- المشاركات
- 19,998
- الإقامة
- تركيا
عندما غادروا بلادهم الى السعودية، كان العمال الهنود يحملون أحلاماً كبيرة، ولكنه عادوا لا يلوون سوى على قصص مروعة عاشوها بعد ان تسببت الأزمة الاقتصادية الناجمة عن تدهور اسعار النفط في حرمانهم من رواتبهم وبالتالي عدم تمكنهم من مغادرة المملكة. نتيجة لذلك، بقي آلاف العمال من الهند وباكستان وبنغلادش والفيليبين دون مأوى ودون أموال كافية للعودة الى بلادهم او حتى شراء قوتهم بعد ان طردوا من اعمالهم.
وهذا الاسبوع تمكن أخيراً نحو 40 عاملاً من العودة الى ولاية بيهار الفقيرة شرق الهند، ليرووا كيف ان شركة سعودي اوجيه “تركتهم ليموتوا” لمعاناتها من مشاكل مالية بعد ان كانت شركة قوية يقودها الملياردير ورئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري.
انخفضت عائدات الشركة التي كانت توظف في مرحلة ما نحو 50 الف عامل، بشكل كبير من عملياتها في قطاع الانشاء بعد ان اجلت او الغت الحكومة السعودية عدداً من المشاريع مع تراجع اسعار النفط.
وقال امام حسين الذي يعمل كهربائياً، عند وصوله الى نيودلهي هذا الاسبوع “لقد اغلقوا الكافتيريا، وبقينا لأيام بدون ماء نشربه، وبدون كهرباء”.
وأضاف حسين (27 عاماً) الذي كان يشارك في عمليات تجديد قصر العاهل السعودي الملك سلمان في الرياض، “اعتقلوني لأن الشركة لم تجدد أوراقي. كان الوضع هناك أسوأ من الجحيم”.
وكان حسين من بين ملايين العمال الآسيويين الفقراء الذين يعملون في دول الخليج، حيث تقول جماعات حقوق الانسان ان العديد من العمال يعانون من الاستغلال والانتهاكات مع غياب القنوات لمعالجة ذلك.
وبموجب نظام الكفالة المعمول به في السعودية، يحظر على معظم العمال الأجانب الانتقال الى وظائف جديدة دون الحصول على موافقة صاحب العمل قبل انتهاء عقودهم.
وانتقدت جماعات حقوقية هذا النظام واعتبرته نظام سخرة او حتى عبودية.
وأمضى حسين وغيره من العمال اياماً عدة في نيودلهي في انتظار توجههم الى ولاية بيهار حيث يعيشون، وافترشوا الارض في كراج فندق رخيص، وكانوا يأكلون في باحة قذرة.
الا ان عودتهم الى ولايتهم انستهم تلك المعاناة.
وقال سانتوش سنغ، عامل البناء الذي يتقاضى راتباً منخفضاً، اثناء انتظاره قطاراً ينقله الى قريته الاصلية “نشعر براحة كبيرة لعودتنا اخيراً الى موطننا. كل ما نريده هو رؤية عائلاتنا وبدء حياتنا من جديد”.
- “أحلام محطمة” -
تعتبر السعودية المقصد المفضل لدى العمال الهنود. ويبلغ عدد العاملين منهم في المملكة نحو ثلاثة ملايين معظمهم في قطاع البناء.
وذكرت منظمة العفو الدولية في تقرير نشرته في 2014 انه يتم منح نحو الف عامل منخفض الأجر اذناً بالتوجه الى السعودية كل يوم.
وتاتي اكبر ارقام العمال من ولاية بيهار التي تعاني من أسوأ معدلات الفقر وسوء التغذية وطول العمر في البلاد، بحسب تقرير نشر في 2007.
ويغادر العديد منهم البلاد هرباً من الاستغلال في الريف في غياب اية مشاريع او صناعات محلية.
وتوفر الهجرة للعمل في الخارج فرصة سهلة للعمال شبه الأميين للحصول على اجور جيدة نسبياً.
يقول زكير حسين الذي غادر الى الرياض في 2013، وكان يحصل على اجر يوازي 450 دولاراً شهرياً قبل بدء الازمة “في منطقة سيوان حيث اعيش كانوا ينشرون اعلانات حول وجود وظائف خارج البلاد عن طريق قرع الطبول”.
واضاف “عدد افراد عائلتي 15، وكان الذهاب الى الخارج فرصتي الوحيدة لحياة افضل”.
واضاف “ولكن انظر ماذا حدث. لم اتلق اي اجر منذ كانون الاول/ديسمبر. لقد تحطمت كل احلامي. وآمل فقط في الحصول على مستحقاتي في يوم من الايام”.
في اب/اغسطس الماضي تدخلت وزارة الخارجية الهندية لإعادة آلاف العمال الهنود الذين لم يكن لديهم المال لشراء تذاكر العودة الى بلادهم.
وتحركت الحكومة السعودية وقامت بتوفير الغذاء والدواء الى الهنود القابعين في مخيمات، ووعدت بالسماح بعودة جميع العمال الراغبين في العودة الى بلادهم.
وقالت السعودية كذلك انها ستعالج المطالب القانونية لعمال شركة اوجيه لإعادة اموالهم لهم.
ولا يزال شيخ ديلشي الذي عمل مع شركة اوجيه لمدة 18 عاماً، غير قادر على استيعاب التحول الذي طرأ على حياته.
وقال والدموع تملأ عينيه “لقد عملت لحسابهم طوال حياتي .. وما الذي حصلت عليه في المقابل؟”
واضاف ان الشركة “تحتجز جميع مستحقاتي التي تصل الى نحو 42 الف ريال سعودي (نحو 11200 دولار) .. ليس لدي اي مال او امل الآن”.
وهذا الاسبوع تمكن أخيراً نحو 40 عاملاً من العودة الى ولاية بيهار الفقيرة شرق الهند، ليرووا كيف ان شركة سعودي اوجيه “تركتهم ليموتوا” لمعاناتها من مشاكل مالية بعد ان كانت شركة قوية يقودها الملياردير ورئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري.
انخفضت عائدات الشركة التي كانت توظف في مرحلة ما نحو 50 الف عامل، بشكل كبير من عملياتها في قطاع الانشاء بعد ان اجلت او الغت الحكومة السعودية عدداً من المشاريع مع تراجع اسعار النفط.
وقال امام حسين الذي يعمل كهربائياً، عند وصوله الى نيودلهي هذا الاسبوع “لقد اغلقوا الكافتيريا، وبقينا لأيام بدون ماء نشربه، وبدون كهرباء”.
وأضاف حسين (27 عاماً) الذي كان يشارك في عمليات تجديد قصر العاهل السعودي الملك سلمان في الرياض، “اعتقلوني لأن الشركة لم تجدد أوراقي. كان الوضع هناك أسوأ من الجحيم”.
وكان حسين من بين ملايين العمال الآسيويين الفقراء الذين يعملون في دول الخليج، حيث تقول جماعات حقوق الانسان ان العديد من العمال يعانون من الاستغلال والانتهاكات مع غياب القنوات لمعالجة ذلك.
وبموجب نظام الكفالة المعمول به في السعودية، يحظر على معظم العمال الأجانب الانتقال الى وظائف جديدة دون الحصول على موافقة صاحب العمل قبل انتهاء عقودهم.
وانتقدت جماعات حقوقية هذا النظام واعتبرته نظام سخرة او حتى عبودية.
وأمضى حسين وغيره من العمال اياماً عدة في نيودلهي في انتظار توجههم الى ولاية بيهار حيث يعيشون، وافترشوا الارض في كراج فندق رخيص، وكانوا يأكلون في باحة قذرة.
الا ان عودتهم الى ولايتهم انستهم تلك المعاناة.
وقال سانتوش سنغ، عامل البناء الذي يتقاضى راتباً منخفضاً، اثناء انتظاره قطاراً ينقله الى قريته الاصلية “نشعر براحة كبيرة لعودتنا اخيراً الى موطننا. كل ما نريده هو رؤية عائلاتنا وبدء حياتنا من جديد”.
- “أحلام محطمة” -
تعتبر السعودية المقصد المفضل لدى العمال الهنود. ويبلغ عدد العاملين منهم في المملكة نحو ثلاثة ملايين معظمهم في قطاع البناء.
وذكرت منظمة العفو الدولية في تقرير نشرته في 2014 انه يتم منح نحو الف عامل منخفض الأجر اذناً بالتوجه الى السعودية كل يوم.
وتاتي اكبر ارقام العمال من ولاية بيهار التي تعاني من أسوأ معدلات الفقر وسوء التغذية وطول العمر في البلاد، بحسب تقرير نشر في 2007.
ويغادر العديد منهم البلاد هرباً من الاستغلال في الريف في غياب اية مشاريع او صناعات محلية.
وتوفر الهجرة للعمل في الخارج فرصة سهلة للعمال شبه الأميين للحصول على اجور جيدة نسبياً.
يقول زكير حسين الذي غادر الى الرياض في 2013، وكان يحصل على اجر يوازي 450 دولاراً شهرياً قبل بدء الازمة “في منطقة سيوان حيث اعيش كانوا ينشرون اعلانات حول وجود وظائف خارج البلاد عن طريق قرع الطبول”.
واضاف “عدد افراد عائلتي 15، وكان الذهاب الى الخارج فرصتي الوحيدة لحياة افضل”.
واضاف “ولكن انظر ماذا حدث. لم اتلق اي اجر منذ كانون الاول/ديسمبر. لقد تحطمت كل احلامي. وآمل فقط في الحصول على مستحقاتي في يوم من الايام”.
في اب/اغسطس الماضي تدخلت وزارة الخارجية الهندية لإعادة آلاف العمال الهنود الذين لم يكن لديهم المال لشراء تذاكر العودة الى بلادهم.
وتحركت الحكومة السعودية وقامت بتوفير الغذاء والدواء الى الهنود القابعين في مخيمات، ووعدت بالسماح بعودة جميع العمال الراغبين في العودة الى بلادهم.
وقالت السعودية كذلك انها ستعالج المطالب القانونية لعمال شركة اوجيه لإعادة اموالهم لهم.
ولا يزال شيخ ديلشي الذي عمل مع شركة اوجيه لمدة 18 عاماً، غير قادر على استيعاب التحول الذي طرأ على حياته.
وقال والدموع تملأ عينيه “لقد عملت لحسابهم طوال حياتي .. وما الذي حصلت عليه في المقابل؟”
واضاف ان الشركة “تحتجز جميع مستحقاتي التي تصل الى نحو 42 الف ريال سعودي (نحو 11200 دولار) .. ليس لدي اي مال او امل الآن”.