ضربة جزاء يسددها الدولار في مرمى العملات و النتيجة ما زالت لصالح اليورو

[طارق جبور]

   

 

 

ضربة جزاء يسددها الدولار في مرمى العملات و النتيجة ما زالت لصالح اليورو​

ارتفعت أسعار صرف العملات الأجنبية هذا اليوم مقابل الدولار الأمريكي لتمدد من مكاسبها يوم أمس أمام الدولار الأمريكي، لكن عاد الدولار اليوم ليكسب ضربة جزاء جديدة أمام العملات بعد أن اكتسب عزماً صاعداً إثر إقدام المتداولين على شراء الدولار في ظل بيانات أظهرت اليوم بأن قطاع التجزئة ما زال هشّا و ضعيفاً جداً في الاقتصاد الأمريكي. الإنفاق الاستهلاكي يشكل أكثر من ثلثي الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي فيما قطاع التجزئة قد يكون تعبير جيد عن الإنفاق الاستهلاكي. نرى بأن بيانات اليوم أشارت إلى أن مبيعات التجزئة قد حققت انكماشاً مقداره 1.2% خلال شهر أيام تابعة لنمو مقداره 0.4% خلال شهر نيسان الماضي. كان هذا الانكماش في القطاع مفاجئاً للكثير من المتداولين و التقديرات حيث أن متوسط التوقعات كان يشير إلى احتمال نمو مقداره 0.2% و إشارة إلى بعض التباطؤ القليل فيما أظهرت البيانات انكماشاً حاداً.
موجة الهلع التي أصابت المتداولين سببت بيوعاً كبيرة للاستثمارات المرتفعة العائد. المستثمرون الآن حسّاسون جداً لأي بيانات اقتصادية سيئة من الاقتصاد الأمريكي أو الاقتصاديات التي قد تكون منقذة للاقتصاد الدولي في ظل أزمة الديون السيادية الأوروبية و في ظل اتساع العجز الهائل في الكثير من الدول في العالم أهمها المملكة المتحدة.
انخفضت مؤشرات الأسهم الأمريكية بشكل سريع و كبير إثر هذه البيانات شهدنا مؤشر داوجونز الأمريكي انخفض وصولاً إلى مستوى 10070.00 تقريباً هذه البيانات أيضاً خفّضت أسعار العديد من السلع و المعادن فيما انخفض أيضاً سعر برميل النفط ليصل إلى مستوى 73.52 دولار للبرميل الواحد. أما الذهب فقد استفاد أيضاً من هذه البيانات إثر لجوء الكثير من المتداولين له كملاذ آمن في ظل حالة الحيرة التي أصابتهم بعد هذه البيانات. ارتفع سعر الذهب اليوم وصولاً إلى مستوى 1228.90. لكن بعد ذلك شهدنا بيانات الثقة تعود لتدعم مؤشرات الأسهم الأمريكية مرّة أخرى و عادت لتدعم أسعار العديد من السلع فيما الذهب انخفض بعد هذه البيانات و يتداول في هذه اللحظة عند سعر 1222.00 دولار للأونصة الواحدة.
موجة الدولار الصاعدة خفّضت سعر اليورو مقابله ليعود و يهبط من مستوى 1.2152 مسجّلاً الأدنى عند مستوى 1.2077، لكن نرى بأن ميل المتداولين نحو اليورو حالياً ناشئ من تصريح السيد تريشيه يوم أمس و الذي أكّد على احتمال استمرار النمو هذه السنة بشكل إجمالي في تقديرات أفضل من التقديرات السابقة. هذا ما خفف وطأة موجة الدولار الصاعدة على اليورو و احتفظ اليورو رغم انخفاضه هذا اليوم مقابل الدولار في تداولات في نطاق فوق 1.2100 دولار لليورو الواحد معظم الوقت. يتداول سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي هذه اللحظات بين مستوى الدعم 1.2100 و مستوى المقاومة 1.2150 ببعض الميل للدولار على مستوى هذا اليوم لكن هذا الأسبوع نرى بأن الاتجاه يميل لصالح اليورو بعد أن عوّض الكثير من خسائره السابقة التي تكبّدها خلال الأسبوع الماضي و افتتاح هذا الأسبوع.
ضربت بيانات الإنتاج الصناعي البريطانية في الجنيه الإسترليني حين أظهرت هي الأخرى انكماشاً غير متوقع. انكمش الإنتاج الصناعي في المملكة المتحدة بمقدار 0.4% خلال شهر نيسان الماضي عكس التوقعات التي أشارت إلى احتمال انخفاض فقط في النمو. بذلك شهدنا أن الجنيه الإسترليني كان أكثر المتأثرين و الخاسرين في موجة الدولار الصاعدة التي نشأت مع دخول نيويورك الأسواق المالية هذا اليوم.
يتداول سعر صرف الجنيه الإسترليني في هذه اللحظات في مستويات حول الدعم 1.4570 بعد أن انخفض من الأعلى له هذا اليوم عند سعر 1.4758 لكن شهدنا الجنيه الإسترليني قد حقق الأدنى ما دون هذا الدعم وصولاً إلى سعر 1.4533 دولار للجنيه الإسترليني الواحد. الميل الآن لصالح الدولار الأمريكي دون شك و يبدو أن ضربة جزاء الدولار كانت هدفاً في مرمى الجنيه لكن بشكل عام هذا الأسبوع نرى بأن المباراة ما زالت في صالح الجنيه إذا ما تم مقارنة الأسعار الحالية بأسعار افتتاح هذا الأسبوع.
بالرغم من أن المتداولين يقومون بالتخلي عن الاستثمارات المرتفعة العائد، إلا أننا نرى بأن الدولار الأمريكي ما زال متمسّكاً في مكاسبه على الين الياباني لليوم الثاني على التوالي. ذلك لأن المتداولين يقومون الآن بشراء الدولار بكثافة للتخلّص من الاستثمارات الأمريكية في وقت شهدنا جلسة إيجابية جداً لمؤشرات الأسهم اليابانية و هذا ما يجعل الدولار الآن قوياً حتى مقابل الين الياباني.
تداول سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني هذا اليوم بين مستوى 91.77 و مستوى 91.20 دولار للين الياباني الواحد و تميل التداولات لصالح الدولار الأمريكي معظم هذا اليوم خصوصاً و أن بيانات الثقة الأمريكية عادت لتدعم مؤشرات الأسهم مما ساعد الدولار على أن يبقى في مستويات مرتفعة نسبياً هذا اليوم مقابل الين الياباني.