- المشاركات
- 7,533
- الإقامة
- عرب فوركس
خلال الأسابيع القليلة الماضية، شهدت أسعار النفط تراجعات حادة، حيث تراجع سعر خام "برنت" بأكثر من 4.5 دولار للبرميل في نهاية يوم الثلاثاء الموافق 13 نوفمبر 2018، وتراجع سعر إغلاق خام برنت"تسليم شهر يناير 2019 إلى 65.47 دولار، وبذلك يكون سعر النفط قد تراجع بنحو 20.36 دولار للبرميل أي ما يعادل 23.7% خلال شهر واحد.
ويقول سعود بن هاشم جليدان المحلل الاقتصادي، إن أسواق النفط قبل شهرين كانت تتوقع تراجع الإمدادات، بسبب العقوبات الأمريكية على صادرات النفط الإيرانية، التي كانت تشير التقديرات إلى إمكانية محوها ما بين مليون ومليوني برميل يوميًا من الأسواق العالمية، وقد أثارت هذه العقوبات العديد من المخاوف حول حدوث عجز في الإمدادات.
وخلال هذه الفترة، بدأ الحديث عن احتمال معاودة أسعار النفط الصعود إلى مستويات تفوق 100 دولار للبرميل، إلا أنه خلال الأسبوعين الماضيين أدركت الأسواق وجود تخمة في الإمدادات النفطية، بسبب نمو الطلب العام المقبل وتأثير العقوبات الأمريكية على النفط الإيراني.
وأضاف جليدان، أن العديد من منتجي النفط داخل منظمة "أوبك"، قد رفعوا إنتاجهم تحسبا للعقوبات، وبالتالي توفرت كميات إضافية في الأسواق تعوض النقص المتوقع من صادرات النفط الإيرانية، كما أن السماح لثماني دول رئيسية على رأسهم الصين واليابان وكوريا الجنوبية بمواصلة استيراد النفط الإيراني، قلل من تأثير العقوبات على أسواق النفط.
وأشار إلى أن بيانات المخزونات النفطية تعكس التوازن بين العرض والطلب، حيث تكشف زيادة المخزونات تفوق مستويات العرض على كميات الاستهلاك، وتشير أحدث بيانات المخزونات التجارية الأمريكية من النفط الخام إلى زيادة المخزونات الأمريكية من 396 مليون برميل في مطلع شهر سبتمبر الماضي إلى 431 مليون برميل في مطلع شهر نوفمبر الجاري، وهذه الزيادة الكبيرة ربما تكون السبب الأول في تراجع أسعار النفط بهذا الشكل الحاد.
وأوضح، أن الولايات المتحدة تصدر كميات كبيرة من النفط الخام وكافة منتجاته، فهي أكبر مصدر للمنتجات النفطية على مستوى العالم، لافتًا إلى أن صافي واردات الولايات المتحدة من النفط الخام قد تراجع إلى أقل من مليوني برميل يوميًا خلال الأسابيع الأربعة الماضية، وهذا يشير إلى قرب تحقيقها اكتفاء ذاتيا في إنتاج النفط بعد تحقيقها اكتفاء ذاتيًا في إنتاج الطاقة.
وخلال الفترة الماضية، تحسنت معدلات صرف الدولار الأمريكي مقابل العديد من العملات، الأمر الذي ضاعف تأثير زيادة أسعار النفط خلال الأشهر الأخيرة، وأدى إلى خفض توقعات نمو الطلب العالمي علي النفط.
تشير التوقعات إلى تراجع معدل النمو الاقتصادي العالمي، خاصة الاقتصاد الصيني والهندي، وبناءًا عليه سيتراجع معدل نمو الطلب العالمي على النفط، حيث إن تراجع أسعار النفط بسرعة يشير إلى تصحيح الأسواق لتقديرات إمدادات العرض وحجم الطلب خلال المستقبل القريب.