو حلال لكم حرام عليهم ؟ - للأسف وأقولها للأسف فقد صدمت جدا من كلام معالي وزير الداخلية وتألمت من حجم البعد عن الحقيقة للرواية التي أوردها على شاشة التلفزيون الأردني فأنا كما قلت لكم شاهد عيان وحصلت معظم الحوادث المذكورة سالفا على بعد أمتار مني ولعل عذر معاليه أنه لم ير بنفسه إنما اعتمد على ما نقل له من جهات لم تتحر الصدق والموضوعية في النقل - وفي الختام أعلم أن هناك بعض الناس ممن لا يحب أبدا الاستماع لوجهة النظر التي تدينه أو تدين جماعته التي يواليها وأسهل شيء عنده أن يتهم الكاتب من أمثالي اتهامات باطلة فأرجو من كل أحد قبل وضع الملحوظة أن يتذكر أني أتحدث كمسلم أردني مستقل وكشاهد عيان من قلب الحدث فلا داعي للمزايدات التي لا معنى لها إذ أني لا أملك الوقت لتضييعه مع محبي المزايدة أو المغرمين بالشتائم والاتهامات ومع ذلك لن أمنع أحدا من التعليق إلا الذين يستخدمون الألفاظ غير اللائقة بمكانة الموقع وكرامة الزائرين له وأرجو ممن يريد مناقشتي أن يناقشني بالعقل والمنطق والأدب حتى أتمكن من التفاعل معه بإيجابية